تكنولوجيا

إشراك المؤسسات الناشئة وتكنولوجيات رقمية حديثة

الإستراتيجية الجديدة لمؤسسة اتصالات الجزائر

دخلت مؤسسة إتصالات الجزائر على خط التكنولوجية الرابعة (الرقمنة والذكاء الإصطناعي) إدراكا منها أنّ تدفق الانترنت يساهم كثيرا في قطع أشواط مهمة من التحسين في البنى التحتية، بحيث أنّ المخطط الوطني لإتصالات الجزائر تقوم أساسا على الربط بالألياف البصرية على مخطط ربط الولايات والبلديات والمقرات الرسمية، وكذلك مخطط ربط منازل المواطنين بتكنولوجيا متطورة.

وعليه يبقى الرهان قائما حول تطوير شبكة الألياف البصرية وتوسيعها، بهدف حصول مستعملي الانترنت للاستفادة من مختلف الخدمات وبجودة عالية، وفي السياق ذاته فقد تم ربط ما يقارب 800 ألف مشترك بتقنية الألياف البصرية إلى المنزل فيما تبقى أشغال الربط بشبكة الألياف على قدم وساق بمرور السنوات. للإشارة فقط.

خدمة الانترنت عبر شبكة الألياف البصرية

وحسب الأرقام الرسمية للمؤسسة الوصية، وصلت عملية الربط سنة 2022 إلى أكثر من 300 ألف مشترك مقارنة بسنة 2021، إلى جانب تسجيل أكثر من 86 ألف مشترك في خدمة الانترنت عبر شبكة الألياف البصرية. وعليه، فإن من مزايا هذه التقنية التكنولوجية المتطورة، سرعة التدفق العالي والجد عالي، لتصل إلى 300 ميغا في الثانية مقارنة مع الشبكة القديمة التي لم تكن تتجاوز 50 ميغا، أصبحت اليوم تقدم لزبائنها عرض تدفق عالٍ يصل إلى 300 ميغا في الثانية، ما من شأنه تقديم خدمات أحسن للمواطنين وذلك بتمكينهم من الولوج إلى الانترنت بسرعة جد عالية. كما إن ّالإستريجية التي تنتهجها مؤسسة اتصالات الجزائر لها مزايا متعددة ولعل أهمها تطوير هذه الشبكة وربط كل الأحياء السكنية الجديدة في كل الاحياء والمدن الجزائرية، ولإنجاح هذه الإستراتيجية تقوم بوتيرة متسارعة بتحديث شبكة الانترنت النحاسية القديمة والتخلي عنها نهائيا والتي تسمى بـ ADSL، واستبدالها بالألياف البصرية أو ما يسمى بـ FTTH، خاصة أنّ اتصالات الجزائر كانت تعاني المرّين من سرقة الكوابل النحاسية مما نجم عن ذلك خسائر كبيرة، ناهيك عن التقنية الجديدة ساعدت إتصالات الجزائر كثيرا في في التقليل والتحكم في الأعطاب.

الرهان على المؤسسات الناشئة

ولكن بهدف إنجاح هذه لاستراتيجية الجديدة التي تراهن عليها إتصالات الجزائر، لم تتاخر في إبرام عقود اذعان، مع العديد من المؤسسات الناشئة، الصغيرة والمتوسطة من اجل تسريع وتيرة الإنجاز وربط المدن في الآجال المحددة، ناهيك عن مسألة التكوين التي بدورها كان لها شأوا كبير في إنشاء المشاريع المتعلقة بالألياف البصرية، فضلا عن الثقة التي وضعتها اتصالات الجزائر في الشركات الجزائرية الناشطة في مجال تركيب الألياف البصرية، لاسيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي ساهمت بدورها بفضل هياكلها في الأحياء والمدن لتدعيم شبكتها وتزويدها بأحسن التكنولوجيات المتطورة، بحيث تؤكد نفس أرقام إتصالات الجزائر أن ألفين مؤسسة ناشئة في أتم الإستعداد لتطوير الربط بالألياف البصرية من خلال أشغال ربط الانترنت عبر أصقاع البلاد. كما أن هذه الإستراتيجية تؤكد على ضرورة إقتناء أحسن التجهيزات التكنولوجية والحلول الرقمية وتطبيقات الحماية لإنجاحها، لأن التحول الرقمي يتطلب تكنولوجيات رقمية حديثة والتي تجاوزت تكنولوجيا الإعلام الآلي من خوادم وغيرها، وذلك لمواكبة التطور الحاصل في العالم الرقمي الذي يعتمد بالأساس على الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات والدفع الالكتروني وغيرها من الأنظمة والبرمجيات.

إتفاقية شـراكة بين إتصالات الجزائر وجازي

للتذكير، قامت مؤسسة إتصالات الجزائر في نوفمبر الماضي بالتوقيع على شـراكة إستراتيجية بين إتصالات الجزائر الفضائية ومتعامل الهاتف النقال “جازي” لتطوير الحلول التكنولوجية، بحيث تنص هذه الإتفاقية تتضمن تبادل مجموعة من الخدمات المبتكرة بين الشركتين، وتعزيز تعاون متين ومفيد، كخطوة صوب تقارب المصالح المتبادلة والمشتركة لكلا الطرفين، إلى جانب الاستفادة من مهارات وخبرات كل شخص في تحسين الحلول والخدمات التكنولوجية المقدمة والمصممة للسوق الجزائرية. وتعتبر هذه الإتفاقية بمثابة خطوة مهمة في التزامنا بتقديم خدمات اتصالات عالية الجودة للشركات والمؤسسات، ومن خلال توحيد قوى كل من جازي واتصالات الجزائر.

شعار “دائما أقرب”

كما سبق وأن أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة إتصالات الجزائر، السيد عادل بن تومي، بأنّ شعار “دائما أقرب” وتلتزم بالتقرب أكثر من زبائنها في كل ربوع الوطن من خلال ديناميكية تنموية تسهر من خلالها على تطوير وعصرنة شبكتها وتوفير خدمات ومنتجات مختلفة لزبائنها مع المساهمة في تطوير وتنمية وطننا الغالي. كما تملك إتصالات الجزائر شبكة تجارية واسعة تضم وكالاتها التجارية ومراكزها التقنية التي تتوفر على قوة عاملة مؤهلة تسهر على الاستجابة لطلبات وتلبية احتياجات المواطنين. ناهيك على تجسيد مشاريع استراتيجية طموحة تتماشى مع رؤية واستراتيجية الحكومة الرامية إلى إتاحة الوصول إلى تكنولوجيات الإعلام والاتصال.

بقلم: أحمد الشامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى