الحدث

إشادة واسعة بالتجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب

ندوة السلم والأمن في إفريقيا

اختتمت أول أمس، بمدينة وهران أعمال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، بمشاركة رفيعة المستوى على المستوى الوزاري للدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي وكذلك الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن للأمم المتحدة، علاوة على خبراء وممثلين سامين لهيئات إفريقية ومنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، أشادوا بالمقاربة الجزائرية وبالجهود المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرين إلى أن الجزائر تبقى شريكا هاما في مكافحة هذه الظاهرة العابرة للأوطان.

الندوة التي جاءت تحت عنوان “مساعدة الأعضاء الأفارقة الجدد في مجلس الأمن للأمم المتحدة على التحضير لمعالجة مسائل السلم والأمن في القارة الإفريقية”، جدد خلالها وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، إدانة بلاده للإرهاب وتأكيدها على حق الشعوب في الحماية من هذه الجريمة التي تمثل تهديدا للأمن والسلم والاستقرار بإفريقيا، مشيرا إلى أن تواصل نشاط المجموعات الإرهابية وقدرتها على تمويل أنشطتها وتأقلمها مع الأوضاع والتكنولوجيات الحديثة، بالإضافة إلى المخاطر التي قد تنجر عن عودة المقاتلين الإرهابيين إلى بلدانهم، تشكل تهديدات تستدعي من الدول الإفريقية صياغة استراتيجيات وطنية متعددة الأبعاد قائمة على الوقاية والاستجابة السريعة للعمليات الإرهابية.

وثمن الجرندي الجهود المبذولة في سياق مكافحة الإرهاب، مذكرا بالأهمية التي توليها تونس لتفعيل قرار رؤساء الدول الإفريقية المتعلق بإنشاء الصندوق الخاص للاتحاد الإفريقي للوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحتهما وتوفير التمويلات الضرورية لتمكينه من الاضطلاع بمهامه.

من جهته، أكد إدريس منير لالالي المدير المساعد لمركز الدراسات والأبحاث المتعلقة بمكافحة الإرهاب بالاتحاد الإفريقي، أن تجربة الجزائر إلى جانب نظيرتها المصرية في مجال مكافحة الإرهاب رائدة، وحذر لالالي في تصريحاته على هامش الندوة الصحفية التي شارك بها في اليوم الثاني من الندوة، من اتساع رقعة الإرهاب في العالم.

وتابع، أن هناك توافقا للرؤى بين دول الاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وهو ما سيسمح بتعزيز التعاون والشراكة الجماعية بين هذه الدول، وكشف أن المركز اقترح إنشاء مذكرة توقيف أفريقية وقائمة أفريقية تضم العناصر الإرهابية، لافتا إلى أن بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط على الساحة القارية لم يتم تصنيفها دوليا على أنها إرهابية.

في السياق، أكدت مساعد وزير الخارجية للمنظمات الإفريقية سها الجندي، أن التنسيق بين مصر والجزائر دائم وكبير في العديد من القضايا التي تطرأ على الساحة الدولية، مضيفة أن العلاقات بين البلدين راسخة استنادا على تاريخ حافل من الأخوة والكفاح المشترك، مثمنة دور الجزائر في الاتحاد الإفريقي، قائلة دورها كبير وهام جدا كونها تملك رؤية واضحة وجلية.

 للإشارة، عرفت هذه الندوة التي تواصلت أشغالها على مدار ثلاثة أيام مشاركة رفيعة المستوى خاصة على المستوى الوزاري للدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي وكذا الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن الدولي لمنظمة الأمم المتحدة علاوة على خبراء وممثلين سامين للهيئات الإفريقية ومنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وقد جرت أشغال هذه الندوة التي أشرف عليها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة عبر جلسات، ناقش خلالها المشاركون العديد من القضايا على غرار التنسيق لدعم صوت إفريقيا بمجلس الأمن الدولي والحوكمة والحكم الراشد في إفريقيا وخطر الإرهاب بالقارة الإفريقية وتحسين ميكانيزمات مكافحة هذه الآفة.

كما ناقش المشاركون، مسألة تحسين التنسيق بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ومجموعة أ3 – كينيا والنيجر وتونس- زائد العضو الجديد لمنطقة الكاريبي ” سان فانسين وغرينادا ” لدعم صوت إفريقيا في مجلس الأمن الدولي لمنظمة الأمم المتحدة.

وعلى هامش الندوة، زار الوفد الإفريقي المركب الرياضي الأولمبي بوهران الذي سيحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط في صائفة سنة 2022 وكذا الجامعة الإفريقية بتلمسان التي اطلع بها على العمل الجاد الذي تقوم به الجزائر في مجال تكوين الإطارات الإفريقية القادمة من مختلف دول القارة لاسيما في مجالي الطاقات المتجددة وتسيير المنشآت المكلفة بإنتاج وتوزيع المياه.

خلق انسجام لإسماع صوت إفريقيا في منظمة الأمم المتحدة

 صرح نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية لإثيوبيا ديميكي ميكونن حسان الذي شارك في رئاسة ندوة وهران، يجب علينا احترام الالتزامات التي تم التعهد بها في إطار ندوة السلم و الأمن في إفريقيا للوصول إلى إسماع صوتنا في منظمة الأمم المتحدة.

وأكد ديميكي ميكونن، على أنه يجب علينا تحقيق أهدافنا وتنسيق أفضل بين إفريقيا والأعضاء غير الدائمين بمجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة، مبرزا نحن مقتنعون أن الأعضاء الجدد والأعضاء المنتهية عهدتهم يمكنهم خلق انسجام أفضل لدفع العمل بين أ3 ومجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي وترقية المواقف المشتركة والقضايا التي تهم إفريقيا وشعوبها.

ومن جهته صرح السفير والمفوض للشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي بانكول أديوي، يجب علينا ترقية إفريقيا موحدة والتي لها صوت واحد، وأشار بانكول الى أن جائحة كوفيد-19 توفر فرص لاستعادة مكانتنا في الساحة الدولية لاسيما فيما يخص توزيع اللقاح الذي يبقى غير متكافئ إلى حد كبير.

وبالإضافة إلى ذلك، اعتبر أن إصلاح مجلس الأمن الدولي لمنظمة الأمم المتحدة يحتاج الى تعاون جنوب–جنوب، وقال نحن نريد أن تكون تشكيلة مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة عادلة وتعكس العالم بأسره، وأبرز الدبلوماسي أن ندوة وهران تعد مهمة كون الأعضاء الأفارقة لمجلس الأمن يعملون على ترقية صوت إفريقيا.

ومن جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية لأنغولا  انطونيو تيتي، أن تحدي القارة الإفريقية هو التحدث بصوت واحد بمجلس الأمن للأمم المتحدة، مشيدا بالدعم المستمر والثابت للجزائر لقضايا السلم والأمن في إفريقيا، وأكد أن ندوة وهران تعتبر أداة مهمة جدا لتعزيز مكانة إفريقيا بمنظمة الأمم المتحدة.

كما أشاد الوزير التشادي للشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتشاديين في الخارج شريف محمد زين، بالنجاح الباهر للندوة، مشيرا الى أن إفريقيا ليس لها ممثل دائم بمجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة ومن هنا تأتي ضرورة توحد الدول الإفريقية أكثر حول مجموعة أ3.

ومن جهته ثمن وزير الشؤون الخارجية لجيبوتي، محمود علي يوسف الترتيبات المتخذة للنجاح التام لندوة وهران حول السلم و الأمن، وقال الدبلوماسي إننا نختتم اليوم هذه الندوة مع أفكار جديدة و طرق عمل حتى يكون صوت الأفارقة مسموعا في إفريقيا وفي العالم بأسره، مؤكدا أن إفريقيا يجب أن تكون لها كلمتها وندوة وهران كرست هذا المبدأ حتى يحظى الصوت الإفريقي بالاعتبار من قبل جميع الدول.

وناقش المشاركون أيضا مسألة تحسين التنسيق بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ومجموعة أ3 -كينيا والنيجر وتونس- زائد العضو الجديد لمنطقة الكاريبي “سان فانسين وغرينادا” لدعم صوت إفريقيا في مجلس الأمن الدولي لمنظمة الأمم المتحدة.

ق.ح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى