يعرف القطاع الفلاحي بوهران اهتماما بالغا من خلال بعث نشاطات فلاحية في عديد الشعب، على غرار البقوليات والنباتات الزيتية لما لها فائدة في تحققي الأمن الغذائي وتحقيق مكاسب لاسيما وأن القطاع الفلاحي يعد القاعدة الأساسية في الصناعات التحويلية التي تتطلع إليها الوزارة الوصاية، والتي يسبقها حاليا إطلاق الإحصاء العام للفلاحة بالوطن لمعرفة القدرات والإمكانيات التي تبنى عليها هذه السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية، في شقيها البشري والمالي بإشراك كافة الفلاحين ومرافقتهم لجني باكورة البرامج الهادفة لتطوير مختلف الشعب وبالتالي تخفيف فاتورة الاستيراد، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو التصدير مستقبلا.
وترى مديرة المصالح الفلاحية لوهران “كريمة عمراني” الخطوات التي قطعتها الفلاحة بالهامة، بعدما حققت طفرة في الإنتاج المتنوع للمحاصيل، حيث تطرقت إلى مشاريع زراعة النباتات الزيتية بوهران وتطوير شعبة البقوليات وموسم الحصاد والتطهير العقاري وعملية الإحصاء العام للفلاحة بولاية وهران.
توقعات مردود وفير للزراعة الزيتية بمزرعة “أوبدا” بواد تليلات في ثاني تجرية لها
تنفيذا للسياسة المنتهجة من طرف رئيس الجمهورية، ووزير الفلاحة وتعليمات الوالي، قامت مديرية المصالح الفلاحية لوهران بتسطير أهداف بتخصيص مساحة تقدر بـ400 هكتار للزراعة الزيتية على مستوى المزرعة النموذجية “أوبدا” بواد تليلات”، تحقيق البرنامج والتي تعد التجربة الثانية بنفس المزرعة، لإنتاج الزيوت لاسيما زيت “بلادي” المنتوج 100 بالمائة.
حيث مكنت التجربة من تحقيق مردود وفير السنة الماضية بإنتاج 5 آلاف قنطار، علما أن المساحة المخصصة للزراعة الزيتية عرف ارتفاع ب300 هكتار، حيث تم الموسم الماضي زراعة 100 هكتار لترتفع هذا الموسم إلى 400 هكتار على أن تنطلق حملة التحصيل شهر جوان المقبل. وكانت المصالح الفلاحية قامت بتحسيس وتوعية من خلال دعوة الفلاحين للانخراط في تطوير الزراعات الزيتية بوهران، بتقديم تحفيزات ومرافقة ودعم لكسب الرهان على مردود وفير. للإشارة، فقد دعت مديرية المصالح الفلاحية لوهران كافة الفلاحين، خاصة منهم من يملكون مصدر للمياه للانخراط في برنامج الدولة الخاص بتطوير الزراعات الزيتية “دوار الشمس” وذلك في برنامج تطوير زراعة النباتات الزيتية التي توليها السلطات العليا للبلاد بالغ الأهمية. حيث تدخل ضمن برنامج الدولة الخاص بتطوير زراعة النباتات الزيتية الذي يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من زيت المائدة وتقليص فاتورة الاستراد، ما يسمح للفلاحين بالانخراط في هذا البرنامج من خلال التسجيل على مستوى القسم الفرعي الفلاحي المختص إقليميا والإمضاء على طلب الإنخراط .حيث يمكن للمنخرط الراغب في زراعة دوار الشمس، بالإمضاء على اتفاقية مع المتعامل الاقتصادي المحول، حيث يضمن المتعامل الاقتصادي توفير (المدخلات الفلاحية) البذور والأسمدة، وكذا اقتناء المنتوج بعد الحصاد، علما أن مبلغ الدعم الذي تغطيه مديرية المصالح الفلاحية لفائدة الفلاح يقدر بـ3000 دج للقنطار الواحد. للتذكير، فقد تم إجراء عدة تجارب لهذه الزراعة خلال الموسم السابق بعدة ولايات وأعطت نتائج جيدة ومشجعة، كما تعتبر هذه الزراعة خيار جيد لإدخالها في الدورة الزراعية، ويتراوح مردود الإنتاج إذا تم تطبيق والتحكم في المسار التقني بـ20 إلى 30 قنطار/هكتار. ولتفعيل البرنامج ومرافقة الفلاحين في العملية تم خلق لجنة ولائية على مستوى ولاية وهران لمتابعة ومرافقة الفلاحين في هذه الزراعة، حيث تم تنظيم برنامج إرشادي من أجل التعرف على التطبيق السليم للمسار التقني لها، إضافة إلى المرافقة الإدارية من أول يوم لتقديم طلب الانخراط إلى غاية حصاد المنتوج واستلام كامل مستحقاتهم، كما يمكن للمنخرطين في هذه الزراعة الإستفادة من آلية التمويل قرض الرفيق. وأضافت المصالح الفلاحية، أنه تم “تهيئة كل الظروف للشروع في زراعتها وتجنيد التقنيين لإنجاح هذه العملية ناهيك على المرافقة الميدانية ومعالجة كل العوائق، بالإضافة لتسخيرها لكل الظروف والوسائل لإنجاحها.
للإشارة، يُعتبر نبات “عباد الشمس” تعتبر من أهم النباتات الزيتية في الجزائر ويحتل المراتب الأولى من حيث استهلاك الزيت، لكن ورغم ذلك لا تلبي الجزائر حاجياتها من الزيت النباتي الخام من عباد الشمس بسبب قلة زراعته.
تعزيز إنتاج البقول الجافة بوهران على مساحة 400 هكتار وتحقيق 80 بالمائة من الأهداف المسطرة
سمحت الاستراتيجية المنتهجة من طرف الوزارة الوصية ومديرية المصالح الفلاحية لوهران الرامية لتعزيز شعبة البقول الجافة من رفع المساحة المخصصة لهذه الزراعات، لإحياء وبعث توسيع نطاقها تبعا لتوجيهات المقدمة.
حيث قدرت المساحة الإجمالية بولاية وهران إلى 400 هكتار لزراعة الحمص والعدس، منها 200 هكتار لزراعة الحمص بالمزرعة النموذجية “أوبدا” بواد تليلات، و50 هكتار بالمستثمرة الفلاحية “المجاهد إبرير الشيخ” ببلدية بوسفر بوهران، التي تعد التجربة الأولى النموذجي بولاية وهران بزراعة 50 هكتار من الأراضي الموجهة للبقوليات، وذلك برسم الحملة الولائية لزراعة البقوليات تبعا لتوجيهات رئيس الجمهورية بإشراك المزارع النموذجية في واستغلال الأراضي البور في بعث وتطوير شعبة البقوليات .
وفي هذا السياق، كشفت مديرة المصالح الفلاحية لوهران “كريمة عمراني”، أنه تم تحقيق 80 بالمائة من الأهداف المسطرة ضمن البرنامج وتحقيق نتائج مرضية، كونها تجارب سمحت بمنتوج معتبر في البقوليات بإشراك صغار المزارعين والمنخرطين لتعميم استخدامها، لاسيما وأنها تعد التجربة الأولى في إطار المساحات المسقية لضمان المردودية، ناهيك عن المرافقة التقنية ودعم الدولة من أجل تطوير الشعبة وتعزيز الأمن الغذائي.
تضرر 80 بالمائة من مساحات الحبوب بسبب التغيرات المناخية وانخفاض في الإنتاج
تتوقع المصالح الفلاحية لولاية وهران تراجعا في مردود الحصاد للموسم الفلاحي الجاري، بسبب تضرر 80 بالمائة من المساحات المخصصة للحبوب بالولاية التي تأثرت بشكل مباشر جراء التغيرات المناخية، وشح الأمطار، عدا المساحات المسقية التي تشكل 20 بالمائة والتي ستشهد حملة الحصاد والمنتتشرة بإقليم طفراوي، الحامول واد تليلات، الكرمة والتي عرفت متابعة بتكثيف عملية السقي. وأشارت مديرة المصالح الفلاحية، أن الجفاف تسبب في نكسة للفلاحين، حيث بلغ عدد الفلاحين النشاطين في إنتاج الحبوب في تلف المحاصيل، حيث تم تعويض 1180 فلاح خلال السنة المنصرمة بوهران، في إطار التكفل بمتضرري الجفاف بمنح بذور كتعويض لهم، وذلك من خلال لجنة مكلفة بالعملية. وبشأن عملية السقي، أكدت أن محطة معالجة المياه المستعملة بالكرمة تلتزم بمرسوم تنفيذي يحدد منح الأولوية للمزروعات المسموح بها في عملية السقي، لاسيما محيطات فلاحية للأشجار المثمرة، من خلال السقي بالتقطير.
كما أشارت المتحدثة أن ملف التطهير المتعلق بالعقار الفلاحي بوهران، من أهداف اللجنة طمأنة المستغلين الفعليين للأراضي، حيث تم التكفل بعدة ملفات على غرار حيازة الملكية العقارية الفلاحية، حيث تم إعادة تنشيط اللجان التقنية للدوائر من أجل إجراء معاينات ميدانية للتحقق من المستغلين الفعليين للأراضي، كما تم القيام بجلسات عمل مع الأمين العام من أجل إعداد عقود الملكية لأصحاب المستثمرات، وكذلك ملفات مطابقة التابعة لأملاك الخاصة بالدولة، تم بخرجات ميدانية لدوائر عين الترك قديل وبوتليليس لتسوية الملفات هده المستغلين والعملية متواصلة.
منصور.ج