
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم أمس، أن بلاده ستنشئ فيلقا دوليا أجنبيا للمتطوعين من الخارج، وقال زيلينسكي سيكون هذا الدليل الرئيسي على دعمكم لبلدنا.
وعن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأوكراني يعتزم إنشاء فصيل يضم المتطوعين الأجانب للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية لصد الهجوم الروسي على أراضيها، وكان زيلينسكي قد قال في تسجيل مصور: إن الشعب الأوكراني مستعد للدفاع عن بلده، مشيرا إلى أن جاهزية المواطنين أحبطت سيناريو الاحتلال الروسي.
وقد أعربت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس عن دعمها الدعوات لتوجه الراغبين بالقتال إلى أوكرانيا، وأعادت الوزيرة تغريدة على توتير لنظيرها الأوكراني، دميترو كوليبا، جاء فيها: الأجانب الراغبون في الدفاع عن أوكرانيا والنظام العالمي باعتبارهم جزءًا من الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا، أدعوكم للاتصال بالبعثات الدبلوماسية الأجنبية لأوكرانيا في بلدانكم.
إبادة جماعية
وحث الرئيس الأوكراني اليوم دول العالم على حرمان روسيا من حق التصويت في مجلس الأمن الدولي، وقال إن أفعال موسكو في أوكرانيا تكاد تصل إلى حد الإبادة الجماعة.
وصرح زيلينسكي هذا ترويع…سيقصفون مدننا الأوكرانية أكثر وسيقتلون أطفالنا بمهارة أكبر. هذا هو الشر الذي حل على أرضنا ويجب تدميره، وأضاف أن أفعال روسيا الإجرامية ضد أوكرانيا تحمل سمات الإبادة الجماعية.
ليلة قاسية
كما أعلن زيلينسكي الأحد أن الليلة الماضية، كانت قاسية في أوكرانيا، متّهمًا موسكو بقصف مناطق سكنية، وقال في مقطع فيديو نشر على الإنترنت: كانت الليلة الماضية قاسية، إطلاق نار جديد وقصف جديد على أحياء سكنية وبنى تحتية مدنية. ليس هناك ما لا يراه المحتلّ اليوم هدفًا مشروعًا له.
وأكد الرئيس الأوكراني، أن فاسيلكيف وكييف وتشرنيغيف وسومي وخاركيف والعديد من المدن الأخرى تعيش في ظروف لم نشهدها على أراضينا منذ الحرب العالمية الثانية، وتوجه في خطابه إلى سكان بيلاروسيا التي تستخدم روسيا أراضيها قاعدة خلفية في هجومها على بلاده وقال من أرضكم يُقتل أطفالنا، وأضاف كيف ستتمكنون من النظر في عيون أطفالكم؟ كيف ستنظرون في أعين بعضكم البعض؟ في أعين جيرانكم؟ جيرانكم هم نحن.
دعوات لحمل للسلاح
وفي سياق متصل، توافد الأوكرانيون على الإنترنت، للبحث عن طرق تصنيع قنابل المولوتوف، بعد أن طلبت وزارة الدفاع الأوكرانية من المدنيين المساعدة في مقاومة القوات الروسية، التي أصبحت على مقربة من العاصمة كييف.
وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على صفحتها في فيسبوك: احملوا الأسلحة، وأبلغونا بتحركات العدو، اصنعوا قنابل مولوتوف، شلّوا حركة المحتل!، كما نشرت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هنا ماليار، منشورًا على حسابها على “فيسبوك”، دعت فيه الشعب إلى المقاومة، وتصنيع أسلحة محلية وحمل السلاح والانضمام لقوات الدفاع الإقليمية.
كما قام مدربون عسكريون بتعليم المدنيين كيفية صنع واستخدام الزجاجات الحارقة خلال جلسة تدريبية في مصنع مهجور في كييف، كذلك قدم التلفزيون الأوكراني تعليمات للمواطنين بشأن كيفية صنع قنابل المولوتوف، لمواجهة الهجوم العسكري الروسي نحو عاصمة أوكرانيا.
وأطلقت روسيا، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو، واحتدمت الأزمة الأوكرانية الروسية في أعقاب إعلان الرئيس الروسي، اعتراف بلاده رسميًا باستقلال ما يُعرف بـ”جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” الانفصاليتين وسط رفض دولي واسع.
طرد الجيش الروسي من خاركيف..وسيطرة أوكرانية على المدينة
أعلن المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينيغوبوف، أن ثاني كبرى المدن الأوكرانية عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية، بعد بضع ساعات على إعلانه عن وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة.
وكتب سينيغوبوف عبر شبكات التواصل الاجتماعي أن خاركيف تحت سيطرتنا الكاملة، مؤكدًا أن عملية طرد الأعداء من المدينة جارية، وكانت الحكومة الأوكرانية قد أكدت وقت سابق بأن قوات روسية اقتحمت خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد من ناحية عدد السكان، بعد معارك ضارية.
ووثقت مقاطع فيديو انتشر على الإنترنت مشاهد من الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجنود الروس الذين اقتحموا مدينة خاركيف الأوكرانية والمدافعين عنها، وظهر في شريط فيديو ما بد أنهم جنود أوكرانيون وهم يطلقون الرصاص، قبل أن يتقدم أحدهم ويطلق 3 قذائف من طراز “أر بي جي” تجاه هدف قريب، يبدو أن القوات الروسية متحصنة فيه، وكانت هناك مركبات عسكرية متوقفة في وسط الطريق، فيما الشوارع تخلو من السيارات والمارة.
واستمر القتال منذ الصباح مع ظهور مدرّعات خفيفة متروكة أو مشتعلة في الشوارع، فيما تردد صدى طلقات نارية وانفجارات متفرقة في أنحاء المدينة التي أقفرت شوارعها مع بقاء السكان في منازلهم.
وبعدما أقرت الحكومة الأوكرانية بدخول الجيش الروسي إلى المدينة، قال مسؤول محلي إن القتال تحول إلى حرب شوارع، ورصدت مقاطع فيديو في الصباح الباكر دخول مركبات عسكرية روسية خفيفة إلى المدينة.
وكانت المدينة تتعرض لهجوم روسي شرس في الأيام الماضية، واعترفت كييف بأن الوضع فيها، كان من بين الأصعب في البلاد، وذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية بأن هناك قتال عنيف بالقرب من مدينة خاركيف، حيث فجرت القوات الروسية خط أنابيب للغاز الطبيعي.
وتعتبر خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث عدد السكان، وتبعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود مع روسيا، وتنبع أهمية المدينة من كونها مركزا صناعيا، حيث تصنع فيها الآلات، وتعد مركزا أيضا للصناعات العسكرية الأوكرانية.