
في عام 2024 نجد أن صناعة التكنولوجيا تواجه تحديات جديدة وفرصًا متنوعة،وهو ما يستدعي النظر إلى التوجهات التكنولوجية المتكاملة بشكل أكبر من أي وقت مضى. يُظهر التطور السريع للتكنولوجيا تحولات ملحوظة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والواقع الافتراضي، والتكنولوجيا النظيفة، والتحليلات الضخمة، مما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والتطور.
التركيز على التوجهات التكاملية
تُعدّ التوجهات التكنولوجية المتكاملة أساسًا لتحقيق تقدم ملحوظ في العديد من الصناعات. على سبيل المثال، في قطاع النقل، تجد السيارات الكهربائية تتبنى تكنولوجيا الحوسبة السحابية لتحسين أداء البطاريات وزيادة مدى السفر، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في نظم القيادة الذاتية. وفي مجال الرعاية الصحية، تسهم التقنيات المتكاملة في تحسين تجارب المرضى من خلال استخدام الواقع الافتراضي لتقديم علاجات دقيقة ومخصصة،ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذا التكامل النجاح في عدة جوانب. يجب على الشركات تطوير استراتيجيات شاملة تدمج التقنيات بشكل متقن وفعال، مع التركيز على تحقيق التوافق والتوازن بين الأنظمة والتطبيقات المختلفة. علاوة على ذلك، يجب عليها الاستثمار في بنية تحتية قوية ومتكاملة تدعم تطبيقات التكنولوجيا المتكاملة بكفاءة وأمان،من المهم أيضًا أن تكون الشركات على دراية بالتحديات الأمنية والخصوصية المتعلقة بتكامل التقنيات، وأن تعمل على تطوير حلول فعالة لمواجهتها. إذ يمكن أن يكون التكامل التقني مصدرًا للضعف إذا لم يُدار بحذر، لذا يجب على الشركات اتخاذ خطوات لضمان الحماية والسلامة في كل مرحلة من مراحل التطوير والتشغيل،باختصار، يمثل التكامل التقني فرصة كبيرة للشركات لتحقيق تقدم ملحوظ وتحسين أدائها، ولكن يجب عليها اتخاذ خطوات حاسمة لضمان النجاح وتجنب المخاطر المحتملة”.
إعداد مجلس الإدارة لاعتماد التقنيات الواعدة
كليمنس هيارتار، شريك رئيسي في مكتب كوبنهاجن، يسلط الضوء على التحديات التي تواجه مجالس الإدارة في عام 2023، حيث تتطلب الظروف الاقتصادية الغامضة اتخاذ قرارات تكنولوجية دقيقة. ويشير إلى أهمية تعزيز مستوى النقاشات حول التكنولوجيا بين مجالس الإدارة والمديرين التنفيذيين،مع توقعات بتقليص ميزانيات الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات أو عدم زيادتها، تتمثل التحديات الرئيسية في كيفية إدارة وتركيز الطاقات المتاحة على الجوانب الأكثر أهمية في المجال التكنولوجي. تظهر الأبحاث أن الشركات تسعى جاهدة لنقل بنية تكنولوجيا المعلومات إلى السحابة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد أهمية تحقيق التوازن بين الاستثمارات في التكنولوجيا الجديدة وتحسين الأسس البنيوية للتكنولوجيا المعلومات،من المهم أن يكون لمجلس الإدارة دور فعّال في رسم الأولويات لتكنولوجيا المعلومات، ويجب أن يتعاون مع الفرق الإدارية العليا لتحقيق ذلك. ويُشير هيارتار إلى أهمية تخصيص نسبة من الميزانية لتحسين الأسس البنيوية للتكنولوجيا المعلومات، ويشدد على ضرورة إجراء حوارات دائمة مع أعضاء مجلس الإدارة لتحديد الاحتياجات والأولويات في مجال التكنولوجيا.
إطلاق العنان لطاقات المهندسين الموجودين في الشركة
مع اقتراب العام الجديد، يبرز واضحًا أن أقسام التكنولوجيا ستواجه الكثير من الضغوطات، حيث يتطلب تحديات تسريح الموظفين وإجراءات تقليص النفقات الأولية استيعاب القادة الفنيين الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة خلال عام 2024،التحدي الأكبر يتمثل في تحفيز كفاءات التكنولوجيا داخل الشركة لتحقيق المزيد، حيث أظهرت الدراسات أنه بإمكاننا تحقيق مستويات أفضل من الإنتاجية من خلال تحميل المهندسين بمهام أقل. يجب على القادة الفنيين الاستفادة من هذه الإمكانية بتقليل المهام الإدارية والبيروقراطية واليدوية الملقاة على عاتق المهندسين،توضح الأبحاث أن الهندسيين في الشركات الكبرى قد لا يقضون سوى نصف وقتهم في الأعمال التطويرية الفعلية، مما يبرز أهمية تحسين هذه النسبة لتحقيق نتائج أفضل. يجب على قادة الشركات اتباع منهجية علمية وتنظيمية في تطوير وتطبيق حرفة الهندسة، وينبغي لهم الدراسة الدقيقة لتركيبة الفريق وتعزيز الأداء الفردي،من الضروري أيضًا التحرك نحو التخلص من العوامل التي تشتت انتباه المهندسين، مما يتطلب إجراءات بسيطة مثل تقليل عدد الاجتماعات واعتماد منهجيات إدارة المشاريع المرنة. يجب الاستفادة القصوى من التكنولوجيا لتقليل الأعباء اليدوية التي تعيق العمل الإبداعي للمهندسين،ليست هذه المشكلة متعلقة فقط بالإنتاجية، بل تتعلق أيضًا بجذب والاحتفاظ بأفضل الكفاءات في المجال التكنولوجي. على القادة الفنيين أن يضمنوا أن تكون الشركة وجهة مفضلة للمهندسين، وأن يأخذوا في الاعتبار أسلوب العمل والثقافة الداخلية للشركة كجزء من هذه الجهود.
اﻻستعداد لعصر اللامركزية في الابتكار
أظهرت الأحداث التي شهدناها في عام 2023عدم صحة الافتراض السائد الذي يقول بأن الشركات ذات مجموعات بيانات ضخمة ستكون الرائدة في مجال الابتكار، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي. فقد شهدنا ظهور العديد من الشركات الناشئة التي قدمت منتجات جذابة تتحدى الشركات الكبيرة في هذا المجال،تعكس هذه الظاهرة في العديد من منتجات الذكاء الاصطناعي التي حظيت بانتباه كبير، مثل التي حازت على 10 آلاف نجمة على في أقل من شهرين، والتي وصل عدد مستخدميها إلى مليون،مستخدم خلال خمسة أيام فقط. لقد طلبت مؤخرًا من،كتابة قصيدة حول الويب 3، وقدمت قصيدة عالية الجودة، رغم أني لست ناقدًا أدبيًا. توضح هذه التطورات أن التكنولوجيا الحديثة تشهد نموًا كبيرًا خارج نطاق الشركات الكبيرة،تشير هذه التطورات إلى وصولنا إلى عصر “اللامركزية” في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد التطور التقني مقتصرًا على الشركات ذات المجموعات البيانات الكبيرة. يمكن أن يشهد عام 2024مزيدًا من التغيرات في مختلف القطاعات، بدءًا من الترفيه والألعاب وصولًا إلى وسائل الإعلام،سيكون التحدي الأكبر والفرصة الأهم للشركات خلال عام 2024هو الاستعداد للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي اللامركزية الجديدة. يجب على قادة الأعمال دراسة كيفية توظيف هذه التقنيات لتحسين نموذج الأعمال. يجب على رؤساء الشركات التكنولوجية إعادة تصميم البنية التحتية للشركة لتمكين إدخال واجهات برمجة التطبيقات ودمج “الذكاء” في تطبيقات متنوعة،لتحقيق ذلك، ينبغي تخصيص الموارد الكافية لإجراء التجارب، حيث يجب على الشركات الرائدة في الابتكار تخصيص نسبة من عوائدها للابتكارات التي من شأنها تعزيز النمو المستقبلي.
الاستفادة المثلى من الفرصة الأمنية
فعلاً، في عام 2023شهدنا تحولًا كبيرًا في نظرة الشركات إلى الجوانب الأمنية في قطاع التكنولوجيا، حيث بات الأمن أحد العوامل الرئيسية التي يجب أخذها في الاعتبار. تحولت الشركات بشكل كبير إلى تحديث بنيتها التكنولوجية من خلال الانتقال إلى الفضاء السحابي، مما دفعها إلى إعادة النظر في دور قسم الأمن وتمكينه ليصبح شريكًا حقيقيًا في دعم الأعمال،ومع دخولنا عام 2024 يتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه مع التحول المتزايد نحو الأتمتة في مجال الأمن. يعود ذلك جزئيًا إلى الاستثمارات التي تقوم بها مزودات الخدمات السحابية في قدراتها وأدواتها الخاصة المتعلقة بتقليل المخاطر. يشمل ذلك استخدام التحليلات الآلية لفحص النصوص البرمجية بحثًا عن الثغرات الأمنية ورفضها تلقائيًا إذا لم تتوافق مع معايير الأمان الرقمي،من المتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى تقليل جذري في عدد الخروقات الأمنية التي تتعرض لها الشركات، كما سيسرع من عمليات التطوير بفضل إمكانية إرسال وتحديث النصوص البرمجية بناءً على التقييمات المؤتمتة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتقال إلى الفضاء السحابي يشكل فرصة كبيرة للشركات لإعادة النظر في استراتيجياتها الأمنية وتحسينها،ومع انتقال القطاعات التي تخضع لتنظيم صارم إلى الفضاء السحابي، يعمل الجهات التنظيمية على إعطاء توصيات أكثر تفصيلًا حول معايير الأمان والامتثال، بالإضافة إلى دراسة مسائل أخرى مثل تمركز البيانات والتأثيرات المحتملة لحوادث تعطل الخدمات،مع بداية عام 2024 قد نشهد بداية تشكل ملامح سياسات جديدة تتعلق بالأمن في الفضاء السحابي والتي قد تكون جوابًا على التحديات الجديدة التي تطرأ.
اعتماد التقنيات السحابية
تحدثت عن موضوع هام وهو تغير وجهة نظر الشركات والرؤساء التنفيذيين نحو الحوسبة السحابية، وهذا يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجيات الأعمال التكنولوجية. في عام 2023 بدأ الرؤساء التنفيذيين يدركون أهمية الحوسبة السحابية بشكل أكبر ويبدأون في استثمارها بشكل فعال، بدلاً من الاكتفاء بمجرد الانتقال السطحي إليها،كما أشرت إلى القفزة في كفاءات النخبة التكنولوجية بسبب إيقاف الشركات لعدد من الوظائف والبرامج، مما يعطي الشركات فرصة فريدة لاستقطاب أفضل الكفاءات في مجال الحوسبة السحابية. السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن للشركات الاستفادة من هذه الفرصة؟،أشرت إلى أن العام المقبل سيكون وقتًا مهمًا لبناء أسس سحابية قوية تتيح للشركات استغلال مزايا الحوسبة السحابية بشكل كامل، مثل توسيع التطبيقات وإضافة القدرات بشكل أوتوماتيكي لتلبية الطلب المتزايد. يجب أن تركز الشركات على تطوير أنماط التطبيقات المناسبة وإعداد قدرات قوية للاقتصاد السحابي،أشير أيضًا إلى أهمية تحكم الشركات في تكاليف الحوسبة السحابية، حيث يجب عليها التركيز على تحليل وتحكم التكاليف منذ البداية بدلاً من انتظار تجاوز عتبة معينة من التكاليف. هذا ليس فقط لتجنب الهدر المالي، ولكن أيضًا لتحقيق القيمة الأمثل من الاستثمار في الحوسبة السحابية،إذا تمكنت الشركات من تنفيذ هذه الخطوات بنجاح، فستكون قادرة على الاستفادة الكاملة من فرص الحوسبة السحابية وتحقيق التطور والنمو في عام 2024وما بعده.
تسديد الدين التقني وقياسه
تسلط هذه المقالة الضوء على جانب مهم وهو الدين التقني الذي تتراكمه الشركات أثناء تطوير تكنولوجيا جديدة وتحديث بنيتها التكنولوجية. يصف الكاتب كيف أن التحولات السريعة في التكنولوجيا، وخاصة خلال فترة الإغلاق جراء الجائحة، أدت إلى تراكم ديون تقنية على المؤسسات. يُشير الكاتب إلى أن هذا الدين التقني يتطلب إدارة فعالة وخطط استراتيجية لسداده،تتناول المقالة أيضًا أهمية تحديد حجم الدين التقني وتقدير تكاليفه الإجمالية، وهي عملية تشبه البحث عن المادة السوداء في الكون، حيث يجب إيجاد وتحديد كمية الدين التقني بدقة. بعد ذلك، يُظهر الكاتب أهمية تخصيص موارد إضافية لسداد هذا الدين، مع إضافة نسبة معينة من الموارد لتغطية الديون المتوقعة في المشاريع المستقبلية،أخيرًا، تبرز المقالة أهمية إصرار الرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات على هذا الشأن وضرورة إجراء تحليل دقيق للدين التقني وتحديد مواقع وجوده في الشركة. إن تفهم هذه الجوانب الفنية والمالية بشكل دقيق يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة وتحديد الأولويات بشكل فعال لتحقيق الاستدامة التكنولوجية والمالية للمؤسسة.
بقلم:جلال يياوي
يتبع…