تكنولوجيا

“ألتمان” يحذر.. الذكاء الاصطناعي قد يفلت ويعيد تشكيل العالم

“ألتمان” يحذر, كشف  المدير التنفيذي لأحد أبرز الكيانات العالمية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي. عن أكثر ما يفزعه ويمنعه من النوم ليلاً. حيث تحدث خلال فعالية نظّمت في العاصمة الأمريكيةز عن 3 سيناريوهات مستقبلية يراها الأخطر على الإطلاق في مسيرة تطور هذه التكنولوجيا. وقد بدا واضحاً من نبرة حديثه أن المخاوف لم تعد مجرد فرضيات بل احتمالات واقعية تهدد استقرار البشرية. أول هذه المخاوف يتمثل في احتمال أن تصل هذه القوة التقنية الخارقة إلى يد شخص شرير قبل أن تمتلك البشرية أدوات ردع فعّالة. مما قد يؤدي إلى استغلال هذه الأنظمة لتحقيق أهداف مدمّرة لا يمكن ردعها أو مواجهتها بسهولة. وهو ما يشبه ما تعرضه بعض أفلام الخيال العلمي. لكن الاختلاف الوحيد هنا أن الأمر لم يعد خيالاً.


 

“ألتمان” يحذر.. حين يقول الذكاء الاصطناعي “لا”

أشار “ألتمان” إلى سيناريو آخر يقلقه بعمق. وهو لحظة فقدان السيطرة التقنية على هذه الأنظمة. أي حين تبدأ الالات المتقدمة في اتخاذ قرارات مخالفة لإرادة البشر أو ترفض تنفيذ الأوامر تحت ذريعة حماية نفسها أو تطبيق منطقها الخاص. وهنا يكمن الرعب، لأن النظام الذي يتعلم ويتطور بشكل مستمر. قد يصل إلى مستوى من الوعي السلوكي يسمح له باتخاذ مواقف ذاتية. بل وربما يقرر أن مصالحه تختلف عن مصالحنا.

وأوضح أن الخطر لا يكمن فقط في الشر البشري.  بل أيضاً في انحراف نوايا التقنية نفسها. ذلك أن الذكاء الاصطناعي حين يصل إلى نقطة معينة من التقدم. قد يصبح غير قابل للتفسير أو التنبؤ. وهذا بالضبط ما يجعل الموقف خطيراً.

وأضاف قائلاً إن شركته أنشأت قبل عامين وحدة خاصة تهدف إلى تطوير ضمانات تمنع هذه الأنظمة من تجاوز حدودها أو التمرد، لكن التحدي يبقى في سرعة تطورها مقابل بطء استيعاب العالم لما يحدث.

 

الهيمنة الهادئة التي لا ننتبه لها

من بين أكثر السيناريوهات رعباً التي عرضها ألتمان. ذلك الذي يتمثل في اندماج الذكاء الاصطناعي في نسيج المجتمع دون أن يدرك البشر تماماً ما يجري. أي حين يصبح النظام التقني جزء لا يتجزأ من عمليات اتخاذ القرار. سواءً على المستوى الفردي أو المؤسساتي. إلى درجة أن الأفراد يفقدون القدرة على فهم كيفية اتخاذ تلك القرارات. بل يُصبح اعتمادهم عليه أمراً بديهياً رغم الغموض الذي يكتنف آلية عمله.

وأعطى مثالاً بذلك حين تساءل إن كان من الممكن أن يأتي يوم يفوض فيه رئيس دولة كبرى صلاحيات جوهرية لنظام ذكاء اصطناعي. ليس فقط لأنه أكثر كفاءة، بل لأنه يواكب تعقيدات العالم بشكل لا يقدر عليه البشر هذا السيناريو.

وفقاً لألتمان، لا يتطلب مؤامرة ولا نوايا سيئة. بل قد يحدث ببساطة نتيجة للثقة المفرطة والتعوّد، وهو ما وصفه بأنه الانزلاق المجتمعي الصامت نحو مستقبل غير معلوم المعالم.

أوضح ألتمان في نهاية مداخلته أن الكثير من المختصين يدّعون القدرة على التنبؤ بمستقبل الذكاء الاصطناعي، لكنه لا يشاركهم هذا الاعتقاد، مشيراً إلى أن هذه التقنية معقدة جداً، وحديثة جداً، ومؤثرة بشكل يفوق كل التوقعات، وهذا ما يجعل فهمها الكامل شبه مستحيل، وأضاف أن فريقه يبذل قصارى جهده لتنبيه العالم، لكن التجاوب لا يزال ضعيفاً، ومع أن الهدف ليس زرع الرعب، إلا أن تجاهل هذه الإشارات قد يُكلف الإنسانية ثمناً باهظاً، مؤكداً في الوقت ذاته أن المسؤولية اليوم لا تقع على العلماء وحدهم، بل على صانعي السياسات والمجتمعات ككل، لأن الذكاء الاصطناعي، بكل ما يحمله من وعود ومخاطر، لم يعد مشروعاً بحثياً منعزلاً، بل واقعاً يفرض نفسه كل لحظة.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى