
أداة لتشخيص وعلاج الصرع بالذكاء الاصطناعي .. أعلن فريق بحثي أسترالي عن تطوير أداة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي قادرة على كشف التشوهات الدماغية الدقيقة لدى الأطفال المصابين بمرض الصرع. هذه الأداة تهدف إلى مساعدة الأطباء في تحديد الحالات التي يمكن أن تستفيد من التدخل الجراحي المبكر. يعاني العديد من الأطفال من نوبات صرع متكررة يكون سببها وجود تشوهات هيكلية في الدماغ لا تظهر في الفحوصات التقليدية. الأداة الجديدة تمثل أملاً كبيراً في تحسين دقة التشخيص وفتح آفاق جديدة للعلاج.
أداة لتشخيص وعلاج الصرع بالذكاء الاصطناعي .. دقة غير مسبوقة
تعمل الأداة الذكية على رصد تشوهات دماغية دقيقة للغاية يصعب اكتشافها بالوسائل التقليدية. حيث3 من كل 10 حالات صرع تؤدي إلى تشوهات هيكلية في الدماغ. غالباً ما تفشل فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي العادية في الكشف عن هذه التشوهات خاصةً أصغر الآفات التي قد تكون مخبأة في أعماق ثنايا الدماغ. فريق البحث بقيادة طبيبة أعصاب الأطفال في مستشفى “ملبورن” الملكي عمل على تدريب الأداة باستخدام صور دماغية لأطفال مصابين بالصرع.
تمكن الأداة من الكشف عن آفات صغيرة بحجم حبة التوت الأزرق أو حتى أصغر من ذلك. هذه الدقة العالية في الكشف تمثل تقدماً كبيراً في مجال تشخيص أمراض الصرع. التشوهات الصغيرة التي كانت تمر دون اكتشاف أصبح من الممكن الآن تحديدها بدقة. هذا التطور يفتح الباب أمام علاجات أكثر فعالية للأطفال الذين كانوا يعانون من نوبات صرع دون معرفة السبب الحقيقي وراءها.الأداة تعتمد على تقنيات متطورة في تحليل الصور الطبية والتعلم الآلي.
أمل جديد لعلاجات جراحية أكثر فعالية
تمثل الجراحة خيارا علاجيا مهما للأطفال المصابين بالصرع، الناتج عن تشوهات دماغية. الأداة الجديدة تساهم في تسريع عملية تحديد الحالات المناسبة للتدخل الجراحي. العديد من الأطفال الذين لم تكن أسباب إصابتهم بالصرع واضحة في السابق، أصبح بالإمكان الآن اكتشاف السبب الحقيقي. هذا الكشف المبكر يعني إمكانية تقديم العلاج المناسب في وقت أقصر، الجراحة يمكن أن تغير حياة الأطفال المصابين بالصرع المقاوم للأدوية.
تعمل الأداة على تحليل دقيق للصور الدماغية ومقارنتها بقاعدة بيانات كبيرة من الحالات المشابهة. هذا التحليل المتعمق يمكن الأطباء من اتخاذ قرارات أكثر دقة بشأن خيارات العلاج. الأطفال الذين كانوا يعانون لسنوات من نوبات صرع متكررة دون استجابة كافية للأدوية أصبح بإمكانهم الحصول على فرصة جديدة للعلاج. العملية الجراحية عندما تكون مناسبة يمكن أن تقضي تماماً على النوبات أو تقلل من حدتها بشكل كبير. هذا التحسن في نوعية الحياة يمثل فرقاً كبيراً للأطفال وعائلاتهم.
مستقبل واعد للتشخيص والعلاج الدقيق
تمهد الأداة الجديدة الطريق أمام عصر جديد من الدقة في تشخيص وعلاج أمراض الصرع لدى الأطفال. الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية يقلل من احتمالية الخطأ البشري. كما أنه يزيد من فرص اكتشاف الحالات النادرة والمعقدة. التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي يعني أن دقة هذه الأداة ستتحسن مع الوقت. ستصبح قادرة على كشف تشوهات أصغر وأكثر تعقيداً.
الفريق البحثي يواصل العمل على تطوير الأداة وتحسين أدائها. الهدف هو جعلها أداة مساعدة فعالة للأطباء في جميع أنحاء العالمفالنتائج الأولية للأداة تبشر بمستقبل أفضل للأطفال المصابين بالصرع. كما أنها تفتح آفاقاً جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض العصبية الأخرى. هذا التوجه نحو الدمج بين الطب والتكنولوجيا المتطورة سيساهم بدون شك في تحسين جودة الخدمات الطبية. الأطفال الذين كانوا يعانون من صرع مجهول السبب أصبح لديهم أمل جديد في تشخيص دقيق وعلاج فعال.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله