محلي

 مناطق مصنفة في إطار اتفاقية رامسار بولاية النعامة

في حاجة إلى تدخل عاجل برنامج استعجالي وعناية خاصة

 تزامنا وإحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة تحت شعار “حماية المناطق الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك”، جددت الجمعيات البيئية الناشطة بولاية النعامة مطالبتها بضرورة التدخل العاجل من أجل تخصيص برنامج استعجالي للمناطق الرطبة المصنفة كحوض الدائرة، بحيرة عين ورقة، روداسة الموجودة بتراب ولاية النعامة بغية الحفاظ عليها واعادة الحركة بها بسبب الوضعية التي آلت اليها خاصة وأنها تعتبر مناطق عبور للطيور المهاجرة.

تأتي أهمية اليوم العالمي للأراضي الرطبة 2025 لما لهذه الأراضي من أهمية حيوية للناس وللطبيعة نظراً للقيمة الأصيلة لهذه النظُم الإيكولوجية والفوائد والخدمات المنبثقة منها. بما في ذلك مساهماتها على الصعيد البيئي والمناخي والإيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي. والثقافي والترفيهي والجمالي في تحقيق التنمية المستدامة ورفاه الإنسان.

فضاءات رطبة في حاجة إلى حماية ومراقبة بالنعامة

تستقطب كل من منطقة “الروداسة” ببلدية المشرية، وعقلة النعجة بمكمن بن عمار، وضاية السويد ببلدية بالنعامة  اهتمام الباحثين والعائلات وأصبحت مقصدا للتنزه ومراقبة أصناف الطيور المهاجرة، إلا أن هشاشة هذه المواقع والأخطار التي قد تؤدي إلى تدهورها تتطلب اتخاذ تدابير مستعجلة للحفاظ عليها حسب ما صرح به نشطاء بيئيون

حيث تسعى جمعيات محلية على  تنظيم حملات لإزالة النفايات وبقايا التلوث التي خلفها الإنسان ونشاط أصحاب تربية المواشي القريبة من هذه الفضاءات الرطبة، ليبقى المكان بحاجة إلى إنشاء مراكز للحراسة ووضع ألواح للإشارة وتوعية الجمهور بأهمية وحماية هذه المواقع خاصة وأن من بين هذه المناطق ما هو محل اهتمام من طرف منظمات و جمعيات دولي .

“حوض دايرة” نموذج حيا لتنوع الكائنات الحية

تمثل منطقة “حوض الدايرة” ببلدية “عين بن خليل” شرق النعامة التي صنفت على مساحة 2343 هكتار، نموذجا حيا لتنوع الكائنات التي تتلاءم مع المحيط السهبي ومناخه وتضاريس الهضاب إذ تتوفر على صنفين من النباتات المحمية كـ”الفستق الأطلسي” و”البطوم” و”الحلفاء” و”عرعار فينيقيا”. ويشكل هذا الموقع أيضا نسبة 66 بالمائة من مجموع الأصناف المحمية بالمنطقة ومنها الأعشاب الطبية والعلفية، كما يوجد بالمنطقة 17 صنفا من الطيور المحمية وصنفين من الثدييات المحمية وفي الظروف المناخية الحسنة تأوي 1 بالمائة من تعداد الطيور المهاجرة الإقليمية ونحو 100 طائر من صنف “طادورن كازاركا”. وبسبب حالة الجفاف وكثرة التصحر فقد هذا الحوض الكثير من خصوصياته، وهو الآن ينتظر تدخل السلطات ليستعيد حالته المعروف بها.

بحيرة “عين ورقة” بالنعامة تواجه خطر التلوث البيئي

أثرت المياه القذرة التي تصرفها محطة النشاط الحموي لـ “عين ورقة” المعدنية بالنعامة سلبا على التوازن البيئي بالمنطقة وبالأخص على البحيرة القارية لـ “عين ورقة” المصنفة كمنطقة رطبة في إطار اتفاقية “رامسار” الدولية، ويمثل التلوث الناجم عن صرف المياه المستعملة الواردة من محطة النشاط الحموي أحد الأخطار الرئيسية التي تهدد هذه المنطقة الرطبة.

وبسبب هذا التلوث أصبحت نباتات المنطقة الطبيعية تتعرض للتلف بفعل ترسبات بقايا المواد والمياه المتعفنة التي أثرت على نمو الطحالب والنباتات المائية بحواف البحيرة وأبعدت الكثير من أصناف البط والطيور الأخرى التي تعيش بالمناطق الرطبة. كما تقلصت مساحة هاته البحيرة، حيث فقدت الكثير من خصوصياتها منها أعداد الطيور الماكثة التي تراجع تكاثرها في السنوات الأخيرة حسب متخصصين في مكافحة التصحر وتسيير المناطق شبه الجافة الذين ينشطون ضمن جمعيات بيئية محلية.

 “عين ورقة” تعتبر واحدة من المحطات الهامة للطيور المهاجرة

تعتبر المنطقة الرطبة بـ “عين ورقة” شرق ولاية النعامة، التي صنفت منذ أفريل 2003 تعتبر بأنها واحدة من المحطات الهامة للطيور المهاجرة التي تأتي من أوروبا وآسيا إلى إفريقيا في فصل الخريف والشتاء ولتعود إلى المناطق التي أتت منها في فصلي الربيع والصيف. ويقدر المختصون في علوم البيولوجيا والطيور والناشطون في مجال حمايتها أنواع الطيور التي تتخذ من المنطقة الرطبة لـ “عين ورقة” محطة لها للاستراحة أو للتكاثر بأكثر من مائة نوع، حيث تمثل الطيور الجارحة وفي مقدمتها الصقور أهم أنواع الطيور المهاجرة التي تتخذ من المنطقة الرطبة محطة للاستراحة والحصول على حاجتها من الغذاء. وكانت المنطقة قبل فترات الجفاف للعشريتين الماضيتين تعد بيئة ملائمة لتعشيش وتكاثر أنواع أخرى في مواسم هجرتها في هذه المنطقة، وبسبب الإهمال انقرضت أنواع نادرة منها وتم خلق بيئة غير آمنة لها في هذه المنطقة بالإضافة إلى تنامي ظاهرة صيد أنواع من الطيور المهاجرة.

مشكل الملوحة تقضي على أجزاء الأحواض المائية

ازعاجات كبيرة تسببت فيها الملوحة التي توسعت رقعتها وأدت الى توحل أجزاء كبرى من الأحواض المائية العذبة وينابيع العيون، التي تعرضت للانسداد بفعل تراكمات الطمي والأوحال الناجمة عن السيول الجارفة المنحدرة من المرتفعات. ومن بين هذه التدخلات تنظيف ضفاف قناة صرف المياه المطهرة ورش مادة الجير الحي على مصادر انبعاث الروائح، التي أمكن بلوغها بالآليات المتوفرة مع تكوين لجنة متابعة تعد تقارير دورية تتضمن تقييما للوضعية البيئية ومقترحات عملية للنهوض بهذه البحيرة القارية، التي تعد ملجأ للطيور المهاجرة والماكثة، كما تسمح مياهها العذبة بتكاثر أنواع من الأسماك. حيث تستدعي هذه الوضعية تخصيص مشاريع مستعجلة لصون هذا التراث البيئي وترقية السياحة البيئية التي تعد نشاطا اقتصاديا الذي يبقى مرتبط بتأهيل المناطق والمحميات الطبيعية.

غياب الوعي البيئي ودعم الوزارة بالمناطق المحمية

وفي هذا الإطار أكدت الجمعيات الإيكولوجية أيضا على أهمية القيام بدراسات لتقييم التأثير البيئى لكل المشاريع التي تقام في المناطق السياحية أو قرب المحميات التي تعيش بها وحصر أنواع النباتات والأعشاب الصيدلانية والأشجار والحيوانات البرية والطيور، مع تشديد الرقابة على تأثير الأنشطة الضارة لهذا الرصيد البيولوجي، مثل الصيد والتلوث وتسطير مشاريع استثمارية لترقية وتشجيع السياحة البيئية التي تعتمد أساسا على الطبيعة وعناصرها الإيكولوجية. وتقوم هاته الجمعيات بأنشطة عديدة تستهدف زيادة الوعي البيئى في أوساط التلاميذ وداخل المدارس وتشجيع الجهود الرامية إلى حماية المحيط البيئي وخصائصه ومكوناته الا أن غياب الدعم المالي وتخصيص أغلفة مالية لتهيئة هذه المتاطق أحال دون ذلك.

سلامي إبراهيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى