
في ظل تدهور البنية التحتية للطرق في إنجلترا وويلز، يسعى باحثون بريطانيون إلى تطوير أسفلت ذاتي الإصلاح يمكنه معالجة الشقوق والحفر تلقائيًا، مما قد يساهم في إطالة عمر الطرق وتقليل تكاليف الصيانة.
ويعمل فريق بحثي من جامعة سوانسي” وكينجز كوليدج لندن على مشروع يهدف إلى استلهام خصائص التئام المواد من الطبيعة. وأوضح الدكتور “جو نورامبوينا كونتريراس”، المتخصص في هندسة الأسفلت بجامعة “سوانسي”، أن إنتاج الأسفلت مسؤول عن نسبة كبيرة من الانبعاثات الكربونية، لذا فإن هذا الابتكار قد يساهم في تحقيق أهداف الاستدامة.
من جانبه، أكد الدكتور فرانسيسكو مارتن مارتينيز أن استخدام مواد مستدامة مثل نفايات الكتلة الحيوية في تصنيع الأسفلت الجديد، سيقلل الاعتماد على الموارد الطبيعية، مما يجعل المشروع صديقًا للبيئة. وأضاف أن هذه التقنية ستقلل الحاجة إلى أعمال الصيانة المكلفة والمتكررة، مما يحسن جودة الطرق على المدى الطويل. وتأتي هذه الجهود في وقت تعاني فيه بريطانيا من أسوأ أوضاع للطرق منذ عقود، حيث كشف تحالف صناعة الأسفلت أن تكلفة إصلاح البنية التحتية المتدهورة قد تتجاوز 16 مليار جنيه إسترليني.
وفي ظل هذه الأزمة، لجأ سكان بعض المناطق مثل ريكسهام إلى حلول غير تقليدية، حيث حولوا مدنهم المليئة بالحفر إلى وجهات سياحية ساخرة تحت مسمى “أرض الحفر”، في محاولة للفت الأنظار إلى مشكلتهم المستمرة.
ويأمل الباحثون أن يحظى مشروع الأسفلت الذاتي الإصلاح بالدعم الحكومي واستثمارات القطاع الخاص لتسريع تطبيقه وتحقيق نقلة نوعية في عالم البنية التحتية.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله