
في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، أطلقت صحيفة “إيل فوليو” نسخة يومية يتم إنتاجها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وذلك كجزء من تجربة تستمر لمدة شهر.
وتهدف هذه المبادرة إلى استكشاف إمكانات التكنولوجيا الحديثة في مجال الصحافة، وليس استبدال الدور البشري كما يؤكد القائمون على المشروع.
وتتكون النسخة اليومية التي يتم إنتاجها آليًا من أربع صفحات، تحتوي على ما يقارب 22 مقالة تغطي مواضيع متنوعة تتراوح بين السياسة والاقتصاد، بالإضافة إلى ثلاثة مقالات رأي.
ويتم توليد هذه المحتويات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يقوم فريق التحرير بتوجيه الروبوت لكتابة مقالات حول مواضيع محددة وبأسلوب معين.
كيف تعمل العملية؟
يقوم الصحفيون بتقديم طلبات محددة للروبوت، تتضمن الموضوع المطلوب والنبرة التي يجب أن يتبعها، سواء كانت جادة أو ساخرة أو استفزازية. بعد ذلك، يعتمد الروبوت على المعلومات المتاحة عبر الإنترنت لإنتاج النصوص.
وفي حال كانت المقالة تحتوي على أخطاء كبيرة، يقوم الفريق البشري بتعديلها، بينما يتم ترك المقالات ذات الأخطاء القليلة كما هي لإظهار حدود قدرات الذكاء الاصطناعي.
وقال مدير الصحيفة إن الهدف من هذه التجربة هو الانتقال من الجانب النظري إلى التطبيق العملي، وفهم إمكانات هذه التقنية وحدودها.
وأضاف أن الصحيفة تسعى إلى إثارة نقاش حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي مع العمل الصحفي التقليدي، دون التخلي عن الإبداع البشري الذي يظل عنصرًا أساسيًا في صناعة المحتوى.
ردود الفعل الأولية
أشار مدير الصحيفة إلى أن العاملين في هيئة التحرير لم يشعروا بالقلق من هذه التجربة، بل على العكس، أبدوا فضولًا واستمتاعًا بها.
كما لاحظت الصحيفة زيادة في المبيعات بنسبة 60 بالمائة خلال اليوم الأول من إطلاق النسخة الآلية، مما يدل على اهتمام القراء بهذه المبادرة الجديدة.
وأضاف أن 90 بالمائة من القراء أبدوا تفاعلًا إيجابيًا مع التجربة، بينما عبر 10 بالمائةعن قلقهم من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي، مؤكدين على أهمية الحفاظ على الذكاء البشري في العمل الصحفي.
دروس مستفادة
من خلال هذه التجربة، تبيّن أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج محتوى ينافس ما ينتجه البشر في بعض الجوانب، لكنه يظل عاجزًا عن تقديم الإبداع والربط غير المتوقع الذي يتميز به الصحفيون.
وأكد مدير الصحيفة أن الهدف ليس إظهار جمال الذكاء الاصطناعي، بل فهم حدوده وكيفية تحويله إلى أداة تدعم العمل الصحفي بدلًا من أن تحل محل البشر.
وأشار إلى أن هذه التجربة يمكن أن تكون فرصة لإنعاش الصحافة، حيث يمكن أن تدفع الصحفيين إلى التركيز على الجوانب الإبداعية التي لا تستطيع الآلات تقليدها، بدلًا من الانشغال بالمهام الروتينية التي يمكن أتمتتها.
تعد هذه التجربة خطوة جريئة في عالم الصحافة، حيث تسعى إلى استكشاف كيفية دمج الذكاء الاصطناعي مع العمل الصحفي التقليدي.
ورغم النجاحات الأولية، يظل السؤال حول كيفية تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على الإبداع البشري الذي يظل جوهر العمل الصحفي.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله