
حدد الاتحاد الجزائري لكرة القدم يوم الخميس، فترة الميركاتو الشتوي في الجزائر لتسجيل اللاعبين الجدد، والذي سيكون في الفترة من 5 يناير إلى 5 فبراير من العام المقبل، وسط ترقب كبير من الجماهير الجزائرية ومتابعي الدوري المحلي بخصوص الصفقات المحتملة.
وكانت فترة الانتقالات الصيفية الماضية شهدت خروجا عن السيطرة بخصوص الرواتب الفلكية المقدمة للاعبين، والصفقات المعقودة مع المحترفين الأجانب، بعد أن قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم رفع عدد اللاعبين الأجانب من 3 إلى 5 بطلب من الأندية، خاصة تلك المشاركة في المسابقات القارية.
وتعرضت الأندية الكبيرة والتي تمولها شركات عمومية، مثل مولودية الجزائر، اتحاد الجزائر، شباب بلوزداد، شبيبة القبائل ومولودية وهران، لانتقادات قوّية من الجماهير والمتابعين بسبب سياستها في سوق الانتقالات الصيفية، والتي اعتمدت على تقديم رواتب ضخمة للاعبين لا تترجم في الواقع ما يقدمونه داخل أرض الملعب برأي محللين.
واستغرب المتابعون تهافت مسؤولي الأندية الجزائرية في التعاقد مع المحترفين الأجانب، دون أن تنعكس تلك الصفقات بالإيجاب على الأندية، حيث يرى محللون بأن الأندية الجزائرية حاولت استغلال رخصة رفع عدد اللاعبين الأجانب من جانب الكم لا النوعية، من خلال استنفاذ هذه الرخصة دون أي فائدة.
ويرى متابعون بأن صفقات اللاعبين الأجانب في الدوري الجزائري للمحترفين خلال النصف الأول من الموسم، كانت فاشلة بكل المقاييس، حيث لم يبرز لحد الآن أي لاعب في فرض نفسه أو ترك بصمته رغم الأموال الباهظة التي صرفها بعض الأندية في انتداب المحترفين الأجانب.
والدليل على ذلك سعي بعض الأندية للتخلص من صفقاتها الصيفية بعد مرور 3 أشهر فقط من بداية الدوري الجزائري، والبداية من نادي اتحاد الجزائر الذي توصل إلى اتفاق مع المهاجم السنغالي سيكو غاساما لفسخ العقد بالتراضي، بعد فشل المهاجم في تقديم المستويات المنتظرة منه وتعرضه لانتقادات قوية من طرف الجماهير.
وحتى بعض الصفقات الأخرى في الفريق لم تكن في مستوى الهالة الإعلامية التي صاحبت الإعلان عنها، على غرار المهاجم البوليفي أديلادتيريزاس، الذي يكتفي بأدوار ثانوية تحت إشراف المدرب نبيل معلول، ونفس الشيء ينطبق على النيجيري “والي موسى علي”، ما يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص جدوى التعاقد مع المحترفين الأجانب في الدوري الجزائري.
ونفس المعطيات تنطبق أيضا على نادي مولودية وهران الساعي لفك الارتباط مع الإيفواري سيري غنوليبا، التي نفت إدارة مولودية وهران في وقت سابق خبر حصوله على أعلى راتب في الدوري الجزائري للمحترفين، ونفس الشيء ينطبق على اللاعب الغاني “ماكسويل باكوه”.
ووفق مصادر متداولة، استقر “إريك شيل” المدير الفني لفريق مولودية وهران على حسم ملف مستقبل مهاجمه “كريم عريبي” في نهاية الشهر الجاري على أقصى تقدير من البقاء رفقة الحمراوة أو الرحيل عن صفوف مولودية وهران في الميركاتو الشتوي .
ويميل “إريك شيل” مدرب مولودية وهران للإبقاء على “كريم عريبي” بشكل كبير سواء في حال ضم مهاجم سوبر من عدمه، لضمان تواجد ما بين 3 إلى 4 مهاجمين على الأقل في التشكيلة .وكان “إريك شيل” حفز في التدريبات الأخيرة لفريقه “كريم عريبي” مهاجم مولودية وهران وطالبه ببذل المزيد من الجهد في المباريات المقبلة أملا في استعادة مستواه سريعا وكسر صيامه التهديفي خاصة في ظل رهان الجماهير عليه كثيرا .ويجري مسؤولو مولودية وهران حاليا مفاوضات مع لاعب جزائري محترف في الخارج بخلاف مهاجم إفريقي يتألق في البطولة الوطنية لدعم صفوفه في الميركاتو الشتوي .
والغريب أن الأندية الجزائرية ورغم فشل صفقاتها الأجنبية دخلت مبكرا سوق الانتقالات الشتوية من أجل محاولة الفوز بصفقات لاعبين أجانب جدد، خاصة من القارة السمراء، حيث باشرت أندية مولودية وهران واتحاد الجزائر وشباب بلوزداد وشبيبة القبائل ومولودية الجزائر المفاوضات مع عدة أسماء.
في وقت تم إنهاء مولودية وهران لاتفاق مع اللاعب المالي الواعد “فادي كوليبالي”، بتوصية من مدرب الفريق الفرانكو مالي “إيريك شال”، في حين أن مولودية الجزائر يسعى لضم النجم البوركينابي لنادي يانغ أفريكانز التنزاني، عزيز كي، ونفس الشيء ينطبق على شباب بلوزداد الساعي لتعزيز صفوفه بلاعبين أجنبيين جدد.
ويرتقب أن تشعل هذه المنافسة بين الأندية الجزائرية التي تعيش وضعا ماديا جيدا في الميركاتو الشتوي المقبل، ما يعزز فرضية ارتفاع المطالب المالية للاعبين ووكلاء أعمالهم، في انتظار نجاح الأندية الجزائرية في الفوز بالعصافير النادرة التي تبرر صرفها لأموال ضخمة وقياسية.
شريف. م