الثـقــافــة

في لقاء الفكر بمكتبة محمد ديب بتلمسان

الروائي واسيني لعرج يستعرض 50 سنة من تجربته الأدبية

استضافت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد ديب بتلمسان في عددها الجديد لقاء الفكر الأديب الروائي واسيني الأعرج بحضور مدير الثقافة والفنون ومدير مكتبة محمد ديب وثلة من الأساتذة والباحثين.

 بدا لعرج وهو الذي بلغ عقد السبعين، شابًا حيويا محافظًا على روح الدعابة في حديثه ذكيًا في الرد على أسئلة الحضور، فخلف روح الدعابة التي تحمل في طايتها إحساسا بمسؤولية كبيرة وبعد أن استعرض مسيرته الروائية التي امتدت لأكثر من خمسين سنة، أكد الواسيني أن الكتابة وظيفة يومية شغلته طيلة تلك الفترة معتبرا أن من شروط الكتابة والرواية الحديثة الجدية والصرامة والمثابرة وشرط الحرية، حيث أن المثابرة هي أن تجلس وتكتب معتبرا أن الرواية تعتبر في معانيها نظام ومساحات وبناء وشخصيات وأزمنة وأحداث متسلسلة فهناك جهد يتضافر من خلال كل هذه العناصر والأعمال، التي تستجيب لهذا المنظور يمكن لها أن تدخل في المقامرة الفنية وسجال المسابقات.

أما روايات الخواطر، فليس لها مكان على طاولة المنافسة داعيا الروائيين الجدد والكتاب الشباب إلى عدم التسرع في تقديم أعمالهم للجوائز لأن المسابقات صارمة جدا، ولا يمكن أن تنطلي على الناس مثل هذه الكتابات فهناك النقاد والمفكرون ومن الأفضل أن تتأخر سنة أخرى وتكتب نصاً بدون أخطاء لأن المشاركة تمنح النص فرصة كبيرة للقراءة والتحكيم.

ويذكر الروائي واسيني لعرج قصته الأولى عن الصيد البحري والغزوات، وبتشجيع من أستاذ عراقي رأى فيه بوادر روائي ذي نفس طويل ارتمى في بحر لجي متلاطم الأمواج في عالم الرواية ومع أسئِلة الكاتب ابن عاشور انطلق القاص الواسيني في حديثه عن تراث الأمة من قصص معتبرا قصة زينب لهيكل مرحلة سبقتها قصص الأدب الشعبي كألف ليلة وليلة وعن سؤال حول كتابته بالعربية يذكره جدته التي سعت به إلى الكتاب مع لوحته ومداده وقصبته وتلهفها على أصالته وحصانته، فلم يكن بوسعه إلا أن يلبي مسعاها ونداها ورغبتها ثم انتقل إلى إرهاصات الراوية وما تحمله من شجون الأمة، وأنها دعوة لقراءة الواقع المعيش من زوايا مختلفة مستدلا (بالبياتي والأمير عبد القادر وحنا مينا ومحمد ديب) ثم فتح باب المناقشة فكانت هناك تساؤلات كثيرة رد عليها بصدر رحب فكانت إجاباته تمجيدا للعربية منافحا عنها منوها بثرائها، حيث يعتبر الروائي واسيني لعرج انه لا يجوز استعمال العامية إلا في حدود بعض المفردات أو التعابير التي لا مندوحة عنها، متحاشيا الدخول في متاهات النقاش العقيم الذي لا فائدة ترجى منه.

جرفاوي. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى