نجاح غير مسبوق لمزادات لوحات الفن المبدع بالذكاء الاصطناعي
على الرغم من الانتقادات الحادة من قبل العديد من الفنانين، حققت أول مزاد للأعمال الفنية
المبدعة باستخدام الذكاء الاصطناعي في دار كريستيز بلندن نجاحا باهرا.
حيث تجاوزت العائدات 700 ألف دولار، متفوقة على التوقعات السابقة، بعدما شهدت بعض القطع
الفنية أسعارًا عالية تفوق التقديرات الأولية.
من أبرز الأعمال المعروضة كان لوحة “Machine Hallucinations – ISS Dreams – A” للفنان “رفيق
أناضول”، التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقد بيعت بمبلغ 277 ألف و200 دولار.
تمثل هذه اللوحة إعادة تصوُّر للبيانات الواردة من محطة الفضاء الدولية والأقمار الصناعية بأسلوب
خوارزمي، مما يجعلها واحدة من أكثر الأعمال إثارة للاهتمام في المعرض.
وفي مقابلة مع “نيكول سيلز جيلز”، نائبة رئيس “كريستيز” ومديرة قسم المبيعات للفن الرقمي،
أكدت أن هذا النجاح يُظهر أن هواة جمع الفن بدأوا يدركون “الأصوات الإبداعية التي تدفع حدود الفن”.
إلا أن هذا الرأي لا يلقى اتفاقًا واسعًا من قبل العديد من الفنانين الذين أبدوا اعتراضاتهم على
استخدام الذكاء الاصطناعي في خلق الأعمال الفنية.
في رسالة مفتوحة وقع عليها حوالي 6500 فنان، وجهوا دعوة لدار “كريستيز” لإلغاء المزاد،
متهمين أن الأعمال التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد استخدم فيها نماذج تم
تدريبها على أعمال فنية محمية بحقوق الطبع والنشر من دون الحصول على إذن من أصحابها.
وقد اعتبر الفنانون أن هذا الاستغلال غير العادل لعملهم قد يؤدي إلى إضعاف قيمة الفن البشري
، محذرين من أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في تدمير مجالات الإبداع الفني المعروفة.
رغم هذه الاعتراضات، استمر المزاد في جذب الانتباه، مشيرًا إلى تزايد الاهتمام بفن الذكاء
الاصطناعي، الذي أصبح له مكانة في سوق الفن العالمي، على الرغم من الجدل الذي يحيط به.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله
