في إطار دعم الابتكار وتحقيق التميز وريادة الأعمال في المجتمع الجامعي، أصدرت حاضنة جامعة
جيلالي ليابس بسيدي بلعباس كتيبًا جديدًا تحت عنوان “كيف تبدأ مشروع مؤسسة اقتصادية” من
إعداد مدير الحاضنة الأستاذ “علامي احمد” والأستاذة المدربة “بن شواط سمية”.
يعتبر هذا الكتيب دليلاً عمليًا لطلاب الجامعات ورواد الأعمال الطموحين الذين يهدفون إلى تحويل
أفكارهم المبتكرة إلى مؤسسات اقتصادية قابلة للنمو والتوسع.
الكتيب يأتي في وقتٍ هام، حيث يوفر خطوة بخطوة كيفية تأسيس مشروع اقتصادي ضمن الإطار
القانوني المعتمد في الجزائر.
إطار قانوني مدعوم
يستند الكتيب إلى القرار 1275 الذي صدر في 27 سبتمبر 2022، وهو القرار الذي يهدف إلى
تشجيع الابتكار وريادة الأعمال الجامعية، ويشمل مجموعة من الإرشادات المتعلقة بكيفية تأسيس
المؤسسات الناشئة في البيئة الجامعية.
كما يتم دعم هذا الدليل بالمستندات القانونية المهمة مثل المنشور الوزاري 001 الصادر في
18 مايو 2023، الذي يقدم تفاصيل إضافية حول إنشاء لجان العمل والمتابعة الخاصة بالمشاريع
الناشئة.
حيث قرار وزاري 008 بتاريخ 23 فبراير 2025 وهو المعدل والمتمم للقرار 1275، الذي يحدد
كيفية إعداد مشروع مذكرة التخرج للحصول على شهادة جامعية – مشروع مؤسسة اقتصادية
الفئات المستهدفة
يستهدف الكتيب بشكل أساسي الطلبة والأساتذة المهتمين بريادة الأعمال، وكذلك أي
شخص يسعى لإنشاء مؤسسة اقتصادية.
يتوجه أيضًا إلى أصحاب الأفكار الابتكارية الذين يطمحون للحصول على براءات اختراع، حيث
يوضح الإجراءات المتعلقة بالحصول على “مشروع مؤسسة اقتصادية”.
دور حاضنة جامعة جيلالي ليابس
تعد حاضنة جامعة جيلالي ليابس بسيدي بلعباس من بين المشاريع الرائدة في الجزائر
لدعم الابتكار وريادة الأعمال الجامعية.
تأسست الحاضنة بموجب قرار وزاري في 14 فبراير 2022، وتتمثل مهمتها في توفير بيئة
ملائمة لاحتضان المشاريع الناشئة من خلال تقديم الخدمات الأساسية مثل المرافقة
المهنية، والدعم المالي، والبنية التحتية المتمثلة في المكاتب والمختبرات.
وفي 11 جويلية 2023، حصلت الحاضنة على وسم “حاضنة” وهو ما يعكس نجاحها في دعم رواد الأعمال الشباب في الجزائر.
حاضنة ريادية متكاملة لدعم نمو المشروعات الناشئة وتطوير مهارات رواد الأعمال
تقدم الحاضنة بيئة ريادية متكاملة تدعم المشروعات الناشئة من خلال بنية تحتية متطورة تشمل مكاتب ومختبرات ومساحات عمل حديثة تسهم في تسهيل بيئة العمل.
كما توفر الحاضنة دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في ريادة الأعمال، مثل إعداد خطط العمل، واستراتيجيات التسويق، والتمويل، مما يعزز مهارات رواد الأعمال.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد في البحث عن التمويل من خلال ربطهم بمستثمرين مهتمين.
توفر الحاضنة أيضًا مرافقة مخصصة لمتابعة دقيقة وفقًا لاحتياجات المشروعات، وتعمل على بناء شبكة علاقات مهنية تربط رواد الأعمال بالمستثمرين والخبراء.
كما تضمن الحاضنة استمرارية نمو المشاريع من خلال المتابعة المستمرة والاستشارات والدعم طويل الأمد.
الخطوات العملية لتأسيس مشروع اقتصادي
قدم الكتيب دليلًا شاملاً لرواد الأعمال لتأسيس مشروع اقتصادي ناجح من خلال مجموعة من الخطوات العملية.
يبدأ الكتيب بمساعدة المشاركين على اختيار فكرة مبتكرة للمشروع، سواء كانت تطويرًا لمنتج موجود أو حلًا لمشكلة قائمة. ثم يركز على كيفية تكوين فريق عمل متكامل، سواء من طلبة مختلف التخصصات أو بمساعدة مشرفين أكاديميين.
بعد ذلك، يوضح ضرورة التسجيل الرسمي للمشروع في الجهات المختصة للحصول على الموافقات اللازمة. يتم أيضًا توجيه المشاركين نحو إعداد نموذج أولي لاختبار جدوى الفكرة بشكل عملي.
بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتيب إجراءات حماية الفكرة من خلال التسجيل في منصات الحاضنة أو طلب براءة اختراع. كما يتطرق إلى كيفية إعداد مذكرة تخرج جزءًا من المشروع الأكاديمي أو التطبيقي، وأخيرًا يتم منح المشاركين شهادات معترف بها تثبت إنجازاتهم العلمية والمهنية.
دورات تكوينية متخصصة
إحدى أبرز المزايا التي توفرها الحاضنة هي الدورات التدريبية المتخصصة التي تهم رواد الأعمال، حيث تشمل مواضيع حيوية تهدف إلى تعزيز مهاراتهم وتطوير مشاريعهم.
من هذه الدورات: التفكير التصميمي الذي يعد منهجية مبتكرة لحل المشكلات وتطوير حلول تستند إلى احتياجات المستخدم، ونموذج مخطط الأعمال الذي يساعد في تحليل وتطوير نموذج العمل التجاري.
كما تتضمن الحاضنة دورات في النمذجة الأولية التي تركز على تطوير نموذج أولي للمنتج أو الخدمة لاختباره وتحسينه، بالإضافة إلى كيفية تسجيل براءة اختراع لحماية الابتكارات القانونية.
وأخيرًا، توفر الحاضنة تدريبًا في التسويق لاستراتيجيات فعالة تسهم في الترويج للمشاريع وجذب العملاء.
دعم ريادة الأعمال من خلال بيئة جامعية محفزة
يقدم كتيب “كيف تبدأ مشروع مؤسسة اقتصادية” خطوة مهمة في تعزيز ريادة الأعمال الجامعية في الجزائر، حيث يوفر إطارًا قانونيًا واضحًا، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات والموارد التي تساهم في نجاح رواد الأعمال.
وتعمل حاضنة جامعة جيلالي ليابس على توفير الدعم اللازم لتحقيق النجاح للمشاريع الناشئة، مما يعكس التزامًا كبيرًا بتطوير الابتكار في المجتمع الجامعي الجزائري.
من خلال هذه المبادرات، لا تقتصر حاضنة جامعة جيلالي ليابس على توفير بيئة أعمال فحسب، بل أيضًا تمنح الطلاب ورواد الأعمال فرصة حقيقية لخلق مشاريع مبتكرة تتماشى مع احتياجات السوق المحلية والدولية.
فتحي مبسوط
