
في إطار جهودها لدعم جودة التعليم ورفاهية المعلمين، تركز إمارة الشارقة على تنمية الذكاء
العاطفي لدى الكوادر التربوية، باعتباره عاملاً رئيسيا في تعزيز بيئة مدرسية إيجابية، وتحسين
أداء المعلمين ودعم نجاح الطلاب على المدى الطويل.
الذكاء العاطفي ودوره في تحسين بيئة العمل المدرسية
خلال النسخة الرابعة من قمة الشارقة الدولية لتحسين التعليم، استعرض الدكتور مصطفى
توبراك”، الأستاذ المشارك في أكاديمية الشارقة للتعليم، نتائج بحث أكاديمي يؤكد أهمية
دمج الذكاء العاطفي في أساليب القيادة المدرسية. وأوضح أن بعض المدارس تعتمد على
أساليب قيادة صارمة أو إشراف مفرط، مما قد يؤثر سلبا على استقلالية المعلمين، ويؤدي
إلى ارتفاع معدل اسـتـقـالاتـهـم.
وأكد أيضا أن الـقـيـادة المدرسية التي ترتكز على النزاهة والوضوح والشفافية تعزز من
ثقافة الثقة داخل المؤسسات التعليمية، مما ينعكس إيجابيا على أداء المعلمين وتحفيزهم
وبالتالي ينعكس أيضًا على تحصيل الطلاب.
أهمية تطوير القيادات التربوية
يشير البحث إلى أن العديد من مديري المدارس يفتقرون إلى التأهيل الكافي لأداء مهامهم
القيادية بكفاءة.
وأكد الدكتور “مصطفى توبراك”، أن هناك حاجة ملحة إلى تطوير برامج تدريبية تركز على
الذكاء العاطفي والقيادة التحويلية، لتمكينهم من اتخاذ قرارات فعالة وتحسين جودة التعليم.
وأضاف أن معظم الدراسات في مجال القيادة التعليمية مستمدة من نظم تعليمية غربية
مما يستدعي تكييفها لتتناسب مع السياق الثقافي والتعليمي في الإمارات والمنطقة العربية.
الاستفادة من التكنولوجيا في تطوير القادة التربويين
أثبتت مجتمعات الممارسة الإلكترونية أنها أداة فعالة في تعزيز القيادة التعاونية بين مديري المدارس، حيث توفر منصات رقمية تتيح لهم تبادل الخبرات، وتحسين استراتيجيات التواصل ومشاركة أفضل الممارسات.
وأوضح مصطفى توبراك”، أن برامج الإرشاد والتعاون بين مديري المدارس داخل الإمارات وخارجها يمكن أن تساهم في نقل المعرفة وبناء مهارات قيادية أكثر تنوعا وكفاءة، مما يدعم رؤية الشارقة في بناء بيئة تعليمية متقدمة ومستدامة.
نحو مستقبل تعليمي أكثر استدامة في الإمارات
تعكس هذه الجهود التزام الشارقة بتعزيز جودة التعليم من خلال تمكين المعلمين، وتطوير القادة التربويين واعتماد استراتيجيات حديثة قائمة على الذكاء العاطفي والتقنيات الرقمية مما يضمن بيئة تعليمية أكثر مرونة وابتكارا، تلبي احتياجات المستقبل.