
تعزيز التعاون في مجالات التكوين والتدريب والسلامة الجامعية .. بين جامعة جيلالي ليابس ومديرية الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس
لإحياء ذكرى عيد النصر وسبعينية الثورة التحريرية
فعالية مميزة تجمع بين التاريخ والثقافة
في أجواء وطنية مميزة، احتضنت جامعة جيلالي ليابس بسيدي فعالية علمية وثقافية لإحياء ذكرى عيد
النصر 19 مارس 1962، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بمرور سبعين عامًا على اندلاع الثورة التحريرية.
وتأتي هذه الفعالية لتعكس التزام الجامعة في المحافظة على الذاكرة الوطنية وتعزيز القيم التي
شكلت نضال الشعب الجزائري في سبيل استقلاله.
حضور متميز وشخصيات بارزة
شهدت الفعالية حضور شخصيات أكاديمية وإدارية بارزة، يتقدمهم مدير الجامعة، البروفيسور بوزياني
مراحي، إلى جانب ممثل مدير الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس، والأمين العام للجامعة الدكتور
بن حميد عبد القادر، بالإضافة إلى نواب مدير الجامعة وعمداء الكليات، مديرة معهد العلوم الفلاحية،
الإطارات الإدارية، ممثلي النقابات العمالية، التنظيمات الطلابية، النوادي العلمية، الأسرة الإعلامية،
الأساتذة والطلبة، فضلاً عن ضيوف الشرف.
افتتاح رسمي للفعالية
تم افتتاح الفعالية بجو رسمي مميز، حيث تم استقبال الضيوف على أنغام الأناشيد الوطنية التي
بثت عبر مكبرات الصوت في المكتبة المركزية المرحوم أ.عبوني بوزيان. تلى ذلك افتتاح معرض
علمي وثقافي من تنظيم النوادي العلمية المعتمدة في الجامعة، حيث تضمن مجموعة من العروض
والملصقات التي سلطت الضوء على البعد التاريخي لعيد النصر وأبرز محطات الثورة الجزائرية.
الندوة العلمية وثراؤها الثقافي
بعد الافتتاح، انتقل الحضور إلى قاعة المحاضرات “المرحوم قعفور يوسف” لانطلاق فعاليات الندوة
العلمية التي شملت برنامجًا ثريًا ومتنوعًا. بدأت الجلسة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها
أداء النشيد الوطني، ثم عرض فيديو افتتاحي بالمناسبة من إعداد نادي الارتقاء.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد البروفيسور بوزياني مراحي، مدير الجامعة، على أهمية تخليد المحطات
التاريخية وربطها بالبحث العلمي والتنمية الوطنية. كما شدد على دور الجامعة في الحفاظ على
الذاكرة الجماعية وتعزيز الوعي الوطني في نفوس الأجيال الجديدة.
عرض توثيقي ومداخلة علمية
كما تم عرض فيديو توثيقي عن المناسبة من إعداد نادي الإعلام والاتصال، حيث تضمن مشاهد
تاريخية وأحداثًا بارزة من مسيرة الكفاح الوطني، مما أتاح للمشاركين التفاعل مع المراحل المفصلية
التي عاشتها الجزائر.
واختتمت الجلسة بمداخلة علمية قيمة قدمها الأستاذ الدكتور بلجة عبد القادر، رئيس قسم
العلوم الإنسانية، بعنوان: “البعد الرمزي والتاريخي لعيد النصر 19 مارس 1962 في تشكيل
الذاكرة الجماعية والوعي الوطني”. تناول من خلالها الأستاذ الأثر العميق لهذا الحدث في
وجدان الأمة الجزائرية، وكيف أن هذه الذكرى ما زالت حية في ذاكرة الشعب وتشكل جزءًا
من الهوية الوطنية.
بين جامعة جيلالي ليابس ومديرية الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس
تعزيز التعاون في مجالات التكوين والتدريب والسلامة الجامعية
في خطوة مميزة نحو تعزيز التعاون بين الجامعة والمؤسسات المحلية، تم إبرام اتفاقية تعاون بين جامعة جيلالي ليابس ومديرية الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس، تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات التكوين والتدريب والسلامة الجامعية، وتعد هذه المبادرة انعكاسًا واضحًا لالتزام الجامعة بالتنمية المستدامة وتلبية احتياجات المجتمع المحلي في مختلف المجالات.
يأتي توقيع هذه الاتفاقية في وقت حاسم، حيث تسعى الجامعة إلى توسيع نطاق شراكاتها مع مختلف الهيئات المحلية والإقليمية من أجل تحقيق أفضل النتائج في مجال البحث العلمي والتكوين الأكاديمي. وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم التركيز على تدريب الطلاب والأساتذة في مجالات تتعلق بالسلامة العامة وإجراءات الطوارئ، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل مشتركة وبرامج تدريبية متخصصة في الحماية المدنية.
تدشين وحدة الحساب المكثف بمركز البحث العلمي
في ختام الفعالية، تم تكريم المشاركين والمساهمين الفاعلين في إنجاح الحدث، لتنتقل الحشود إلى المحطة الأخيرة من اليوم حيث تم زيارة وحدة الحساب المكثف بمركز البحث العلمي لجامعة جيلالي ليابس وقد تم الإعلان عن تدشين وحدة حسابية جديدة باسم “أ. شواف بن عمر”، وذلك بهدف تعزيز البحث العلمي والابتكار داخل الجامعة.
ختاما تأتي هذه الفعالية في إطار حرص جامعة جيلالي ليابس بسيدي بلعباس على تعزيز الوعي الوطني لدى الطلبة والباحثين. فهي لا تقتصر على كونها فضاءً أكاديميًا للتعليم، بل تتجاوز ذلك إلى كونها حاضنة للقيم الوطنية ومرتكزًا أساسيًا في عملية التنمية المستدامة، مسلطة الضوء على أهمية الذاكرة الوطنية ومساهمة الجامعة في حفظها وتعزيزها .
قالوا عن الاحتفالية:
البروفيسور بلجة عبد القادر (رئيس قسم العلوم الإنسانية)
“نحن نحيي ذكرى عيد النصر في 19 مارس 1962، الذي جاء بعد تضحيات جسام قدّمها الشعب الجزائري من 1830 إلى غاية 1962. وعندما نحتفل بهذا اليوم، نحن نود نقل رسالة المجاهدين إلى الجيل الحالي، بهدف بناء جزائر جديدة، جزائر التحديات، خاصة ونحن نعيش في فترة تتطلب منا تعزيز الوحدة الداخلية وتقوية الإرادة. وقفتنا اليوم واحتفالنا هي فرصة لترسيخ تاريخنا في أذهان طلبتنا وتعزيز جهود شهدائنا.”
البروفيسور لحمر قادة (عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية):
“تأتي هذه الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد النصر في 19 مارس 1962 في ظروف دولية وإقليمية صعبة، حيث تشهد الجزائر محاولات تكالب من قبل الفرنسيين والأجانب على تاريخها وذاكرتها. من خلال هذه المناسبات، نحيي بطولات أسلافنا ونتعلم من تضحيات أبطالنا، كما ندرس كيف تمكن أبناء الجزائر من انتزاع الاستقلال رغم محاولات التشويه وطمس الهوية. في 19 مارس، أرغم أبطال الجزائر الطرف الفرنسي على الاستسلام وفرضوا عليه تقديم التنازلات، ليعترفوا بوقف إطلاق النار واستقلال الجزائر. هذه المناسبة تمنحنا فرصة للتوقف عند تاريخنا ومعرفة حاضرنا.”
البروفيسور خضراوي محمد (عميد كلية الهندسة الكهربائية):
“اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة لكل الشعب الجزائري، يوم يفرح به الجزائريون بمناسبة الانتصار على الاستعمار الفرنسي. هذا اليوم جاء بعد تضحيات جسام من الشعب الجزائري. يذكرنا بضرورة حماية وطننا بكل ما أوتينا من قوة، لأن العدو الذي واجهناه بالأمس ما يزال يتربص بالجزائر. لذلك، لابد علينا من التكاتف لحماية بلادنا من كل الأعداء. وبهذه المناسبة، نترحم أيضًا على شهداء غزة.”
البروفيسور جلال عبد القادر (عميد كلية الآداب واللغات والفنون):
“إنه يوم تاريخي، واحتفاليته هي مناسبة لاستحضار بطولات أسلافنا واستخلاص العبر من تضحيات أبطالنا الذين كتبوا التاريخ. نوجه رسالة إلى الجيل الجديد، موضحين له أن هذا الوطن قد قدّم عليه مليون ونصف المليون شهيد. لذا، لابد من حماية وطننا الحبيب بكل ما أوتينا من قوة.”
فتحي مبسوط