الحدث

وفقا لتقرير DIGITAL 2024 الذي أصدرته شركة Datareportal

أرقام قياسية في استخدام الإنترنت في الجزائر لعام 2024

  • الجزائر دخلت بالكامل في عصر الرقمنة

 

في غضون سنوات قليلة شهدت الجزائر تحولا رقميا مذهلا، حيث أصبحت الآن لاعبا رئيسيا في المشهد الرقمي بشمال إفريقيا، وفقا لتقرير DIGITAL 2024  الذي أصدرته شركة Datareportal المتخصصة في الإحصاءات المتعلقة بالإنترنت الثابت والمحمول على مستوى العالم، سجل استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر أرقاما قياسية جديدة في عام 2024، مما جعل العصر الرقمي حقيقة يومية لغالبية سكان البلاد.

في جانفي 2024، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الجزائر 33,49 مليون مستخدم مما يمثل نسبة اتصال بلغت 72.9% ، وهذا يعني أن حوالي 3 جزائريين من كل 4 متصلون بالإنترنت، وهي إحصائية مذهلة لبلد نام كان يواجه تحديات كبيرة في البنية التحتية الرقمية قبل بضع سنوات فقط.

للتذكير، في عام 2023 كان عدد مستخدمي الإنترنت يبلغ 23,95 مليون مما يعني زيادة قدرها 1.2 مليون مستخدم جديد في عام واحد فقط، هذا النمو السريع يعكس تحسنا كبيرا في البنية التحتية التكنولوجية وتكيفا سريعا من قبل الجزائريين مع الأدوات الرقمية الحديثة.

شهد استخدام الجزائريين لوسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وانستغرام أيضا زيادة هائلة، حيث كشف تقرير DIGITAL 2024 عن تغيير كبير في عادات الاستخدام الرقمية للجزائريين وعلى الرغم من أن منصات عملاقة مثل فيسبوك ويوتيوب لا تزال تسيطر على المشهد الرقمي في البلاد، فإن منصات جديدة مثل إنستغرام وخصوصا تيك توك قد أخذت مكانتها في الساحة الرقمية، بينما لا يزال فيسبوك هو المنصة الاجتماعية الأكثر استخداما، إلا أن نجاح تيك توك السريع خاصة بين الأجيال الشابة قد أعاد تشكيل المشهد الرقمي لقد استحوذت مقاطع الفيديو القصيرة والجذابة على اهتمام ملايين المستخدمين في الجزائر، حيث وجدت الإبداعية والتعبير الشخصي صدى واسعا بين الشباب، كما عزز انستغرام حضوره كمنصة مفضلة للمؤثرين والعلامات التجارية المحلية التي تسعى للوصول إلى جمهور أوسع.

من أهم أسباب هذا النمو السريع هو انتشار الإنترنت المحمول، مع توفر الهواتف الذكية بأسعار معقولة وتحسن شبكات 4G ، أصبح للمواطن الجزائري العادي اليوم وصول دائم للإنترنت في أي مكان، إذ إن الإنترنت المحمول ساهم بشكل كبير في دمقرطة الوصول إلى الإنترنت مما سمح لملايين الأشخاص، حتى في المناطق الريفية بالاتصال والتفاعل عبر الإنترنت.

استثمرت الجزائر بشكل كبير في تحسين بنيتها التحتية الرقمية، وقد بذلت جهود كبيرة لتعزيز التغطية الشبكية وزيادة سرعة الاتصال مما سمح بتصفح أكثر سلاسة وتجارب رقمية أكثر ثراء، أصبحت الخدمات الإلكترونية سواء الترفيهية أو التعليمية أو التجارية جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للجزائريين.

مع وجود أكثر من 33 مليون مستخدم، أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تحولا كبيرا في الطريقة التي يتواصل بها الجزائريون ويتفاعلون ويستهلكون المعلومات فيسبوك على سبيل المثال، لا يزال منصة رئيسية لنشر الأخبار والمحتويات الترفيهية ولكن أكثر من ذلك تستخدم العديد من الشركات الصغيرة المحلية (فيسبوك وإنستغرام) للترويج لمنتجاتها وخدماتها مستغلة قوة وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور أوسع.

أما ظاهرة (تيك توك)، فقد غيرت ديناميكيات وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر من خلال تقديم وسيلة بسيطة وممتعة لإنشاء المحتوى المرئي ولدت المنصة موجة من صانعي المحتوى الذين يشاركون يوميا مقاطع فيديو تنتشر بسرعة، وغالبا ما تكون فكاهية وتجذب ملايين المستخدمين يستخدم الكثير من الشباب الجزائريين (تيك توك) للتعبير عن إبداعهم سواء من خلال الرقص أو الكوميديا أو التعليق الاجتماعي مما يساهم في تشكيل ثقافة رقمية ديناميكية ومتطورة باستمرار.

شهدت الجزائر أيضا انتعاشا اقتصاديا كبيرا بفضل هذا الارتفاع في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، باتت المزيد من الشركات تعتمد على الرقمنة لتوسيع أعمالها سواء من خلال مواقع التجارة الإلكترونية أو الإعلانات عبر الإنترنت أو حملات التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التحول الرقمي يفتح آفاقا جديدة لرواد الأعمال الشباب، الذين يمكنهم الآن إطلاق وترويج مشاريعهم عبر الإنترنت بتكاليف منخفضة.

شهد التجارة الإلكترونية على وجه الخصوص نموا كبيرا مع ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت أصبحت المنصات المحلية للبيع عبر الإنترنت أكثر شيوعا، مما يسمح للجزائريين بالتسوق من منازلهم وهي ظاهرة زادت بشكل ملحوظ خلال جائحة كوفيد-19هذا التحول نحو التجارة الإلكترونية لا يوفر الراحة للمستهلكين فحسب بل يخلق أيضا نظاما بيئيا مزدهرا لرواد الأعمال.

مع نسبة انتشار الإنترنت التي تزداد يوما بعد يوم وسكان متصلين بشكل متزايد، تتموضع الجزائر كواحدة من الدول الرائدة في المستقبل الرقمي للمنطقة، إذا استمرت هذه الوتيرة فقد نشهد ثورة رقمية أعمق، حيث سيكون الإنترنت جزء أساسيا من الحياة اليومية والتطور الاقتصادي والابتكار الاجتماعي.

لا تزال التحديات قائمة مثل ضمان الوصول إلى اتصالات عالية الجودة في بعض المناطق الريفية وتحسين اللوائح لتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتعزيز المهارات الرقمية لسد الفجوات في الكفاءات، لكن بالنظر إلى التبني الكبير للتكنولوجيا الرقمية اليوم لا شك أن الجزائر مستعدة للتغلب على هذه التحديات.

باختصار، دخلت الجزائر بالكامل في عصر الرقمنة والأرقام القياسية لاستخدام الإنترنت في عام 2024 هي الدليل الأكبر على ذلك مع ملايين المستخدمين الجدد سنويا وبنية تحتية تتطور باستمرار واهتمام متزايد بوسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن البلاد في طريقها لتصبح قوة رقمية رائدة في المنطقة.

يوفر العصر الرقمي للجزائريين فرصا جديدة في مجالات التعليم التجارة الترفيه والاتصال، ومع سكان شباب وديناميكيين يتبنون التكنولوجيا الحديثة بسرعة يبدو المستقبل مشرقا للجزائر الرقمية ومستدام للجميع.

سيد أحمد. ط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى