
أصبحت السوشيال ميديا جزء مهما في الحياة اليومية لجميع الأعمار ولكل الخلفيات الاجتماعية، فقد سهلت طرق الاتصال بشكل ملموس، لكن على الرغم من ذلك، فإن لها آثار سلبية على الفرد والمجتمع والتحدي، اليوم نعالج علاقة وسائط التواصل الاجتماعي بمنصاته المتعددة بالفرد وآثارها المجتمعية بدء من التوعية والتأطير إلى التدمير التربوي على هذا المنبر.
نظمت الجمعية الخيرية “الشهيد بن هبة”، بالتنسيق مع مركز التكوين المهني والدائرة والأمن والحماية المدنية يوما تحسيسيا وتوعويا لفائدة التلاميذ بمتوسطة “ابن باديس01” بالمحمدية، حول السلبيات والتحريض ومخاطر صفحات التواصل الاجتماعي وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار المغلوطة وأثره على التلميذ والمجتمع بصفة عامة. للإشارة، فقد مس التحسيس تلاميذ السنة الرابعة والثالثة متوسط، وقد قدمت لهم نصائح وإرشادات تحت شعار حماية أبنائنا ومستقبلهم مسؤوليتنا.
السيد “خلخال دحو” (رئيس الجمعية الخيرية الشهيد بن هبة المحمدية)
تعد مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز ما أفرزته هذه التكنولوجيا، فقد زاد الإقبال عليها في جميع أنحاء العالم ومنها الجزائر، فلم تعد خدمة تواصلية فقط بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية لها تأثيرها على الشباب عامة وعلى الطلبة الجامعيين خاصة، وهدفت هذه الدراسة إلى محاولة تحقيق مجموعة من الأهداف، منها التعرف على عادات وأنماط تصفح الطلبة الجامعيين لمواقع التواصل الاجتماعي، التعرف على دوافع استخدام الطلبة الجامعيين لمواقع التواصل الاجتماعي في التحصيل العلمي، التعرف على الإشباعات المحققة للطلبة من خلال استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، معرفة مدى تأثير تصفح مواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل العلمي للطلبة الجامعيين والتعرف على الآثار السلبية والإيجابية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل العلمي للطلبة الجامعيين، وتنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التي تهدف إلى دراسة واقع الأحداث والظواهر وتحاول تحليلها وتفسيرها.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها أن أغلبية الطلبة الجامعيين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي دائما، كما يفضلون الفاسبوك، ويكون ذلك في الفترة الليلية، بغية التواصل مع الأصدقاء. وعليه، فقد بينت الدراسة بأن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على التحصيل العلمي للطلبة الجامعيين، وكذا تلاميذ المتوسط والثانوي بشكل إيجابي. يقضي المراهقون الكثير من الوقت على الإنترنت، ما يلعب دورا في تشكيل مشاعرهم بشكل عام وللسيطرة على الأمراض والوقاية منها مسحا بعنوان “سلوكيات الشباب الخطرة”، وأشارت نتائج المسح إلى أن أكثر من 03 أرباع طلاب المدارس الثانوية يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي عدة مرات في اليوم.
السيد “ساسي محمد” (ممثل مركز التكوين المهني والتمهين رقيبة الغالي المحمدية)
قد يسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي آثارا سلبية على بعض المراهقين، تؤدي إلى التشتيت عن أداء الواجبات المنزلية وممارسة التمارين، والمشاركة في الأنشطة العائلية وتؤثر على جودة النوم تؤدي إلى معلومات منحازة أو غير صحيحة، وتصبح وسيلة لنشر الشائعات أو مشاركة معلومات شخصية أكثر مما ينبغي، تؤدي ببعض المراهقين إلى تكوين آراء غير واقعية عن حياة الآخرين أو هيئتهم الجسدية وتعرض بعض المراهقين لمحتالين على الإنترنت، ويمكن أن يحاولوا استغلالهم أو ابتزازهم وتعرض بعض المراهقين للتنمر الإلكتروني، ما قد يؤدي إلى زيادة احتمالات التعرض لمشكلات الصحة العقلية كالقلق والاكتئاب علاوة على ما تقدم، فإن أنواعا معينة من المحتوى المرتبط بخوض المخاطر والمنشورات أو التفاعلات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بإلحاق الأذى بالنفس، وربما الموت في حالات نادرة.
ترتبط مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي بعدة عوامل منها على سبيل المثال مقدار الوقت الذي يقضيه المراهقون على هذه المنصات. وعليه، أوجه نداء إلى كل من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يكون قدوة لابنه المراهق يُنصح أن تتحدث إلى ابنه عن عاداته هو في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. فربما يساعد ذلك على تقديم قدوة حسنة له، وجعل المحادثات المنتظمة بينهما لا تتحول إلى خطاب من جانب واحد يشرح الأمور غير المناسبة يذكر ابنه المراهق بأن النميمة ونشر الشائعات والتنمر وتشويه سمعة الآخرين سواء على الإنترنت أو غيره أمور مؤذية.
الشيخ “قادة زفار”
أنا بصدد التكلم عن أضرار وسائل التواصل الاجتماعي من تشجيع وتنمية الكسل، إذ يجلس الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي لفترة طويلة بسبب سهولة استخدامها وعدم الحاجة إلى بذل مجهود للحركة، ويسبب ذلك الكسل وفي بعض الأحيان في السمنة بسبب عدم الحركة لفترة طويلة. ويسبب خطر على الأطفال، حيث لا تسمح كثير من وسائل التواصل الاجتماعي بامتلاك هاتف للأطفال، ولكن كثيرين منهم يتحايلون بتزوير أعمارهم من اجل امتلاك حسابات لهم.
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تحتوي على مواد لا ينبغي للأطفال التعرض إليها، مثل الشتائم واللقطات غير اللائقة وعدم تعلم مهارات جديدة، يقضي الكثيرون ساعات طويلة على هواتفهم مما يحرمهم من تعلم مهارات وعلوم جديدة، مثل قراءة كتاب أو ممارسة الرياضة أو تعلم هواية جديدة، وغيرها نشر الشائعات والمعلومات المضللة يستخدم الكثيرون مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التحايل وتزوير المعلومات لنشر أهدافهم الخفية، بحيث يخدع الكثير من الناس بسبب هذه المعلومات الخاطئة والشائعات المنشورة تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. أشارت دراسة من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 2020م، إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يسهم بزيادة معدلات الاكتئاب والتوتر والقلق لدى الأطفال والمراهقين قلة النوم والأرق.
السيد “قليز مراد” (الملازم الأول للحماية المدنية بالمحمدية)
أما عن وسائل الإعلام الاجتماعية في الفصول الدراسية، فقد كان وجودها موضوعا مثيرا للجدل على مدى السنوات القليلة الماضية. وكان العديد من الآباء والمربين يخشون من تداعيات وجود وسائل الإعلام الاجتماعي في الفصول الدراسية. ونتيجة لذلك، تم حظر الهواتف المحمولة من الفصول الدراسية ومنعت المدارس العديد من مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية.
ومع ذلك، على الرغم من مخاوف الكبار، سوف يستخدم الطلاب وسائل الإعلام الاجتماعية، وأدركت المدارس أنهم بحاجة إلى دمج هذه الأدوات في الفصول الدراسية، وتغيير الأنظمة مع العلم أن لمنصات التواصل الاجتماعي كثير من الإيجابيات والعديد من السلبيات أيضا يؤثر التقدم التكنولوجي بشكل كبير على جوانب كثيرة من حياتنا. وكلما ازداد هذا التقدم كلما أثر في تغيير نمط حياة الأشخاص.
ومع الاعتماد المتزايد على الإنترنت، أصبح استخدام منصات التواصل الاجتماعي جزء أساسيا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات لكثير من الأشخاص في العالم. فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وتقضية الوقت، وربما لإضاعة الوقت، وآخرون أدركوا مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكلها الفعال.
مختار سلطاني