الــجــامــعــة

لضمان التـكيف مع التحديات الجديدة

"جامعة تـلمسان" تستعد للانتـقال إلى جامعة الجيل الرابع

لضمان التـكيف مع التحديات الجديدة : تـبـرز أهمية انتقال “جامعة تلمسان” أبوبكر بلـقايـد من الجامعة الكلاسيكية التي لم تعد تساير الركب التكنولوجي والمعرفي الحديث، إلى جامعة الجيل الرابع المعاصرة، في كونها جامعة تستشرف المستقبل لكي تهيـئ لطلبتها وباحثيها الدخول السلس من خلال توفير الوسائل والظروف المناسبة للتعليم والتكوين البيداغوجي والبحث العلمي القائم على الرقـمنة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة التي أضحت المقياس الحقيقي لمدى تقدم الجامعات وبالتالي انعكاس ذلك على مستوى التنمية في بلدانها.

من أجل انتقال “جامعة تلمسان” إلى جامعة الجيل الرابع، تــم على مستوى قاعة الاجتماعات بمقـر رئاسة الجامعة القطب الجديد، تنصيب اللجنة المحلية لمرافـقـة ومتابعة الانتقال إلى جامعة الجيل الرابع 4.0 “جامعة تلمسان”، وهذا بمقتضى المقـرر رقم 04 المؤرخ في 04 فيفري 2025 المتضمن إنشاء لجنة محلية لمرافقة ومتابعة الانتقال إلى جامعة من الجيل الرابع 4.0 على مستوى “جامعة تلمسان”، وفي إطار التوجه نحو تعزيز الابتكار والبحث العلمي التطبيقي ودعم ريادة الأعمال، وذلك بهدف وضع إستراتيجية فعالة تواكب التحديات الجديدة التي يفرضها التطور التكنولوجي والعلمي في قطاع التعليم العالي، حيث تـتـكون هذه اللجنة من نواب مدير الجامعة (البيداغوجيا، ما بعـد التدرج والعلاقات الخارجية)، وكـذا رؤساء الواجهات وهم دار المقاولاتية (CDE)، مركز دعم التكنولوجيا والابتكارcati، الحاضنة الجامعية، مكتب الربط بين الجامعة والمؤسسة (BLEU)، مختبر التصنيع الرقمي (Fab-Lab)، دار الذكاء الاصطناعي (Maison de l’IA)، إلى جانب رؤساء اللجان الأخرى منها مرئية الجامعة، الرقمنة، التعلم عن بعـد (EAD) ورؤساء وحدات ضمان الجودة.

“جامعة تلمسان” وتحقيق التميز الأكاديمي

وتتمحور مهام هذه اللجنة التي تم تنصيب الأستاذ “سليم كرعي” منسقا لها، حول وضع خطة محلية لانتقال “جامعة تلمسان” إلى نموذج الجامعة 4.0، تأخذ بعين الاعتبار السياق المحلي، الأولويات الوطنية، والتوجهات العالمية، بما يضمن تحقيق التميز الأكاديمي وتعزيز الاندماج مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن متابعة تنفـيذ المشاريع والبرامج المتعلقة بالتحول الرقمي والبحثي، إلى جانب معالجة العقـبات التنظيمية والتشريعية التي قد تعيق هذا التحول، مع تنظيم دورات تحسيسية لفائدة مختلف الفاعلين داخل “جامعة تلمسان”.

وسيتم التركيز على تشجيع إدراج التخصصات التكنولوجية، دعم المقاولاتية، والاستفادة من العلوم الإنسانية والاجتماعـية في فهم التحولات التي يشهدها المجتمع، بما يعزز دور “جامعة تلمسان” كمحرك أساسي للتنمية المستدامة. ومن خلال تبني التكنولوجيا الحديثة في التعليم والتعلم، وتعزيز الشراكات مع القطاعات الصناعية والمجتمعية، تسعى “جامعة تلمسان” إلى توفير بيئة بحثية وتعليمية متطورة، تواكب تطلعات الجيل الجديد من الطلبة والباحثين، وترسخ مكانتها كجامعة من الجيل الرابع 4.0.

“جامعة تلمسان” والاعتماد على التعليم المبتكر

تعـتمد الجامعـة من الجيل الرابع على التعليم المبتكر المبني على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم من خلال استعمال الوسائل الذكية كالهواتف واللوحات الرقمية والحواسيب، إضافة إلى ربطـها مع نظيرتها العالمية وانفتاحها على المحيط الاقتصادي والاجتماعي محليا ودوليا، إذ يأتي تجسيد جامعة الجيل الرابع في إطار عزم الدولة على تثمين الكفاءات العلمية والطاقات الشبانية التي تزخر بها الجامعة الجزائرية، لتحقيق انطلاقة حقيقية للجزائر المنتصرة علميا واقتصاديا، حيث جاء قرار الوزارة بعد نجاحها في رقمنة كل مراحل التسجيلات الجامعية للسنة الثانية على التوالي، واستحداث 54 منصة رقمية ذات طابع بيداغوجي وخدماتي وبحثي.

وتراهـن وزارة التعليم العالي خلال الموسم الجامعي الجاري على الانتقال من الجامعة الكلاسيكية إلى جامعة الجيل الرابع، وذلك من خلال اختيار 23 مؤسّسة جامعية نموذجية لبداية هذا المسار والاندماج في هذه الرؤية، ويتعلق الأمر بــ 15 جامعة و08 مدارس عليا، مع منظور للتوسع التدريجي مستقبلا، حيث يعتمد هذا التحول على تنفيذ المخطط الرئيسي للرقمنة، وإنشاء منصات تفاعلية، مع تعميم البنى التحتية البيداغوجية المتصلة، وكـذا تمكين الطلبة من متابعة مساراتهم التعليمية بسهولة عبر أدوات مثل اللوحات الرقمية، مع تعزيز التعاون الدولي والمهارات المتعـددة مثل الشهادات المزدوجة والكفاءات المزدوجة.

“جامعة تلمسان” ودعم تنفيذ برامج الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني

كما يتضمن هذا المشروع الأكاديمي الخاص بـ”جامعة تلمسان”، ذلك دعم تنفـيذ برامج تدريبية مخصصة للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والأمن السيبراني، بهدف إعداد الخريجين لتلبية احتياجات مؤسسات المستقبل، بالإضافة إلى مرافقة الجامعات في عملية رقمنة المسارات الأكاديمية، من خلال اعتماد منصات التعليم عن بعـد، ودورات MOOCs وSPOCs، وإنشاء موارد تعليمية رقمية تسهل الوصول إلى التعليم عن بعد وتوفير أدوات تعليمية مبتكرة

كما تتولى ذات اللجنة داخل “جامعة تلمسان” بتنفيذ مبادرات لدعم المؤسسات الجامعية في تعزيز ريادة الأعمال في أوساط الطلبة والابتكار داخل الجامعات، إذ يتم ذلك بالتعاون الوثيق مع اللجنة الوطنية للابتكار والمؤسسات الناشئة، من خلال احتضان المشاريع الجديدة، ودعم الطلبة في إنشاء الشركات الناشئة، وتطوير مشاريع البحث التطبيقي المرتبطة بالاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، كما ترافق اللجنة الوطنية للتحول من “جامعة تلمسان” نحو الجامعة 4.0 المؤسسات الجامعية من أجل تأسيس شراكات دولية وتطوير برامج تبادل للطلبة والأساتذة، وستُسهم هذه الشبكة من التعاون الدولي في تعزيز انفـتاح الجامعات الجزائرية على العالم، مع ضمان حركية أكاديمية أفضل وإثراء البرامج التعليمية.

“جامعة تلمسان” للجـيل الرابع، ستكون منافسة في سوق العمل العالمي

لقـد أثبتت “جامعة تلمسان” أبوبكر بلقايد تلمسان نجاحها في مشروع الوزير المؤطر تحت القـرار 1275، الذي يهدف إلى دفع الطلاب نحو الابتكار والاختراع والفكر المقاولاتي، وهذا الانتقال سيكون حتميا ناجحا بتوفيق الله وبفضل القيادة الراشدة والطاقات الكامنة في الجامعة.

كما سيكون له أثر إيجابي كبير على “جامعة تلمسان” بصفة خاصة وعلى الجامعة الجزائرية بصفة عامة، من خلال تحسين جودة التعليم العالي وتقديم برامج تعليمية متطورة تتماشى مع احتياجات السوق، حسب ما صرّح بع العديد من الأساتذة والباحثين في مجال الاقتصاد والرقمنة والذكاء الاصطناعي الذين أرجعـوا هـذا الاختيار إلى إمكانيات جامعـة تلمسان وإنجازاتها المحققة في ميدان البحث العلمي وبراءات الاختراع والرقمنة وغيرها، وحسبهـم، فإن جامعة الجـيل الرابع تتميز بعـدة خصائص تجعلها مختلفة عن الجامعات التقليدية “جامعة تلمسان”، سواء من حيث حوكمتها أو من حيث التعليم المضمون الذي يمزج بين التكنولوجيات الحديثة وأساليب التعلم المرنة.

“جامعة تلمسان” نموذجا يحتذى به في مجال التعليم العالي

ستصبح “جامعة تلمسان” نموذجا يحتذى به في مجال التعليم العالي، هذه الخطوة تمثل بداية جديدة نحو مستقبل تعليمي مشرق، يعزز الابتكار والتطور، ويرفع من مكانة الجامعة على الصعـيدين المحلي والدولي، أمام جامعات الجيل الرابع أمثال جامعة هارفارد التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة في التعليم والبحث، وتوفر بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال، وجامعة “ستانفورد” المعروفة بتركيزها على الابتكار والتكنولوجيا، وتساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية من خلال ريادة الأعمال، إلى جانب جامعة “أكسفورد” التي تجمع بين التعليم التقليدي واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتقدم برامج تعليمية عالمية المستوى، وكـذا جامعة “كامبريدج” المستثمرة بشكل كبير في البحث العلمي وتكنولوجيا التعليم، وتوفر بيئة تعليمية مبتكرة.

فضلا عن معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا (MIT)، والذي يعتبر نموذجا لجامعات الجيل الرابع بفضل تركيزه على التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي المتقـدم، مما يتبين ذلك بأن انتقال “جامعة تلمسان” إلى “جامعة الجيل الرابع” حتمية لامناص منها، باعتبارها خطوة هامة نحو تطوير التعليم العالي ليكون أكثر ملاءمة لمتطلبات العصر الحديث من خلال التركيز على التكنولوجيا والابتكار والاختراع وريادة الأعمال والبحث العلمي، حتى تسهم “جامعة الجيل الرابع” في إعـداد خريجين مؤهلين للمنافسة في سوق العمل العالمي والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما أن الانتقال إلى جامعة الجيل الرابع يمثل تحولا جذريا في جميع النواحي الأكاديمية والإدارية، وحتما سيساهم هذا التحـوّل في تحسين جودة التعليم من خلال دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، مما يتيح للطلاب الوصول إلى مصادر المعرفة بشكل أسرع وأكثر فعالية، بالإضافة إلى ذلك، ستساهم الشراكات مع الشركاء الاقتصاديين في التمويل الذاتي للجامعة وتسهل ربط التعليم بسوق العمل، مما يضمن تخرج طلاب مؤهلـين وقادرين على تلبية متطلبات العـصر.

أمـيـر. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى