رياضة

في ظاهرة غريبة وغير مسبوقة…

مقصلة الطواقم الفنية تصنع "الحدث"

  • تصنع أندية اتحاد العاصمة، وفاق سطيف وشباب قسنطينة وأولمبي الشلف الاستثناء في استقرار طواقمها الفنية

 

أصبح نادي اتحاد بسكرة هو أول نادي في تاريخ الدوري الجزائري يتعاقب عليه ثلاث مدربين في نصف موسم فقط، وأعلنت إدارة نادي اتحاد بسكرة، تعيين المدرب ليامين بوغرارة، مدربا جديدا للفريق، خلفا للمُقال، سي الطاهر شريف الوزاني.

وأوضحت إدارة نادي اتحاد بسكرة، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على منصة فيسبوك، أنه تم تسريح كل من اللاعبين: بعلي محمد الصديق، ملال بن عمر، رحمون وائل رياض، شحماط أيمن، بلعريبي صلاح الدين.

وما يزال مسلسل إقالة واستقالة المدربين متواصل في الرابطة المحترفة الأولى في الموسم الكروي 2024-2025، حيث سجلنا رحيل ما يقارب 13 مدربا، أخرهم  سي الطاهر شريف الوزاني مدرب فريق اتحاد بسكرة الذي تم الاستغناء عن خدماته وتعويضه بالمخضرم اليامين بوغرارة الذي رحل منذ فترة قصيرة فقط عن نجم مقرة.
برحيل شريف الوزاني عن اتحاد بسكرة، يصل عدد الأندية التي تخلت عن مدربيها إلى 13 ناديا، فيما تبقى أندية اتحاد العاصمة، وفاق سطيف وشباب قسنطينة وأولمبي الشلف مثال في استقرار طواقمها الفنية.
وأصبحت ظاهرة تغيير المدربين موضة لدى أنديتنا خلال الفترة الأخيرة، وخاصة هذا الموسم، الذي عرف استقالة أو اقالة عدة مدربين، وباتت علامة مسجلة وسيناريو يتكرّر كل موسم، وباتت من الظواهر السلبية التي أصبحت دون حل.
فشباب بلوزداد المتوّج بلقب كأس الجمهورية الموسم الفارط، والذي دشن بداية صعبة جعلت الإدارة تقيل المدرب الفرنسي كورنتين مارتينيس الذي حل مكانه المدرب عبد القادر عمراني، وكذلك نادي أتلتيك بارادو الذي قرر الاستغناء عن خدمات المدرب التونسي راضي الجعايدي واستقدام التقني بلال دزيري بسبب سوء النتائج كذلك، حامل اللقب في الموسم الماضي فريق مولودية الجزائر وبعد تجديد الثقة في المدرب الفرنسي باتريس بوميل للموسم الثاني على التوالي، قرر الانفصال عن هذا الأخير والاستنجاد بخدمات المدرب الجديد القديم التونسي خالد بن يحيى  والكلام ينطبق أيضا على الصاعد الجديد نادي أولمبيك أقبو الذي حطم الرقم القياسي، كونه تعاقد مع المدرب التونسي معز بوعكاز في بداية الموسم، قبل أن يغادر النادي وتعيين منير زغدود خلفا له، لكن مدافع المنتخب الوطني سابقا لم يعمّر طويلا، حيث سارعت إدارة الأولمبي للاستنجاد بالمدرب الفرنسي دونيس لافان.
إتحاد خنشلة تعاقد هو الأخر مطلع الموسم الحالي مع المدرب التونسي حاتم الميساوي ليرحل هو الأخر ويحل مكانه المدرب شريف حجار.. كما ان اتحاد بسكرة سار على نفس المنوال حيث عاد منير زغدود لتولي عارضته الفنية، لكن سرعان ما تم الاستغناء عن خدماته وتعويضه بسي الطاهر شريف الوزاني والذي بدوره وبعد أن عجز عن تحقيق الوثبة البسيكولوجية في منافسة البطولة، تم الطلاق معه بالتراضي، ليتم التعاقد أمس مع خليفته اليامين بوغرارة.
الصاعد الجديد، ترجي مستغانم بدأ الموسم مع المدرب شريف حجار، لكن توالي النتائج السلبية عصفت بالمدرب السابق لشباب قسنطينة وأولمبي المدية، ليحل محله سليمان رحو في أول تجربة تدريبية له، وهو الأخر رحل بعد 3 مباريات فقط ليتم التعاقد مع نذير لكناوي. ومولودية البيض بدأ الموسم مع المدرب فؤاد بوعلي الذي عوضه لطفي عمروش، ثم عبد النور حميسي حاليا.. فريق شبيبة الساورة هو الأخر عرف التغييرات ضمن طاقمه الفني فبعد شريف الوزاني الذي حضر الفريق قبل بداية الموسم رحل لأسباب شخصية وتم التعاقد مع المدرب التونسي مراد العقبي.. فريق مولودية وهران عرف تغييرات ضمن الطاقم الفني، حيث تم تجديد الثقة في المرحوم يوسف بوزيدي بعدما أنقذ الفريق من السقوط الموسم الماضي، لكن تم تعويضه بالمدرب ايريك شيل الذي رحل هذا الأسبوع، بعدما تم تعيينه على رأس منتخب نيجيريا، دون أن ننسى الاستقالة غير المتوقعة لعبد الحق بن شيخة من على رأس العارضة الفنية لشبيبة القبائل والفريق يحتل حاليا صدارة ترتيب الرابطة المحترفة الأولى. وتصنع أندية اتحاد العاصمة، وفاق سطيف وشباب قسنطينة وأولمبي الشلف الاستثناء في استقرار طواقمها الفنية حيث أبقت على كل من التونسي نبيل معلول، رضا بن دريس، خير الدين ماضوي وسمير زاوي على التوالي.

وتختلف أسباب استقالة أو إقالة المدربين في البطولة الوطنية، حيث يمكن إدراج بعضها في خانة الأسباب والظروف المنطقية التي ترمي إلى فسخ عقود المدربين، ويستقيل بعض المدربين، بسبب ظروف العمل التي لا تسمح بتطبيق فلسفتهم الكروية وكذا غياب استراتيجية عمل احترافية بخصوص تدعيم الفرق خلال سوق الإنتقالات بأسماء من شأنها الدفع بالفرق إلى مستويات أرقى وكذا الظروف الشخصية والعائلية للمدربين التي تدفعهم لتغيير محيط العمل، وهذا ما يندرج ضمن الأسباب الأقرب إلى المنطق.
ويرمي العديد من الفنيين المنشفة من تدريب النوادي، لأسباب بعيدة عن المنطق، حيث لا يستطيع بعض المدربين التماشي مع طموح الأنصار، الإدارة وكذا تفضيلهم لتولي قيادة فرق أقل ضغطا وطلبا من الجمهور لنيل الألقاب ولعب الأدوار الأولى.
وفي الجهة المقابلة تقيل إدارات النوادي، المدربين للعديد من الأسباب على غرار تسجيل النتائج السلبية أو للتسيير والتعامل مع ضغط الجمهور، عدم الصبر والتسرع في الحكم على خطط وفلسفة المدربين مع استعجال النتائج الايجابية وكذا الاختلاف في الرؤى بين المدرب وإدارة النادي في العديد من الجوانب التي قد تكشف مع مرور الجولات.
وتشهد هذه الظاهرة تكرارا مستمرا من موسم لآخر، وسط غياب الحلول اللازمة للحد منها والارتقاء بكرة القدم الوطنية إلى مستويات أعلى.
وتبقى العديد من التساؤلات تطرح من المهتمين بالشأن الكروي، حول الأسس والمعايير التي تعتمدها إدارات النوادي المحلية في اختيارها لأسماء المدربين اللذين يقودون الفرق نحو الأهداف المسطرة من اللعب على التتويج بالبطولة، الكأس، الألقاب القارية، الأدوار الأولى، اللعب على ضمان البقاء.

م/ش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى