الجهوي‎

تنظيم أنشطة علمية، ثقافية و رياضية.. فعالية مميزة

إحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد بجامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس

في إطار الاحتفال باليوم الوطني للشهيد، نظّمت جامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس، عبر مديريتها الفرعية للأنشطة العلمية، الثقافية، والرياضية، فعالية مميزة احتضنتها المكتبة المركزية للمجمع الجامعي، تحت إشراف مدير الجامعة البروفيسور بوزياني مراحي.

حيث أُقيمت العديد من الأنشطة الثقافية والفكرية التي أُعدت لتكريم تضحيات الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. شملت الفعاليات محاضرات توعوية، ومعارض تاريخية، وعروض فنية، بالإضافة إلى تنظيم وقفة صامتة أمام النصب التذكاري للشهداء داخل الحرم الجامعي. الهدف من هذه الأنشطة هو تعزيز الوعي الوطني في صفوف الطلبة والشباب حول أهمية الذكرى في الحفاظ على الهوية الوطنية، فضلاً عن تفعيل القيم التضامنية والمواطنة الصادقة .

تكريم واعتراف بالتضحيات

انطلقت التظاهرة الوطنية بتحية العلم أمام ساحة المكتبة المركزية، حيث تميزت بالحضور الرفيع لمختلف فئات المجتمع الجامعي، بدءًا من إطارات الجامعة والأساتذة، مرورًا بالفروع النقابية، وصولاً إلى الطلاب والنوادي العلمية، فضلًا عن مشاركة ممثلين عن مديرية الخدمات الجامعية. وقد تميزت هذه اللحظة بعكس روح الوطنية والانتماء، التي تجسد مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الجميع.

تضمن الحدث عرضًا تراثيًا فنيًا احتفل بالموروث الثقافي والتاريخي للبلاد، حيث كان هناك استعراض رائع بالأحصنة وارتداء الملابس التقليدية التي تمثل الهوية الوطنية، بالإضافة إلى معرض تاريخي مهم يسلط الضوء على المحطات البارزة في ثورة الجزائر، ما أتاح للجميع فرصة للتعرف على تلك اللحظات العظيمة التي شكلت تاريخ الوطن.

كما شهد الحدث إعلان التسمية الرسمية للمكتبة المركزية باسم “مكتبة الأستاذ المرحوم عبوني بوزيان” (1963 – 2024)، تحت إشراف مدير الجامعة البروفيسور بوزياني مراحي. وقد جاء هذا التكريم تخليدًا لذكرى الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، وتكريمًا للمسيرة العلمية والعطاء اللامحدود للأستاذ الراحل. وقد كانت هذه الخطوة بمثابة رسالة قوية تؤكد على أهمية التذكير بالتاريخ الوطني والاعتراف بالتضحيات التي قدمها رجال ونساء هذا الوطن من أجل استقلاله ورفعته.

إثراء ثقافي وعلمي بمشاركة الطلبة

تميزت الفعالية بتنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والعلمية التي نظمتها مختلف النوادي الطلابية، حيث تم تقديم عروض ومعارض ثقافية وفنية متميزة سلطت الضوء على القيم الوطنية وأهمية دور الشباب في بناء المستقبل. ومن بين الأنشطة البارزة كانت تلك التي تسلط الضوء على التفاعل بين الأجيال الجديدة والتراث الثقافي، مما أتاح للطلاب فرصة التعبير عن أفكارهم ورؤاهم بشأن مستقبل الوطن.

كما تم تكريم الطلبة الرياضيين الذين حققوا نتائج مشرّفة في التصفيات الولائية الجامعية، وذلك في خطوة تهدف إلى تشجيع التميز والإبداع في مختلف المجالات الرياضية والثقافية. وقد كانت هذه المبادرة بمثابة تحفيز لجميع الطلاب على الاستمرار في السعي وراء التميز وتحقيق التفوق في مختلف مجالاتهم.

وفيما يتعلق بالأنشطة الفنية، فقد شملت الفعالية تقديم لوحات فنية وطنية تميزت بجمالها وتفاصيلها التي تعكس حب الوطن وفخره، إضافة إلى وصلات موسيقية حية عبرت عن المناسبة الوطنية بطريقة مبدعة. هذه الفعاليات الفنية أسهمت بشكل كبير في خلق أجواء من التفاعل العاطفي والاحتفاء بهذه الذكرى الوطنية الهامة، مما أضفى على الفعالية طابعًا خاصًا يعكس قيمة الوحدة الوطنية وأهمية الانتماء للوطن , ليبقى  يوم الشهيد حدثاً هاماً يعكس تلاحم الأجيال في استحضار ملاحم الماضي والاعتزاز بمسيرة الوطن نحو الاستقلال.

رسالة الحدث الوطنية والتميز الأكاديمي

تم تنظيم ندوة علمية بقاعة المحاضرات تكريمًا لذكرى الشهداء، في إطار الاحتفاء بالقيم الوطنية والإشادة بتضحيات الأبطال الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الوطن. افتتح الندوة مدير الجامعة، البروفيسور بوزياني مراحي، بكلمة رسمية، أكد فيها على أهمية تخليد ذكرى الشهداء في نفوس الأجيال القادمة، وأوضح أن هذه الفعالية تهدف إلى تعزيز قيم التضحية والفداء التي تُعتبر أساسًا في بناء الوطن.

بعد ذلك، ألقى الدكتور الأحمر قادة، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، مداخلة بعنوان “ذكرى يوم الشهيد: دروس وعبر”، حيث تناول فيها أهمية استحضار هذه الذكرى في إطار تعزيز الوعي الوطني والفكري. كما أشار إلى أن تضحيات الشهداء كانت وما زالت مصدر إلهام للأجيال الجديدة في مختلف المجالات. وركزت مداخلته على الدروس المستفادة من التاريخ الوطني، مشددًا على ضرورة أن يتجسد هذا الإرث في سلوكياتنا اليومية ومواقفنا تجاه الوطن والمجتمع.

كما تم عرض فيديو توثيقي استعرض فيه الحضور تاريخ يوم الشهيد وأهميته، إضافة إلى تسليط الضوء على القصص البطولية للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن. وكان الفيديو مزيجًا من الوثائق التاريخية والصور التي تعكس اللحظات العظيمة التي شهدتها البلاد، مما أتاح للحاضرين فرصة للتأمل في هذه الذكرى العظيمة.

وفي ختام الندوة، تم تقديم مشروع الأنشطة للعام 2025 بعنوان “واحة الإبداع”، وهو مشروع يهدف إلى تشجيع الطلاب على الابتكار والإبداع في مختلف المجالات الأكاديمية والفكرية. يتضمن المشروع العديد من الفعاليات التي ستساهم في صقل مهارات الطلاب وتوسيع آفاقهم المعرفية، مما يعزز من روح المبادرة والتميز الأكاديمي داخل الجامعة.

إحياء ذكرى يوم الشهيد: استحضار أمجاد الذاكرة الوطنية في ميدان الفروسية”

مواصلة واستكمالًا لبرنامج اليوم الاحتفائي بيوم الشهيد المصادف لـ 18 فبراير 2025، واستحضارًا لأمجاد الذاكرة الوطنية التي ساهمت فيها الخيل بشكل كبير جنبًا إلى جنب مع الثوار والمجاهدين، حطت الرحال بمعهد العلوم الفلاحية، وبالضبط في ميدان الفروسية. حضر الحدث إطارات الجامعة وعلى رأسهم السيد مدير الجامعة، حيث كان في استقبالهم مديرة المعهد.

شهدت الزيارة مشهدًا يعكس أمجاد الذاكرة الوطنية التي لعبت فيها الخيل دورًا أساسيًا في ثورة بلد الشهداء. وقد تم تقديم عروض الفنتازيا التي أداها طلبة نادي الأصيل التابع للمعهد، حيث تم عرض استعراضات قفز الحواجز في ميدان الفروسية، مما أضاف رونقًا خاصًا لهذه المناسبة التاريخية.

ختام الفعاليات

أكدت إدارة الجامعة، من خلال هذه التظاهرة الوطنية، على أهمية تخليد ذكرى الشهداء وتعزيز الوعي الوطني لدى الطلبة، مشددة على ضرورة إحياء هذه الذكرى بما يتناسب مع تضحيات الشهداء وتاريخ الوطن. كما دعت إدارة الجامعة إلى مشاركة واسعة من قبل وسائل الإعلام التقليدية والرقمية في تغطية الحدث، بهدف نشر رسالة التضحية والبطولة، وتعزيز الشعور بالوطنية لدى الأجيال الجديدة. وفي هذا السياق، أشار القائمون على الفعالية إلى دور الجامعة البارز في تكريس القيم الوطنية، والعمل على نشر الثقافة الوطنية بين الطلبة، بما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني ويعمق فهمهم لتاريخ بلادهم، مما يساهم في إعدادهم ليكونوا مواطنين واعين ومشاركين فعالين في بناء المستقبل.

فتحي مبسوط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى