
فيما تتواصل الاستعدادات على قدم وساق بالمركب الأولمبي “ميلود هدفي” بوهران، تحسبا لاستضافة مباراة الجزائر ـ غينيا الاستوائية التي ستقام يوم 5 سبتمبر المقبل (سا 20.00) على مستوى الملعب الرئيسي الذي يتسع لـ 40 ألف متفرج.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تظهر الحالة الجيدة التي تتواجد عليها أرضية ملعب “هدفي ميلود” مقارنة بأرضيات الملاعب الأخرى، والتي أثارت جدلا كبيرا خلال الأيام الأخيرة ومنها ملاعب 5 جويلية وبراقي وأرضية ميدان ملعب 19 ماي 1956 بعنابة.
ونشرت لجنة أنصار اتحاد عنابة منشورا حول القضية على صفحتها في “الفايسبوك”، جاء فيه: “بعد تداول بعض الصور التي تظهر أرضية ملعب 19 ماي في حالة كارثية، تنقل رئيس لجنة الأنصار وبعض من أعضائه إلى عين المكان للاستفسار عن حالة أرضية الملعب وفي حديث جانبي دار مع إدارة المركب تلقوا تطمينات بأن الملعب سيكون جاهزا لاحتضان المباريات خلال أربعة أسابيع”.
وأضاف ذات المصدر: “بخصوص الصور المتداولة أكدت إدارة الملعب أنها نتيجة المرحلة الثانية من علاج الأرضية والتي يتم فيها صب الرمل الخاص بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي تمثلت في زرع البذور”.
من جهته، أكد مدير ملعب 19 ماي 1956 أن عملية إعادة تجديد أرضية الملعب في فصل الصيف، قد بدأت حسب البرنامج التالي:
16 أوت 2024: بدء عملية قلب الأرض، كما هو الحال كل عام لزرع عشب جديد، تجديد أرضية الملعب، إزالة العشب القديم من الاتجاهين وتنظيف السطح للتخلص من العشب القديم من الفترة الصيفية وتهيئة السطح للبذر الجديد لعشب شتوي، 17 أوت 2024: تهوية بعمق 60 مم لاستعادة نفاذية الأرض أثناء اللعب، 18 أوت 2024: بذر مزدوج الاتجاه لعشب الشتاء نوع “راي غراس” إضافة إلى عملية الري، 19 أوت 2024: ترميل الأرضية لتغطية البذور وإعطائها مناخاً مصغراً يسمح لها بالتجذر والاستقرار للعب خلال ثلاثة أسابيع و 25 أوت 2024: بدء جدول التسميد المكثف حتى يكون الملعب جاهزا للعب في 15 سبتمبر 2024.
ويأتي ذلك بعد حادثة ملعب نيلسون مانديلا، والتي أطاحت بالمدير المركب الاولمبي “محمد بوضياف” ومدير ملعب “نيلسون مانديلا”، حيث تم تنصيب وتسليم المهام بين المدير السابق لديوان مركب “محمد بوضياف”، “إسماعيل محمد السعيد” والمدير الجديد، “قادة ياسين” بمقر الديوان بملعب 5 جويلية.
وحضر التنصيب المفتش العام لوزارة الشباب والرياضة إضافة إلى رئيس نقابة ديوان المركب الأولمبي
وكان وزير الشباب والرياضة، “عبد الرحمان حماد” قد أنهى مهام “إسماعيل محمد السعيد”، نظرا لما وصفه التسيب والتهاون وتقصير المعني في أداء مهامه على خلفية الصور والمشاهد الصادمة لأرضية ومدرجات ملعب نيلسون مانديلا بمناسبة مباراة مولودية الجزائر وواتنغا الليبيري في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية على أن يعود اسماعيل لمنصبه الأول كمدير للمالية والمحاسبة في الديوان.
ومن جانب آخر، استقر الاتحاد الجزائري لكرة القدم على قرار نقل مواجهتي إياب الدوري التمهيدي لدوري أبطال إفريقيا لناديي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بعد فضحية ملعب نيلسون مانديلا الذي احتضن مباراة المولودية وواتانغا الليبيري، يوم الأحد الماضي.
ونقلت مصادر متطابقة بأنّ هيئة اتحاد الكرة، انتهت، إلى نقل المواجهتين الأفريقيتين المقبلتين لممثلي الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا إلى ملعب مصطفى تشاكر، على اعتبار أنه مؤهل من طرف الاتحاد الإفريقي للكرة القدم.
وجاء القرار، وفق المصادر ذاتها، إلى الوضعية الكارثية التي بدت عليها أرضية ملعب نيلسون مانديلا، ببراقي، رغم أن الملعب يصنف ضمن الأفضل والأحدث في ملاعب القارة السمراء. كما تداول ناشطون فيديوهات وصور تظهر اصفرار أرضية ملعب براقي وانتشار الأوساخ بمدرجاته، ما يدل على سوء التسيير والإهمال الكلي لهذه المنشأة الرياضية الكبرى.
وتسبب كل ذلك في “إقالة المدير العام للمركب الأولمبي “محمد بوضياف”، إسماعيل “محمد السعيد” نظرًا للتسيب والتهاون، وتقصير المعني في أداء مهامه”، وفق بيان لوزارة الشباب والرياضة.
ومعلوم أن نادي مولودية الجزائر سيلعب مباراة العودة أمام نادي واتانغا الليبيري، يوم 22 أوت، على ملعب مصطفى تشاكر، في وقت سيستضيف فيه نادي شباب بلوزداد منافسه ليوبار الكونغولي في الدور ذاته، يوم السبت 24 من نفس الشهر.
وأعادت وضعية عدد من الملاعب الجزائري حاليا، المدرب الوطني الأسبق للواجهة، حيث كثيرا ما انتقد “جمال بلماضي” علنا مسؤولي هذه الملاعب، وهو ما كان يثير حينها ردود فعل واسعة بعد حديثه عن أرضيات الملاعب وعدم جاهزيتها لاستقبال مباريات الخضر الرسمية، وقال في عدة ندوات صحفية “من العيب التحجج بالحرارة والأوضاع المناخية “.
فيما كان رد مدراء الملاعب مبررين وضعية تدهور أجزاء من أرضية الملاعب هو أمر راجع لتأثيرات العوامل الطبيعية وحرارة الطقس.
غير أن وزارة الشباب والرياضة اعتبرت انتقادات بلماضي موضوعية، وتم أخذها بعين الاعتبار، و قررت حينها فتح تحقيق قصد تحول تسيير الملاعب من الذهنية الإدارية إلى الذهنية التقنية الاحترافية. وأجمع عشاق كرة القدم الجزائرية والمتخصصين في المجال الرياضي، على وصف تصريحات بلماضي بالحقيقة المُرّة.
م/شريف