الجهوي‎

سكان التواجر بالنعامة يطالبون السلطات المحلية

انتشالهم من حالة التريف والغبن التي يعانون منها

 لا يزال الثالوث الأسود والمتمثل في البطالة الخانقة، العوز والفقر المدقع، وغياب كلي لضروريات الحياة يخيم على سكان قرية التواجر بولاية النعامة الذين استقبلونا بصدر رحب وبمطلب واحد أصروا على ضرورة نقله إلى المسؤولين والمنتخبين الذين لا يزورونهم إلا في المواعد الانتخابية فقط لجمع الأصوات وإسماع شيوخ القرية أحلام غير منتهية بأن الظل يلازمهم منذ نشأة الولاية.   

تتوسط إشارة وجود قرية التواجر المسافة الفاصلة بين بلدية المشرية ومقر ولاية النعامة على بعد 11 كلم من الطريق الوطني رقم 06 ، هذه القرية الصغيرة الرعوية بالدرجة الأولى والهادئة في نفس الوقت لا تزال تتسم بملامح البداوة بكل أشكالها وتنعدم فيها أبسط ضروريات الحياة، مما دفع بالبعض من سكانها بتسميتها بالقرية المنسية، وما تسبب أيضا في هجرة أبدية للبعض من ازداد فيها كراهية لا طواعية هروبا من الثالوث الذي يتربص بالمجتمع.

قرية التواجر التي يعود أصل تسميتها لمكوث عدد من تجار متنقلين حطوا الرحال بهذا المكان الذي كان يتميز بخضرة طبيعية نظرا لوجود كميات معتبرة من الماء بهذه المنطقة، فسكان التواجر لا يزالون يعتمدون على تربية المواشي واستغلال المساحات بعدما ضرب الجفاف المنطقة لعشريتين متتاليتين مما جعل الفقر والبطالة يستفحلان بهذه القرية في ظل غياب المشاريع التنموية وفرص العمل، وحتى المفرغة العمومية المنجزة بالقرب منهم غمرتها الرمال دون أن ترى النور بعدما استلهمت الملايير زيادة على ذلك أن جل سكنات قاطنيها قصديرية.

كما أنها لم تستفد ولا مرة من عملية التهيئة الحضرية، فالكثبان الرملية أصبحت تغمر كل المسالك المؤدية إليها، إلى جانب الأوساخ مما جعلها أرض خصبة ومنتجة لكل أنواع الحشرات السامة حسب حديث أهالي القرية، حيث أكد غالبية السكان أن العقارب أصبحت فردا منهم تنام معهم، بل لا تستغرب إن وجدتها في حذاءك أو ملابسك أو حتى في سريرك إن قادتك الأقدار إلى المبيت بهذه القرية.

أما النساء الحوامل بهذه المنطقة، فهي حكاية أخرى مع الكوابيس المزعجة فكلما حان وقت المخاض ينتابهن هاجس لا ينتهي إلا بوضعهن بسبب غياب وسائل النقل باتجاه المستشفيات في ساعات متأخرة من الليل وصعوبة الولادات المستعصية من جهة، والأسعار الخيالية التي يطلبها أصحاب سيارات (الكلونديستان) من جهة أخرى.

وعن مطالب سكان هذه القرية المنسية، فجسدوها في مطلب واحد وهو شق وتهيئة الطريق الرابط بين المشرية وقريتهم والذي يعتبر حاليا كمسلك مختصر للشاحنات وأصحاب سيارات الكلونديستان لتسهيل الاتصال أكثر بالمدينة.

 ابراهيم سلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى