صيفيات

أطفال مستغانم والعطلة الصيفية 

بين حلم الطفولة وهموم الكدح 

تعدُّ العطلة الصيفية فترة مميزة للتخلص من إرهاق الدراسة والعمل، حيث يستغل الكثيرون طول مدتها للاستجمام والراحة، ومع ذلك، فإن هذا الحق يتحول إلى حلم بعيد المنال بالنسبة للكثير من الأطفال في ولاية مستغانم وبعض بلدياتها خاصة النائية منها الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى العمل لمواجهة ظروفهم الاجتماعية الصعبة.

يُلاحظ أي زائر لشوارع مستغانم  مشهدًا مؤلمًا، أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا يرتدون ملابس رثة مغطاة بالأوساخ، يتواجد هؤلاء الأطفال في الأسواق الشعبية كسوق عين الصفراء وسوق الليل، منهمكين في بيع الخردوات والخضراوات أو خبز “المطلوع”  أو ممارسة مختلف أنواع التجارة، يبدأ تفكيرهم منذ بداية الصيف في الأنشطة التي يمكنهم من خلالها كسب بعض المال، متناسين مفهوم “العطلة” ومتجاهلين المخاطر التي قد يتعرضون لها، إذ لا شيء يقف أمام حاجتهم الماسة للمال.

تعج أسواق الخضر والفواكه بولاية مستغانم بهؤلاء الأطفال، حيث يستغل آباؤهم العطلة الصيفية لزجهم في العمل من أجل الحصول على دنانير تعينهم على إعالة عائلاتهم أو لتغطية نفقات الدراسة، يقبل الأطفال أي نوع من العمل، حتى الشاق منها، مما يجعلهم فريسة سهلة لأرباب العمل الذين يفضلون توظيفهم بأجور زهيدة لا توازي الجهد المبذول.

تتنامى هذه الظاهرة بشكل مقلق، حيث يلجأ أصحاب الأعمال إلى تشغيل الأطفال لأنهم يقبلون أي عمل مقابل أجر ضئيل، حتى لو كان ذلك يعني تفريغ الشاحنات المحملة بالخضروات في سوق الجملة مقابل دنانير قليلة، حيث تختلف ظروف العمل بين الأطفال، فبعضهم يقترض المال من ذويهم لشراء سلع بسيطة وبيعها، محاولين تحمل جزء من المسؤولية المالية لأسرهم.

تتكرر هذه القصة في العديد من العائلات التي تدفعها الظروف الاجتماعية والاقتصادية للتضحية بمستقبل أبنائها الدراسي من أجل توفير لقمة العيش، كثير من الأسر الفقيرة في المناطق النائية بولاية مستغانم  تدفع بأطفالها إلى سوق العمل في فصل الصيف لتغطية نفقات المعيشة والدخول المدرسي.

مولود.م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى