الثـقــافــة

دار الثقافة “أبي رأس الناصري” بمعسكر

ندوة وطنية موسومة "المعالم والمآثر المرتبطة بمسيرة "الأمير عبد القادر"

 إحياء للذكرى الـ 192 للمبايعة الثانية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة “الأمير عبد القادر”، “بن محي الدين الحسني” وتحت رعاية وزير الثقافة والفنون السيد “بللو زهير” وبإشراف من والي ولاية معسكر السيد “عايسي فؤاد”، نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “يحيى بوعزيز”، بمعسكر بالتنسيق مع مخبر البحث التاريخي مصادر وتراجم، بكلية العلوم الإنسانية جامعة “وهران1 أحمد بن بلة”، ندوة وطنية موسومة “المعالم والمآثر المرتبطة بمسيرة الأمير عبد القادر (1832-1847)” بدار الثقافة أبي رأس الناصري معسكر.

بعد الاستماع لآيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، بدأت مراسيم الافتتاح بكلمة للسيد “جزيري كريم” مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية معسكر، بحيث قام بالترحيب بكل الحاضرين والذين لبوا الدعوة لدراسة تاريخ “الأمير عبد القادر” بصفة خاصة وتاريخ الجزائر بصفة عامة.

بعدها قدم الأستاذ الدكتور “بن جبور محمد” مدير المختبر كلمة هو الآخر حول المناسبة، وبعدها كلمة السيد مدير الثقافة والفنون للولاية و”الإعلان الرسمي عن افتتاح الندوة”. أشغال الندوة الوطنية حول “الأمير عبد القادر” تضمنتها 03 أجزاء أما الأول فتمثل في مداخلات لدكاترة وأساتذة من جامعات مختلف الولايات والثاني مناقشة ما ألقى والثالث الخروج بتوصيات.

انطــلاق أشغال الندوة الوطنية قراءة في كتابه رحلة في رحاب دولة “الأمير عبد القادر” من طرف البروفيسور “عدة بن داهة” من معسكر برئاسة الدكتور “تقي الدين بوكعبر” جامعة معسكر.

الدكتور “طاهر بقدار” (جامعة معسكر):

“الأمير عبد القادر” شخصية نضالية وطنية

أما المداخلة الثانية فكانت حول “برونو آتيين وكتابه “عبد القادر الجزائري”، بين الرؤية والمنهج “عبد القادر بن محي الدين الحسني الجزائري” المعروف بـ”الأمير عبد القادر” الجزائري، شخصية نضالية وطنية محافظة استطاع أن يبني له ولعائلته وللجزائر مجدا عاليا لمواجهته الاحتلال الفرنسي للجزائر في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي. وهو مفكر إسلامي ولديه نتاجات علمية في الفقه والتاريخ فضلا عن آرائه في بناء الأمة ومواجهة المستعمرين.

كتبت عشرات الكتب والبحوث عن شخصية “الأمير عبد القادر” الجزائري، وفي لغات عدة، كثير من الكتاب الموضوعية أنصفوه ومدحوا سيرته وأفكاره، وآخرين انتقدوه. وواضح أن كل كاتب يكتب وفق ما يؤمن به فمنهم من يؤمن بالوجود الفرنسي بالجزائر وهم حاشية المستعمرين ومادحي فرنسا، وآخرين مع بلدهم الجزائر أن يعيش حرا عربيا، وهؤلاء يقدرون التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري طوال مئة وثلاثين عاما.

قلائل جدا من الكتاب والمؤرخين الحياديين الذين درسوا الأحداث بموضوعية عن “الأمير عبد القادر”، ولكن وجهت لهم انتقادات بسبب دس تفسيرات للأحداث التاريخية تجافي الحقيقة ومنهم الكاتب الفرنسي برونو آتيين في كتابه المعنون الأمير عبد القادر. هو يمدح “الأمير عبد القادر” في سلوكه وأخلاقه ونضاله ولكن ينتقده في مواضع أخرى، ويبدو انه أراد خلط الأوراق والتقليل من هيبة شخصية الأمير في نفوس الجزائريين من خلال آراء متضاربة تجاه سيرة النضال الجزائري تجاه المستعمر الفرنسي.

السيد “جزيري كريم” (مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية معسكر): “الأمير عبد القادر” ومشروع الدولة الوطنية

مشروع الدولة الوطنية عند “الأمير عبد القادر”، بين الواقع المحلي والبعد العالمي شكلت مقاومة “الأمير عبد القادر” منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر، إذ واكبت مرحلة مفصلية ميزها سقوط إيالة الجزائر ونهاية الحكم العثماني. في المقابل، بدأت تلوح في الأفق إرهاصات نظام استعماري يسعى إلى جعل الجزائر مرتبطة ارتباطًا شاملاً بفرنسا، وبطبيعة الحال فإن الأمير عبد القادر كان يدرك مدى خطورة المشروع الاستعماري الرامي إلى جعل الجزائر مستوطنة أوروبية وتجريد الجزائريين من ركائز ومقوّمات هوّيتهم.

الدكتور “جليد قادة” (رئيس بيت الحكمة والأدب والفنون معسكر):

بيعة “الأمير عبد القادر” الثانية

تعريف بيعة “الأمير عبد القادر” الثانية نتيجة للفراغ السياسي الخطير في الجزائر الذي نجم عن معاهدة الاستسلام من طرف الداي حسين في 05 جويلية 1830م، أصبحت الوضعية جد مضطربة، بحيث أدى الاحتلال الفرنسي إلى اختلال الأمن وانتشار السلب والنهب بسبب حالة الفوضى التي أعقبت الانهيار الكامل لمؤسسات الإدارة، فالواقع الاجتماعي والاقتصادي لم يكن يشجع على تقوية صفوف المقاومة، نظرا لوجود عدة تشكيلات اجتماعية منها من ساهمت بفعالية في دعم المقاومة، وأخرى كانت لها امتيازات خلال الحكم العثماني والتي لم تكن على استعداد للتخلي عن جميع امتيازاتها.

ومن هنا، نجد استحداث القطيعة مع تقاليد الحكم السابق وتولى منصب القيادة، إلى شاب واعي قادر على الدفاع بنفس طويل، لذا نجده يوافق زعماء القبائل والعلماء في اختيارهم “عبد القادر بن محي الدين” ليكون على رأسهم في مواجهة قوات الاحتلال الفرنسي.. محمد جامعة وهران أحمد بن بلة.

البروفيسور “سلاماني عبد القادر” (جامعة بشار):

علاقات “الأمير عبد القادر” الخارجية المتنوعة

علاقات “الأمير عبد القادر” الدولية ‫علاقات خارجية متنوعة دبلوماسية وتعاونية مع دول البحر الأبيض المتوسط وغيرها وتبادل معها ‫‫الهدايا والمرسلات وأثبت عن طريقها سيادته وشرعية دولته، وكانت هذه الاتصالات تهدف إلى ‫إعطاء دولته بعدا سياسيا في المجال الدولي وكسب المساندة والدعم والتأييد ‫الذي يفرض الاحترام المتبادل والالتزام بالأعراف الدولية، وبذلك أعطى “الأمير عبد القادر” المثل الأعلى كمسؤول سياسي مارس علاقاته ‫السياسية والخارجية وفق مبدأ سام وهو الجمع بين الأخلاق والسياسة.

مقاومة سعد التباني تحت لواء “الأمير عبد القادر” بدأ “الأمير عبد القادر” يقود معاركه ضد الجيش الفرنسي ابتداء من شهر فبراير 1833، وكان الأمير يحارب على جبهتين في الوقت ذاته، الأولى ضد الجيوش الفرنسية، والثانية ضد القبائل المتمردة، وعلى الجبهتين كان جيش “عبد القادر” يتقدم ويحقق النصر، ويزيد من تهديد سلطان فرنسا في الجزائر.

الباحث الدكتور “صبور لحسن” (جامعة معسكر):

 شخصية “الأمير عبد القادر” في سطور

شخصية “الأمير عبد القادر” في سطور كما يصفها بعض الرحالة الألمان والفرنسيين المعاصرين له تجاوز “الأمير عبد القادر” بن محي الدين الشريف بما كان يتمتع به من حس استراتيجي كقائد عسكري كبير، ورجل دولة محنك وبطل وطني للمقاومة الجزائرية، ومفكر نبيل وشاعر ملهم، حدود النظرة المحلية الوطنية والقومية، حيث تمثّل شخصيته الفذة الآخرُ من خلال بنائه لصورة العربي الإيجابية.

الأستاذ الباحث “مشاوي عبد القادر” (أستاذ التاريخ بالمعهد الوطني بغليزان):

الأمير عبد القادر” من خلال الكتابات الأجنبية

“الأمير عبد القادر”، من خلال الكتابات الأجنبية تُبرز الكتابات الأجنبيّة عن الجزائر منذ مطلع القرن التاسع عشر، تصوّرا شاملا عن الجزائر، خاصة في فترة بداية الاحتلال الفرنسي، ومقاومة “الأمير عبد القادر”، كما جاءت الكتابات الألمانية في سياق البحث عن فرص جديدة، فالعديد منهم جاء كمرتزق، أو طبيب؛ مهندس ممن رافقوا الحملة الفرنسية على الجزائر، رغبة منهم في تحسين أوضاعهم المادية، أو إرضاءً للشغف الاستكشاف العلمي، نتج عنها رصيد متنوع من المعارف، كان الغرض منها في الغالب خدمة الإدارة والجيش الفرنسي، أو تقديم توصيات للألمان الجدد الراغبين للسفر إلى الجزائر، إن الهدف من هذه الدراسة هو إبراز أهمية ما كتبه النخب الألمانية. والتي تضمنت تفاصيل هامة عن الجزائر، ودولة “الأمير عبد القادر”.

البروفيسور “بن جبور محمد” (جامعة وهران أحمد بن بلة):

 شذرات من البيعة الثانية لـ”الأمير عبد القادر”

في يوم الجمعة 4 فيفري 1833م، دخل الأمير عبد القادر إلى “مسجد معسكر الجامع، المسمى “مسجد سيدي حسان” حاليا “مسجد المبايعة”، وألقى خطبة جماعية واسعة حاثا أبناء قومه على الجهاد وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية. تمت البيعة الثانية بدورها بوزارة الوزير الضرغام ليث الحروب أبا المحاسن الحاج “مُحمد بن سيدي العريبي “لما شاع أمر البيعة الأولى وذاع، أقبلت الوفود تتراءى من القاصية إلى الحضرة العلية، رغبة في الطاعة وامتثالاً للأوامر السامية المطاعة فاجتمع الطمُّ والرّم من جميع الآفاق، ثم انعقد مجلس عام، حضره جمهور من الأشراف والعلماء والرؤساء من كل قبيل وفريق، وجرى في عقد البيعة الثانية العامة، بمحل العموم من قصر الإمارة، وهذا نص ما حرَّره العَّلامة الحجة الفهامة السيد “محمود بن حواء المجاهري” في ذلك اليوم وقرأه على رؤوس الأشهاد حمداً لمن فضَّل أمة محمد عليه السلام وخصها بمزايا لم يعطيها أحداً من الأنام وجعلها خير أمَّة أُخرجت للناس يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكرات.

السيد “بختي بوعلام” (عضو نادي بيت الحكمة والأدب والفنون معسكر): إنجازات سياسية، عسكرية، اقتصادية ودبلوماسية لـ”الأمير عبد القادر”

وأكد ذات الباحث بأن “المبايعة الثانية أثبتت حنكة وعبقرية مؤسس الدولة الجزائرية المعاصرة، من خلال استطاعته توحيد قبائل البلاد تحت إمرته وقيادة الجهاد وتحقيق إنجازات سياسية وعسكرية واقتصادية ودبلوماسية منها ربط علاقات مع قناصل عديد دول العالم.

عرض شريط وثائقي عن مبايعة “الأمير عبد القادر” وقراءة التوصيات

بعدها تم عرض شريط وثائقي عن مبايعة “الأمير عبد القادر” للباحث الدكتور “زكريا خلف الله” من جامعة وهران “أحمد بن بلة”، وتمت مناقشة كل ما تطرق إليه الأساتذة الحاضرين وقراءة التوصيات بعدها تم تكريم المشاركين وتوزيع الشهادات والإعلان عن الاختتام الرسمي للندوة الوطنية من طرف مدير الثقافة لولاية معسكر.

مختار سلطاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى