
طالب أساتذة وباحثون في ندوة علمية تحت عنوان الطب والذكاء الاصطناعي بتلمسان، إلى ضرورة الاستفادة من التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجال تقنيات الذّكاء الاصطناعي وتوظيفها في المجال الطبي والعلمي.
وأبرز المشاركون في الندوة التي نظمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتلمسان احتفاء بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيس النادي الطبي بومدين مول السهول الشافعي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم في ظل التطورات الحاصلة جزء لا يتجزأ من طرق وأساليب العلاج ضمن الخارطة الصحية الحديثة، فقد أثبت فعاليته بشكل واضح في الكشف عن الأمراض والوقاية منها، ومن هنا تبرز ضرورة الانخراط في هذا المجال وتحسين المعارف والمهارات وتطوير البحوث في المجال خدمة للصحة.
تطوير تقنيات الذّكاء الاصطناعي
وفي هذا السياق، أكد الدكتور “مرتضى بن عزوز” أن الجزائر تعمل من خلال مراكز البحث وبالتنسيق مع مستخدمي قطاع الصحة، على تطوير تقنيات الذّكاء الاصطناعي من أجل ضمان تشخيص وعلاج أفضل واتخاذ التدابير الاستباقية بشأن المخاطر خدمة للصحة العمومية، مؤكدا في محاضرة بعنوان (الذّكاء الاصطناعي تكنولوجيا يعيد صنع مستقبلنا)، أن تأثير الذكاء الاصطناعي كان له أثر إيجابي في المجالين العلمي والطبي، متحدثا عن ثورة العصر في المجال العلمي واستعمالاته العديدة، مبرزا أهمية مواكبة التطورات الحديثة في مجال التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ودمجها مع البحوث العلمية لتقديم أقصى استفادة ممكنة في جودة ومخرجات البحوث العلمية.
التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي
وفي سياق متصل، أبرز الدكتور “نسيم بلوار”، في محاضرة بعنوان (هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل مكان الأطباء؟)، أن الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الصناعي في المجال الطبي كثيرة ومتنوعة ولها العديد من الفوائد، حيث بإمكان الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تحديد العلامات التشخيصية والتنبؤية لأمراض معقدة مزمنة مختلفة، بما في ذلك الأمراض العصبية والغدد الصماء والسرطانات والأمراض المناعية الذاتية، مبرزا استعمال تقنيات الذّكاء الاصطناعي في كل المجالات الاقتصادية، الصحية والاجتماعية.
مفهوم الذكاء الاصطناعي والالتزامات الأخلاقية
وفي الجلسة الثانية تحت رئاسة الدكتورة “فايزة شقرون”، فتحدثت الدكتورة “سهيلة العريبي”، متخصصة في الطب الشرعي، عن مفهوم الذكاء الاصطناعي والالتزامات الأخلاقية والعلاقة الطبية والمسؤولية، حيث تناولت أهمية الالتزام بالأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي، في الطب والعلاقة بالمسؤولية الطبية، كما تحدثت عن العلاقة بين الطبيب والمريض ثم عن الذكاء الاصطناعي والطب الشرعي، مع طرحها لمجموعة تساؤلات وتخوفات.
استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات السريرية
أما المداخلة الثانية فكانت للأستاذة “لبنى بلفيلالي”، أين تناولت استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات السريرية عند الأطفال، وكيفية تطبيقه في الطب الحديث وعن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وعن بعض التحفظات، وطرحت أسئلة متعددة منها (هل الذكاء الاصطناعي يبعد علم وتجربة الطبيب)، وتكون الآلة هي البديل، وهل الذكاء الاصطناعي يلغي الذكاء البشري، وأبرز الدكتور “فتح الله حجيلات” في محاضرة بعنوان (الذكاء الاصطناعي) والمساعدة في التشخيص الطبي التطبيقات والتطورات، أن الذكاء الاصطناعي في ظل هذا التسارع التكنولوجي بات من الضروري تطبيقه الاستفادة الكاملة منه في مختلف القطاعات خاصة الصحية، مؤكدا على أن الإسراع في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي سيسهم في تحقيق مستهدفات كثيرة خاصة في التشخيص الطبي، متحدثا عن نماذج أساسية ونماذج لغوية كبيرة وعن المحولات وعن الشبكات العصبية التلافيفية والمتكررة.
مفهوم الذّكاء الاصطناعي والتطبيقات العملية
وتناولت الندوة التي استهدفت أساتذة وطلبة وباحثين بدار الثقافة بتلمسان، عدة محاور منها مفهوم الذّكاء الاصطناعي والتطبيقات العملية له في مجال التدريب الطبي والتحديات والاعتبارات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة المثالية من الذكاء الاصطناعي في إعداد البحوث الطبية.
وهدفت الندوة حسب رئيس مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتلمسان، إلى التعريف باستخدامات الذّكاء الاصطناعي في القطاع الطبي والرعاية الصحية، ومناقشة طرق الاستفادة من هذه التقنيات في البحوث العلمية الحديثة والأخلاقيات المتعلقة باستخدام التقنيات الحديثة والتحديات التي تواجهها، وخلصت الندوة إلى التأكيد أن الذكاء البشري هو الأساس الذي أنتج الذكاء الاصطناعي، ومن المحال أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء البشري، بل هو وسيلة ضرورية تساعد العقل البشري في تحقيق الأهداف.
جرفاوي. ع