
Llama 4 .. تشهد سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي تطورا ملحوظا. مع إطلاق شركة “ميتا” أحدث إصدارات منصتها المفتوحة المصدر. حيث يأتي الجيل الرابع من نموذج لاما بـ3 إصدارات مختلفة. تلبي احتياجات المطورين والمبرمجين حول العالم. مما يشكل منافسة قوية للنماذج المغلقة الأخرى في السوق.
يتميز الإصدار الجديد بكونه مفتوح المصدر على عكس المنافسين الرئيسيين. حيث يسمح للمطورين بتحميل النموذج واستخدامه بشكل حر. ضمن شروط ترخيص محددة. بينما تتيح النماذج المنافسة الاستخدام فقط من خلال واجهات برمجة التطبيقات دون إمكانية التعديل أو التحميل المحلي.
تعاونت الشركة المطورة مع كبار مقدمي الخدمات السحابية لتوفيرنسخ مستضافة من النموذج. بالإضافة إلى نشر مجموعة أدوات تعليمية شاملة تساعد المطورين على تخصيص النماذج وتحسينها لمختلف الاستخدامات. مما يوسع دائرة المستفيدين ويزيد من كفاءة التطبيقات المبنية على هذه التقنية.
يتكون الإصدار الـ 4 من 3 نماذج رئيسية، تتفاوت في قوتها وتعقيدها. حيث يضم النموذج الأول 17 مليار معلمة نشطة مع سعة سياقية تصل إلى 10 ملايين رمز. بينما يتميز النموذج الثاني بنفس عدد المعلمات النشطة مع سعة سياقية تصل إلى مليون رمز مما يجعله مثالياً للتطبيقات الحوارية والبرمجية.
يظل النموذج الثالث قيد التطوير حاليا، حيث من المتوقع أن يضم 288 مليار معلمة نشطة مع سعة سياقية هائلة تصل إلى تريليوني رمز. مما سيجعله من أقوى النماذج في السوق عند اكتمال تطويره وإتاحته للمستخدمين.
تعتمد بنية النماذج الجديدة على تقنية خلط الخبراء التي تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة وزيادة كفاءة التدريب والاستجابة. مع دعم متكامل للوسائط المتعددة بما في ذلك النصوص والصور ومقاطع الفيديو. مما يمكن المطورين من بناء تطبيقات شاملة تغطي مختلف الاحتياجات.
تتيح النماذج أداء مجموعة واسعة من المهام تشمل البرمجة وتلخيص النصوص وتحليل البيانات. والإجابة عن الأسئلة بأكثر من 12 لغة مختلفة. بما في ذلك اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، مما يوسع نطاق الاستخدام عالميا.
يستخدم النموذج حاليا لتشغيل المساعد الرقمي عبر تطبيقات المراسلة والشبكات الاجتماعية في أكثر من 40 دولة. بينما تمتد النماذج المخصصة إلى أكثر من مائتي منطقة حول العالم. مما يؤكد الانتشار الواسع لهذه التقنية وتأثيرها المتعاظم في السوق العالمية.
يمكن للمطورين تنزيل النموذج مباشرة أو استخدامه عبر منصات التطوير الشهيرة. حيث يستضيف أكثر من 25 شريكا تقنيا نسخا من النموذج ضمن خدماتهم السحابية. مما يسهل عملية الوصول والاستخدام للمطورين بمختلف مستوياتهم.
Llama 4 .. أدوات الأمان المصاحبة للنموذج
قدمت الشركة المطورة مجموعة متكاملة من أدوات الأمان المصاحبة للنموذج. تشمل أدوات لمراقبة المحتوى الضار والمخالف. وأدوات للحماية من هجمات حقن الأوامر. وأدوات لتقييم المخاطر السيبرانية. بالإضافة إلى أدوات تأمين التفاعل مع الأدوات الخارجية وفحص الأكواد غير الآمنة.
تعمل هذه الأدوات المتطورة على الحد من المحتوى المتعلق بالعنف والجرائم وخطاب الكراهية والاستغلال. مع إقرار الشركة بأن أنظمتها ليست مثالية بالكامل. خاصة بعد تقارير سابقة تحدثت عن سلوك غير لائق لبعض المحادثات في الإصدارات القديمة.
وتواجه الشركة انتقادات تتعلق ببيانات التدريب المستخدمة. حيث أشارت تقارير إلى استخدام محتوى من كتب ومقالات منشورة دون إذن مسبق. على الرغم من حكم محكمة أمريكية مؤخرا بأن هذا الاستخدام يدخل في نطاق الاستخدام العادل.
خبراء يحذرون من احتمال وقوع انتهاكات لحقوق النشر
يحذر خبراء من احتمال وقوع انتهاكات لحقوق النشر. إذا استخدم المطورون مقاطع نصية تم توليدها من بيانات محمية بحقوق الملكية الفكرية. خاصة مع الاعتماد الجزئي على منشورات وصور المستخدمين في الشبكات الاجتماعية لتدريب النماذج. مما أثار جدلا واسعا بخصوص الخصوصية وحق المستخدم في الرفض.
يواجه النموذج تحديات في مجال البرمجة. حيث قد ينتج أحيانا أكوادا غير دقيقة أو غير امنة. إذ حقق أحد النماذج نتيجة 40بالمئة فقط في اختبار الأداء البرمجي. مقابل 85بالمئة للنموذج المنافس. مما يشير إلى وجود فجوة في الأداء تحتاج إلى معالجة.
تسعى الشركة من خلال مبادرات، دعم الشركات الناشئة إلى توسيع قاعدة المطورين حول العالم. عبر تقديم منح تمويلية واستشارات فنية من فريق متخصص. مما يساهم في تسريع تبني التقنيات الجديدة وتعزيز مكانة النموذج في السوق التنافسية.
وتمثل هذه التطورات نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي المفتوح. حيث تتيح للمطورين والمبرمجين إمكانيات هائلة للإبداع والابتكار. مع الحاجة إلى معالجة التحديات المتعلقة بالأمان والدقة وحقوق الملكية الفكرية لضمان استدامة النموذج ونجاحه على المدى الطويل.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله