
الذكاء الاصطناعي وتأثيره على البيئة
العالم يتجه بسرعة نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في كل شيء، لكن هناك مشكلة خفية لا يعرفها الكثيرون: الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة كثيرة ويسبب تلوثاً كبيرا للبيئة. في نوفمبر 2024، ظهرت دراسة من جامعتين في الصين تقول إن الذكاء الاصطناعي يسبب انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون كل سنة. هذه الكمية من التلوث تعادل ما تنتجه دول كاملة في عام واحد.
الدراسة ركزت على 79 نظاما من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تم تطويرها بين 2020 و2024، ووجدت أن هذه الأنظمة تستهلك طاقة كثيرة جداً، خاصة أثناء تشغيلها اليومي. مثلاً، نظام “جيميني ألترا” من غوغل لوحده يسبب أكثر من ثلث الانبعاثات الكربونية مقارنة بغيره من الأنظمة الذكية.
لماذا يستهلك الذكاء الاصطناعي كل هذه الطاقة؟
عندما يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل “تشات جي بي تي”، تحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء. عملية التدريب هذه يمكن أن تنتج تلوثاً يعادل ما تنتجه عشرات السيارات طوال فترة استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات ضخمة. هذه المراكز تحتاج إلى كهرباء كثيرة لتشغيل الأجهزة وتبريدها. إذا كانت هذه الكهرباء تأتي من مصادر غير نظيفة، مثل الفحم، فإن التلوث يكون أكبر بكثير.
ماذا سيحدث في المستقبل؟
حاليا، مراكز البيانات حول العالم تستهلك حوالي 1 بالمائة إلى 2 بالمائة من الكهرباء العالمية. لكن مع زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 7 بالمائة أو حتى 10 بالمائة بحلول عام 2030. إذا لم نتحول إلى استخدام طاقة نظيفة، مثل الطاقة الشمسية أو الرياح، فإن التلوث سيزداد بشكل كبير.
ما الحل؟
يجب أن نبدأ في استخدام طاقة متجددة لتشغيل مراكز البيانات، ونحاول تحسين كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي حتى تستهلك طاقة أقل. إذا لم نفعل شيئاً الآن، فإن التكلفة البيئية للذكاء الاصطناعي ستكون كبيرة جداً على كوكبنا.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله