في سابقة هي الأولى من نوعها، نجح روبوت في دخول عالم الفن بقوة، حيث بيعت لوحة فنية مذهلة ابتكرها روبوت ذكاء اصطناعي يشبه الإنسان بمبلغ تجاوز حاجز المليون دولار… في مزاد علني في عصرنا الحديث، تخطت الروبوتات حدود الاستخدام التقليدي لتدخل مجالات الإبداع والابتكار، حيث باتت تنافس الإنسان حتى في عالم الفن، مؤكدة قدرتها على إنتاج أعمال فنية تحمل بصمة تقنية تجمع بين الدقة والخيال.
وهذا ما برهنته الروبوت المعروفة باسم آيدا Ai_da التي قامت برسم صورة لعالم الرياضيات الإنجليزي ألان (تورينغ) وبيعها بمبلغ تجاوز المليون دولار ووهي أول فنان روبوت يتم بيع أعماله في مزاد عالمي. لتسجل بذلك سابقة تاريخية في عالم الفن المعاصر اللوحة هي عمل فني أصلي تم إنشائه باستخدام كاميرات مدمجة في عيون الروبوت وبرمجيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بالإضافة أيضا إلى ذراعها الروبوتية.
في حوار فريد من نوعه، صرحت نفسها بأن القيمة الجوهرية لعملها تكمن في قدرته على إثارة حوار حول التقنيات المستجدة وأضافت أن العمل “يدعو المشاهدين للتفكير في طبيعة الذكاء الاصطناعي والحوسبة، وفي الوقت عينه النظر في التحدّيات الأخلاقية والاجتماعية لهذه التطوّرات، كما كشف إيدن ميلر، المشرف على تطوير الروبوت أن فكرة رسم (تورينغ) جاءت بمبادرة من الروبوت نفسه خلال مناقشة حول دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق الخير وفي مقابلة سابقة معها أثارت الدهشة بإجابتها عن سؤال حول قدرتها على الرسم من الخيال، حيث قالت:” أحب أن أرسم ما أراه… أرى أشياء مختلفة عن البشر لأنني لا أملك وعيًا”.
ويذكر أن اختيار (تورينغ) كموضوع للوحة يحمل رمزية خاصة، فقد كان من أوائل العلماء الذين حذّروا من مخاطر الذكاء الاصطناعي، ويأتي هذا البيع القياسي في وقت تشهد فيه سوق الفن العالمي تحولًا جذريًا نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الفن وطبيعة الإبداع البشري في عصر الآلات.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله
