
نظم مخبر تسيير المؤسسات بكلية العلوم الاقتصادية، التجارية وعلوم التسيير، بالتنسيق مع معهد العلوم الفلاحية بجامعة “جيلالي ليابس” سيدي بلعباس، ملتقى وطني حول المؤسسات الناشئة والابتكار في القطاع الفلاحي بقاعة المحاضرات “أ. مصطفى مشاب” بمديرية الجامعة، الملتقى الوطني تحت إشراف السيد مدير الجامعة أ.د بوزياني مراحي، عميد الكلية د. حفيظ فتحي، مديرة معهد العلوم الفلاحية أ.د خالدي أمينة وبرئاسة أ. ز. لعوج.
جرت فعاليات المؤتمر على مدار يومين لمناقشة دور المؤسسات الناشئة الزراعية لتفعيل الابتكار، من خلال تطوير نماذج للتنمية المستدامة لصالح الفلاحين والمزارعين ومساهمتها في تقديم الدعم الفلاحي، وجعله قادرا على تحسين إنتاجية العمل الفلاحي ذات طابع الاستراتيجي، بشكل يسمح له مواجهة الطلب المتزايد على المنتوجات الفلاحية والتحرر كليا من التبعية الغذائية.
وقد خلصت الدراسات إلى أن المؤسسات الزراعية الناشئة ساهمت في مواجهة التحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي والمرتبطة بالاستغلال العقلاني للثروات الطبيعية كالماء والتربة، وكذا انعكاسات التغيرات المناخية على أنظمة الإنتاج وفق الحلول العلمية والإبداعية التي تقترحها هذه المؤسسات الناشئة لبلوغ مرحلة الفلاحة الذكية والمستدامة، من أجل تعزيز الأمن الغذائي، بالإضافة إلى التخلص من الارتكاز على الاقتصاد الريعي.
هذا، وشارك عدة أساتذة باحثين من جامعات جزائرية كجامعة سعيدة، وهران، تلمسان ومعسكر على غرار جامعة “جيلالي ليابس” بسيدي بلعباس وبمشاركة فاعلين من القطاع الفلاحي.
البروفيسور “بوزياني مراحي”: (مدير جامعة جيلالي ليابس):
ذكر أن جامعتنا تتمتع برصيد غني يمكّنها من الارتقاء إلى أعلى المستويات، وقد أثبتت ذلك من خلال الجهود الكبيرة التي يبذلها الأساتذة الباحثون وطلبة الدكتوراه على مستوى الجامعة، خاصة في مجال الابتكار، ونلاحظ تقدمًا نوعيًا بفضل إسهام الأساتذة الذين أشرفوا على طلبة مبتكرين وتشكراتنا المستحقة على العمل الدؤوب الذي يقوم به الأساتذة.
هذا، ويلعب معهد العلوم الفلاحية يقول البروفيسور “بوزياني” دورًا محوريًا من خلال تكامله مع العلوم الاقتصادية، حيث يتشاركان في المجال العلمي والابتكار. هذا التوجه يؤكد على وجود خطوات ملموسة تهدف إلى تعزيز الإبداع ودعم المؤسسات الناشئة، مما يسهم في رفع مستوى الاقتصاد الوطني.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الحالي يركز على الابتكار ويتماشى مع التطورات الوطنية، مما يعكس اهتمام الميدان الفلاحي بالابتكار والإبداع والمساهمة في دعم المؤسسات الناشئة، وقد افتُتح معهد العلوم الفلاحية في سبتمبر 2023، وهو يخطو خطوات واعدة نحو تلبية الاحتياجات المحلية والجهوية والوطنية في القطاع الفلاحي من خلال التكوين، الابتكار، والإنتاج.
كما أن المعهد بدأ عمله بعدد محدود من الأساتذة المختصين، ومع ذلك شهد عدد الطلبة ارتفاع ملحوظ مقارنة بالعام الماضي. يسعى المعهد إلى الابتكار من خلال إنشاء مخابر بحثية، وهو يعمل على مشروع ارتقائه إلى مدرسة عليا في مجال الابتكار الفلاحي. كما أن مداخلات المؤتمر تصب في تعزيز الابتكار، مع التأكيد على ضرورة ألا تتوقف التوصيات عند حدود المؤتمر بل تتجاوزها لتُترجم إلى أفعال ملموسة.
الأستاذ “لعوج زواوي”: (رئيس الملتقى)
إن أهمية القطاع الفلاحي في الجزائر كأولوية استراتيجية، مؤكدا دوره كركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التحديات الاقتصادية، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على الاقتصاد الريعي، مبرزا أهمية القطاع الفلاحي الذي هو جزء من الأمن الوطني، ويسعى لتحقيق الأمن ألغدائي والاكتفاء الذاتي والمساهمة في الصادرات رغم المشاكل والتحديات التي يواجهها والجامعات والمعاهد والمخابر، يجب يقول الأستاذ “لعوج زواوي” أن تكون طرفا في إيجاد الحلول من خلال الكفاءات العلمية والتقنية وهذا بإدخال التكنولوجيا الحديثة والمبادرات الرقمية لتغيير أساليب الإنتاج والعمل وإنشاء مؤسسات ناشئة رقمية تحدث تحولا في نمط الإنتاج. كما أن المؤتمر يهدف إلى بناء تعاون بين الكليات والمعاهد والمخابر، ومناقشة إشكاليات إدارية وابتكارية بهدف تطوير القطاع الفلاحي، وتقديم مداخلات من أساتذة من مختلف الجامعات والمعاهد الزراعية لتقديم رؤى وحلول والتوجه نحو الاقتصاد العصري من النمط التقليدي إلى النمط العصري.
السيدة “خالدي أمينة”: (مديرة معهد الفلاحة بجامعة جيلالي ليابس)
تأتي أهمية الابتكار وتكنولوجيا حديثة في فتح أفاق جديدة لنمو وتطوير وتعتبر المؤسسات الناشئة في مجال الفلاحي محركا أساسا لهذه التغيرات، حيث تساهم في تقديم الحلول المبتكرة وتساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتوجات وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق المحلية والدولية، وأن دعم هذه المؤسسات هو ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع.
كما أشكر كافة المشاركين في هذا الملتقى واضطلع إلى أن يكون هذا اللقاء فرصة مثيرة لبناء شراكات استراتيجية وتعميق التعاون بين القطاع العام والخاص من أجل تحقيق أهداف المشتركة، وأن تكون لنا منصة لتبادل الأفكار وتحفيز الابتكار.
الأستاذة “يمينة بوشيخ”: (باحثة في المعهد الوطني في البحث الزراعي بسيدي بلعباس)
قدمت مداخلة قيمة خلال هذا الملتقى الوطني، حيث سلطت الضوء على مشروع الشركة الناشئة الذي تم تأسيسه في المعهد الوطني للبحث الزراعي بسيدي بلعباس. المشروع يتمحور حول تصنيع الجلود باستخدام البكتيريا، وهي فكرة مبتكرة تستند إلى استغلال النفايات وبقايا الأسواق لتغذية هذه البكتيريا، ما يعزز مفهوم الاستدامة والحفاظ على البيئة.
كما ركزت الأستاذة خلال مداخلتها على تشجيع الطلبة على استغلال مسارهم الدراسي لإنشاء مؤسسات ناشئة، خاصة في القطاع الفلاحي، من خلال تقديم حلول لإشكاليات حقيقية في هذا المجال، وضربت مثالاً بإنتاج السماد العضوي الذي يخدم الفلاحة البيولوجية، مشددة على أهمية تحويل الأفكار البحثية الأكاديمية إلى مشاريع عملية قابلة للتطبيق والتسويق.
الأستاذ “جلول زيدان”: (عضو اللجنة الوطنية لمتابعة الابتكار وأستاذ جامعي بجامعة سيدي بلعباس)
مشاركتنا في هذا الملتقى، يركز على موضوع الابتكار والمؤسسات الناشئة في القطاع الفلاحي، وقد أشار إلى أن هذا القطاع يُعدّ حساسًا ومهمًا جدًا في دعم الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن الهدف من الملتقى هو تسليط الضوء على مفهوم الابتكار في المجال الفلاحي وكيفية الاستفادة منه لدعم إنشاء المزيد من المؤسسات الناشئة. كما شدد الأستاذ “زيدان” على أهمية العمل مع الطلبة وتزويدهم بالإرشادات والأدوات اللازمة لتطوير مشاريع ريادية تسهم في تعزيز الإنتاجية والابتكار في القطاع الفلاحي.
الأستاذ “صاري حسون زكرياء”: (مدير مركز الطالب بجامعة تلمسان وعضو اللجنة الوطنية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال في الوسط الجامعي)
في هذا الملتقى الوطني حول المقاولاتية والابتكار، ركز الأستاذ في مداخلته على الدور الأساسي للمؤسسة الجامعية في التحسيس، التكوين، والمرافقة للطلبة من أجل تحقيق النجاح في عالم المقاولاتية وتقديم رؤية جديدة والهدف منها مساعدة الطلبة الجامعيين على النجاح من خلال مرافقة صحيحة وتهيئة بيئة مناسبة لتحفيز الأفكار الابتكارية، لتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتنفيذ على أرض الواقع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الزراعة، للإشارة إلى وجود دعم سياسي وبيئة منظمة تتيح الفرصة لتجسيد الأفكار والمشاريع على أرض الواقع .
مبسوط فتحي