تكنولوجيا

أسعار ألواح “الطاقة الشمسية”

قفزة كبيرة منتظرة سنة 2025...

يستلزم استشراف أسعار ألواح “الطاقة الشمسية” 2025 رصد ما شهدته الصناعة من تطورات دراماتيكية في الآونة الأخيرة، وتوجه السوق نحو إعادة ضبط تحركاتها لتجنب الأزمات المتكررة، التي أثرت في الشركات المصنعة والمستثمرين.

وتهيمن الصين على السوق العالمية لألواح “الطاقة الشمسية”؛ إذ تمتلك نحو 80 بالمائة من قدرات الإنتاج العالمية، بدء من مراحل سلسلة التوريد الشمسية العالمية من البولي “سيليكون” حتى المنتج النهائي؛ ما يجعل تحركاتها محورية في تحديد أسعار ألواح الطاقة الشمسية خلال المستقبل القريب.

تحسن ملحوظ في قطاع “الطاقة الشمسية

ووفقا لتطورات قطاع “الطاقة الشمسية” لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المُرجّح أن تشهد أسعار ألواح “الطاقة الشمسية” 2025 طفرة بسبب عدة عوامل متشابكة، تشمل تعافي الصناعة الصينية، ومبادرات التعاون بين الشركات الصينية الكبرى، وفرض الرسوم الجمركية الأمريكية، وعمليات الدمج بين الشركات الصغيرة.

ورغم ما تواجهه الصناعة من تحديات جسيمة، أبرزها فائض الإنتاج وحروب الأسعار؛ فإن توافق الشركات الكبرى على إنهاء المنافسة غير العادلة، بجانب عمليات الدمج بين الشركات الأصغر والضغوط الجمركية الأمريكية، قد يسهم في تحفيز أسعار ألواح “الطاقة الشمسية”. ومع قرب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وإمكان فرض رسوم جمركية جديدة، تزداد أهمية متابعة هذه التحولات وتأثيرها في الأسواق العالمية، ولا سيما أسعار ألواح “الطاقة الشمسية” 2025.

تسعير ألواح “الطاقة الشمسية

في ظل التحديات، دعت جمعية صناعة الطاقة الكهروضوئية الصينية إلى تسعير ألواح الطاقة “الشمسية” بشكل عادل، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة. وحثت الجمعية، وهي الهيئة الرئيسة لصناعة “الطاقة الشمسية” في الصين، في أكتوبر 2024، الشركات على ضبط تقديم عطاءات المشروعات. كما بدأت الشركات الكبرى، مثل “لونغي”، في الاستثمار بتقنيات جديدة لتحسين كفاءة منتجاتها وضمان قدرتها على المنافسة، رغم الأزمة الحالية.

ويرى رئيس شركة “لونغي” الصينية “لي تشنغ”، وأن صناعة “الطاقة الشمسية” في الصين وصلت إلى “نقطة تحول” بعد مدة طويلة من الأزمات الناتجة عن وفرة العرض وحرب أسعار ألواح “الطاقة الشمسية” الشرسة. وقال لي إن الأسعار بدأت بالفعل في الارتفاع مؤخرًا، ومن المتوقع أن تستغرق الصناعة عدة أشهر للوصول إلى تسعير عقلاني يعكس التكلفة الحقيقية للإنتاج.

أسعار ألواح “الطاقة الشمسية”

تعهدت كبريات الشركات الصينية بوقف حرب أسعار ألواح “الطاقة الشمسية”، التي أثرت سلبا في الصناعة، لا سيما بالأسواق الخارجية. وفي 26 نوفمبر 2024، أعلنت غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير المنتجات الإلكترونية خطط 22 شركة رئيسة؛ منها “ترينا سولار” و”لونغي” و”تونغوي”، لتشكيل لجنة لوضع حد للمنافسة غير العادلة والحفاظ على تدفق منظم للصادرات.

تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع المنافسة الصحية وضمان تدفق مستقر للصادرات من ألواح “الطاقة الشمسية”، ولا سيما إلى الدول التي تطبق تدابير حمائية مثل الاتحاد الأوروبي والهند.

من جهة أخرى، تتزامن هذه الخطوة مع تخفيض الحكومة الصينية للخصومات الضريبية على صادرات “الطاقة الشمسية”، من 13 بالمائة إلى 9 بالمائة، بدء من ديسمبر 2024. ورغم التأثير السلبي المتوقع في الأداء المالي للشركات على المدى القصير؛ فإن المحللين يرون في هذه السياسات فرصة لتوجيه التركيز نحو المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.توقعات أسعار ألواح “الطاقة الشمسية” 2025

عند رصد توقعات أسعار ألواح “الطاقة الشمسية” 2025، نجد أن الخبراء يرون أن عام 2025 سيكون مفصليا للصناعة؛ إذ قد تضطر الشركات الصغيرة غير القادرة على المنافسة إلى الانسحاب.

وفي هذا السياق، يتوقع رئيس شركة “هواسون إنرجي، شو شياوهوا”، أن يؤدي دمج الشركات الصغيرة إلى انتعاش أسعار ألواح “الطاقة الشمسية” 2025، وأن يمهد الطريق لاستقرار السوق.

في المقابل، يبدي آخرون تحفظهم على تفاؤل بعض المحللين؛ إذ يرى رئيس شركة “يونايتد سولار- تشانغ لونغين”، أن الوصول إلى نقطة توازن قد يتطلب 3 سنوات أخرى؛ نظرًا إلى المستويات الحالية من فائض الإنتاج.

“الطاقة الشمسية” في ظل التوترات التجارية وعودة ترامب

على الجانب الآخر من العالم، تبرز التوترات التجارية وعودة “ترامب” إلى رئاسة الولايات المتحدة عاملا رئيسا في التأثير في أسعار الألواح الشمسية 2025، وتشكيل مستقبل صناعة ألواح “الطاقة الشمسية”. إذ فرضت وزارة التجارة الأميركية، في مطلع أكتوبر 2024، تعرفة جمركية تبلغ 2.85 بالمائة على شركات تصنيع “الطاقة الشمسية” الفيتنامية المرتبطة بالصين، باستثناء 0.81 بالمائة على شركة بوفيت “سولار تكنولوجي ليمتد -Boviet Solar Technology Ltd”.

وفي 30 نوفمبر 2024، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية فرض رسوم جمركية تصل إلى 271 بالمائة على واردات “الطاقة الشمسية” من جنوب شرق آسيا، بزعم بيعها بأسعار غير عادلة. جاءت الإجراءات الأمريكية بعد تحقيقات حول ممارسات الإغراق وتلقي الدعم الحكومي في تلك الدول، ومن المتوقع صدور القرارات النهائية في تحقيقات التجارة خلال أبريل 2025، ومن الممكن زيادة الرسوم الجمركية التي قُيمت بشكل مبدئي أو خفضها أو رفضها تمامًا، وفقًا لنتائج التحقيقات.

ومع عودة دونالد “ترمب” لرئاسة الولايات المتحدة، الذي تعهد بفرض ضريبة استيراد بنسبة 60 بالمائة على السلع الصينية جميعها، قد تواجه بكين مزيدًا من الرسوم الجمركية على صادراتها إذا نفّذ “ترمب” تعهده، ما سيسهم في ارتفاع أسعار الألواح “الطاقة الشمسية” 2025.

وقال رئيس شركة “لونغي” الصينية لي تشنغو:” فيما يتعلق بموقف السياسة المستقبلية للولايات المتحدة، فمن المُتوقع أن يكون هناك حالة من عدم اليقين، ومن الصعب التنبؤ ونحن بحاجة إلى مراقبة التطورات وتأثيراتها في أسعار الألواح “الطاقة الشمسية” 2025″.

حياة ميرهان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى