الثـقــافــة

“Les princes d’Oran” فرقة نقافات شبابية تلهب الاعراس الوهرانية

النقافات جزء أصيل من الثقافة الموسيقية في غرب الجزائر، لاسيما في وهران وتلمسان  و سيدي بلعباس و غيرها من ولايات الغرب الجزائري حيث ارتبط حضورهم في الأعراس بطقوس لا غنى عنها. فالإيقاعات الصاخبة للبندير و”القلال” و”الدربوكة” ترافق دخول العروسين، بينما تعلو أصوات الزغاريد والأنغام لتمنح المناسبة طابعها الاحتفالي المميز. هذا الفن لم يكن مجرد موسيقى للرقص، بل طقس اجتماعي يعكس الهوية الجماعية ويجسد الفرح المشترك.


 

حيث لا يكتمل المشهد الاحتفالي في أعراس  الغرب الجزائري دون حضور “النقافات”، ذلك الفن الشعبي العريق الذي ارتبط بالدفوف والزغاريد والإيقاعات المدوية التي تُلهب حماس الحضور،ومن بين فرق النقافات ، برزت مجموعة شبابية في وهران يقودها عبد الصمد ورفاقه  تحت مسمى فرقة    ” Les princes d’Oran “الذين اقتحموا الميدان في سن العشرين بعد أن جمعتهم الصداقة وحب الموسيقى،اذ دخلت هذه الفرقة حسب احد اعضائها المجال وهم صغار، يقول “كنا أصدقاء قبل أن نشكل الفرقة، وتعلمنا أسرار النقافات بالممارسة والتجربة، حتى أصبحنا اليوم نحمل على عاتقنا مسؤولية إحياء هذا التراث”.

 

“Les princes d’Oran”  .. فرقة رجالية بروح شبابية

اختارت الفرقة الرجالية في وهران أن تعيد الاعتبار لهذا الموروث الموسيقي بطريقتها الخاصة، فمزجت بين الأصوات التقليدية واللمسات الحديثة. عبد الصمد يوضح: “أهم آلاتنا الموسيقية هي القلال، الرباع، الزمارة، الدربوكة، والنفار. نختار الأغاني والإيقاعات على حسب المنطقة التي ينتمي إليها أصحاب العرس، لأن لكل منطقة خصوصيتها.

ويضيف: “سلاحنا السري هو الزمارة، فهي الآلة التي ترفع حرارة القاعة وتضمن تفاعل الجمهور مباشرة”.

 

التراث بين الأصالة والتجديد

 رغم هيمنة الموسيقى العصرية في الأعراس الجزائرية، يرى أعضاء الفرقة أن الشباب لا يزالون يميلون إلى الطابع التقليدي. ويقول عبد الصمد: “على عكس ما يعتقد البعض، الأغنية التقليدية لها جمهورها بين الشباب أيضًا. نحن نحرص على إثبات هذا التراث، لكن بطريقة تتماشى مع أجواء اليوم”.

حيث تملك الفرقة قائمة طويلة من الأغاني التي ترافق بها العرسان  اللذان يرتديان كل من الجابادور و القفطان الجزائري ، وتحرص على أن تكون لكل حفلة تجربة مختلفة، حسب رغبات العائلات والجمهور.

 

مواقف لا تُنسى

 

إحياء الأعراس ليس مجرد عزف وغناء، بل هو تجربة مليئة بالمفاجآت. يروي عبد الصمد واحدة من أطرف المواقف: “في أحد الأعراس، فاجأنا العريس حين دخل القاعة مرتديًا قميصًا رياضيًا من نوع (لاكوست) بدلًا من البدلة الرسمية! لقد كان الموقف غريبًا وطريفًا في آن واحد، لكنه زاد الحفلة بهجة ومرحًا”.

 

إحياء الماضي برؤية المستقبل

اليوم، يسعى هؤلاء الشباب إلى تثبيت مكانة النقافات الرجالية في الساحة الفنية، ليس فقط كفلكلور تقليدي، بل كجسر يربط الماضي بالحاضر. إنهم يقدمون نموذجًا جديدًا يثبت أن التراث الشعبي قادر على التجدّد والعيش في قلوب الأجيال القادمة.

فبين القلال والدربوكة، وبين الزمارة والنفار، يواصل هؤلاء النقافات الشباب رسم البهجة في أعراس وهران، مؤكدين أن الفن حين يُمسك بيد الشباب، يظل حيًا نابضًا، ويزداد إشعاعًا.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى