
تحولت للفضاءات العمومية والثقافية إلى لوحة فسيفسائية غاية في الروعة، لونتها المعروضات التي نظمها سكان مدينة وهران احتفاء بقدوم السنة الأمازيغية الجديدة.
حيث شهدت بهو قاعة سينما المغرب معرضا جميلا، تضمن مأكولات تقليدية، حلي وملابس واكسسوارات تقليدية تركز إلى الهوية الأمازيغية التي مناطق شمال افريقيا خاصة. كما احتضنت قاعة سينما السعادة نشاطا فكريا يتمحور حول الحكواتي، الذي تطرق إلى الهوية الأمازيغية التي تمثل عنصرا أساسيا في تاريخ وهوية الجزائر، فيما احتضنت دار الثقافة والفنون “زدور ابراهيم” نشاطات متنوعة، أهمها تلك الندوات والمحاضرات التي قدمتها إطارات أكاديمية، إلى جانب لوحات فنية أبرزت مختلف العناصر المادية المشكلة للهوية الأمازيغية، من خلال إبراز مفاتن المرأة الجزائرية وهي ترتدي الأزياء التقليدية (النايلي، الشاوي، القبائلي، الترقي…) تزينها الاكسسوارات على غرار الأساور، الخواتم، الخلخال، العقد….، المتميزة بألوان وزخارف معينة، تجعل كل من ترتديها تشير إلى الهوية الأمازيغية مباشرة.
أسواق تتحول إلى لوحات أمازيغية
وعشية الاحتفال بليلة أول يناير من السنة الأمازيغية الجديدة، تحولت الأسواق اليومية إلى لوحات فنية تزركشها مختلف السلع المعروضة التي توضح مدى تنوع الموروث الثقافي الجزائري.
حيث عرفت تلك الأسواق ازحاما بشريا كثيفا، صنعته النساء خاصة في رحلة بحثهن عن “الرقاق” الذي تشبه أوراقه اوراق “الدول”، لكن الرقاق يحضر من طرف نساء متخصصات في البيت، ولطبخ طبق “الرقاق” يجب توفر الدجاج وبعضهن تستعمل اللحم، وتكون مرقه بيضاء باللفت والحمص أساسا إلى جانب بقية الخضر ما توفر منها مثل طبق الكسكسي، وكذا الحبوب الجافة لتحضير الشرشم، إلى جانب شراء مختلف أنواع المكسرات و الحلويات لتحضير سهرة الليل المرفوقة بالشاي، وشراء اللباس الأمازيغي لأولادهن.
وتكون الفرجة ممتعة أكثر لدى العائلة التي يوجد بها صغار، حيث يلبس الأطفال اللباس الأمازيغي، وبعد انتهاء العشاء، المعد أساسا من الشرشم الذي يطيح بالبقوليات والحبوب الجافة اهمها القمح، أو الرقاق، تبدأ السهرة يجلس الطفل الأصغر في وسط قصعة وأفرغ عليه المكسرات المخلوطة بالحلويات، وسط التصفيق والغناء، وحتى الفواكه، لتقسم بعدها في أكياس صغيرة فردية، ويحافظ بحق الشخص الغائب إلى حين عودته، وذلك في رمزية إلى تواصل ترابط أفراد العائلة والقيام بفال قدوم سنة مليئة بالأمطار والخير والبركات.
ميمي قلان