الصحةتكنولوجيا

خبراء الصحة يؤكدون على استشارة التطبيقات الذكية لا تغني عن زيارة الطبيب

فيما حذر الأطباء من مخاطر التشخيص الطبي عبر الذكاء الاصطناعي

حذّر مختصون في المجال الطبي من تزايد الاعتماد على برامج الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي” و”ديب سيك“، في تشخيص الأمراض ووصف العلاجات دون الرجوع إلى الأطباء، مشيرين إلى المخاطر المحتملة لهذه الظاهرة على صحة الأفراد.

وأوضح عدد من الأطباء أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المرضى الذين يراجعون العيادات بعد اعتمادهم على هذه التقنيات في تحديد حالاتهم الصحية وتناول أدوية غير ملائمة، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وأكدوا أن هذه التطبيقات لا تزال غير قادرة على إجراء الفحوص السريرية، أو تحليل الأشعة، أو تفسير التاريخ المرضي بدقة، وهي عوامل ضرورية للوصول إلى تشخيص طبي سليم.

توفير الوقت والتكاليف على حساب الصحة

من ناحية أخرى، أشار مستخدمون لهذه التطبيقات إلى أنهم يعتمدون عليها لتوفير الوقت والجهد، والحد من تكاليف زيارات المستشفيات، لكنهم في الوقت ذاته يشعرون بالقلق من احتمال تلقيهم تشخيصات أو أدوية غير دقيقة. محمد الخاجة، أحد المستخدمين، أوضح أنه استشار “شات جي بي تي” بعد معاناته من آلام في الظهر والمفاصل، حيث حصل على قائمة بأسباب الأعراض والعلاجات المقترحة، وحين عرضها على طبيبه، تبين أن بعض الأدوية الموصى بها كانت مناسبة لحالته. بينما ذكر جمال منصور، الذي يعتني بوالده المسن، أن هذه التطبيقات ساعدته في اتخاذ قرارات أولية بشأن صحة والده، خاصة أن بعضها أوصاه بمراجعة الطبيب في حالات حرجة، مثل ارتفاع ضغط الدم.

التشخيص الذاتي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة

وفي هذا السياق، أكد الدكتور عادل سعيد سجواني، استشاري طب الأسرة، أن الذكاء الاصطناعي يشكل أداة مساعدة في التثقيف الصحي، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن الأطباء في التشخيص والعلاج. وأضاف أن بعض المرضى يعتمدون على هذه التقنيات بشكل كامل، رغم أن دراسة يابانية أجريت عام 2024 أظهرت أن دقة إجابات هذه التطبيقات لا تتجاوز 80 بالمائة، مما يعني أن نسبة الخطأ قد تعرض حياة المرضى للخطر.

من جانبه، أوضح الدكتور عنان لايكا، أخصائي الأمراض الباطنية والكلى، أن هذه التقنيات غير قادرة على مراعاة الفروقات الفردية بين المرضى، حيث قد تظهر الأعراض نفسها عند شخصين لكن لأسباب طبية مختلفة، ما قد يؤدي إلى توصيات علاجية غير مناسبة. أما الدكتورة سارة سليمان، استشارية الغدد الصماء والسكري، فحذّرت من اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في الحصول على وصفات طبية لأدوية السمنة، مؤكدة أن السمنة مرض معقد مرتبط بأمراض خطيرة مثل السكري والسرطان، ولا يمكن معالجته دون إشراف طبي مباشر.

بين الفائدة والمخاطر.. كيف يمكن الاستفادة بحذر؟

في المقابل، يرى المختصون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة داعمة للأطباء في تحسين جودة الرعاية الصحية، لكنه لا يجب أن يكون بديلاً عن الفحص السريري والاستشارة الطبية المباشرة. وينصحون المرضى باستخدام هذه التقنيات لأغراض تثقيفية فقط، مع التأكد من مراجعة الطبيب قبل اتخاذ أي قرارات علاجية قد تؤثر على صحتهم.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى