لك سيدتي

الـشركة سطّرت مخطّطاً طموحاً لتوسيع تواجدها أكثر في السوق الوطنية والـدولــية

"الخروب" التلمساني ثروة اقتصادية تصدّر إلى أكثر من 45 دولة من أنحاء قارة العالم

عـرفـت الطبعة الثالـثة لصالون الغـرب للإنتاج والتصدير”West Export“، الذي احتضنه قـصـر الفـنون والمعارض بتلمسان على مدار 03 أيام متتالية إقـبال كبير من قبل المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين، إلى جانب الجمهور الزائر لهذا المعرض، تحت شعار “الاستثمار في خدمة التصدير” مشاركة 130 مؤسسة من 16 ولاية من غرب وجنوب غرب الوطن ينشطون في مختلف المجالات الصناعـية، وكذا مشاركة مؤسسات التـأمين والبنوك ومؤسسات ناشطة في مجال التصدير وجامعة أبي بكر بلقايد لتلمسان، تم خلاله عرض المنتجات الوطنية المؤهلة للتصدير، بهدف تعزيز المنتجات الوطنية ودعم الصادرات خارج قطاع المحروقات، فضلا على تعزيز فرص الشراكة والاستثمار في مختلف القطاعات، كما انه كان فرصة سانحة لرجال الأعمال، الصناعيين والمصدرين الراغبين في توسيع ولوج منتوجاتهم نحو الأسواق العالمية.

وقـد تم على هامش هذه الطبعة الثـالـثـة من الصالون تصدير حاويات من مسحوق “الخروب” ومشتقات الزنك نحو دول أوروبية وآسيوية، حيث تقـدّر كمية مسحوق “الخروب” التي تم تصديرها إلى بلد “لاوس” بآسيا بأزيد من 22 طنا.

الشركة حـوّلت مادة “الخروب” إلى ملايين الدولارات

 

شركة “بوبلنزة Boublenza” للصناعات التحويلية الغذائية، هي شركة جزائرية 100 في المائة، مقـرها ولاية تلمسان وهي ثاني أكبر مؤسسة جزائرية ناشطة في قطاع الصناعة التحويلية الغذائية، وأوّل مصدّر للمنتجات الفلاحية الغابية “الخروب” في الجزائر منذ سنة 1994، والثانية عالمياً، حيث كانت بدايتها بالتحويلات الأوّلية لمنتوج “الخروب” وتصديره إلى الخارج (خام)، وهذا بعد تكسيره إلى أجزاء صغيرة لفائدة الصناعيين والمستثمرين الأجانب، ومن ثمّ في 2008 تمّ التفكير في الخوض في عمليات التحويل الصناعي لمادة الخروب بأرض الوطن، لما له من مكاسب وإيجابيات عدة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، منها خلق الثروة وإعطاء قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، مع تعزيز قيمة الصادرات الوطنية خارج المحروقات، إلى جانب خلق فرص استثمار ومناصب شغل جديدة، والمساهمة في امتصاص معـدّلات البطالة.

الـشركة سطّرت مخطّطاً طموحاً لتوسيع تواجدها أكثر في السوق الوطنية، بعد سنوات طويلة من النشاط في هذه الشعبة “الخروب”، مكّنتها من اكتساح عشرات الأسواق الأجنبية، حيث تعـزم الشركة على غرس 10 ملايين شجرة “الخروب” في غضون العام 2035، إلى جانب إطلاق منتجات جديدة تضاف إلى مسحوق “الخروب” (كاروما) الذي تنفرد الشركة بإنتاجه وتصديره عالمياً، منها مكمّل غذائي طبيعي مستمدّ من مادة “الخروب”، يتمّ الإعـداد لإنتاجه وتسويقه محلياً ودولياً، بعدما استوفى كافة الشروط والمواصفات الصحية اللاّزمة.

تصدير مسحوق “الخروب” ومشتقات أخرى إلى أزيد من 45 دولة

واعـتبر صاحب مؤسسة إنتاج “الخروب” السيد بـولـنـزة شـكـيـب، أن سنة 2025 ستكون سنة تصدير في إطار مشروع رئيس الجمهورية للوصول إلى 30 مليار دولار في سنة 2029، مبرزا في ذات السياق أن الشركة التي تأسست سنة 1994 تصدّر حاليا منتوجها من مسحوق “الخروب” ومشتقات أخرى إلى أزيد من 45 دولة على غرار تايلاندا وفيتنام وكوريا واستراليا وماليزيا وألمانيا وروسيا وكندا ونيجيريا وغانا، إلى جانب دول من أمريكا اللاتينية بمعـدل 50 حاوية شهريا بمقـدار 17 إلى 22 طن في الحاوية الواحدة، مضيفا انه بفضل كل التسهيلات التي منحتها الدولة الجزائرية في مجال التصدير وعلى رأسها مديرية الجمارك تلمسان، الغـزوات ووهران وفي كل أنحاء الوطن تقوم سنويا بــ 200 عملية تصدير سنويا، حيث تقوم مصالح مديرية الجمارك بالتنقل إلى عين المكان في المصنع للقيام بالإجراءات الإدارية والتصريح، ومن المصنع توجه مباشرة إلى الباخرة باتجاه البلد المستورد، وهذه العملية سمحت لنا على حـدّ ـ قـولــه ـ بالتخفـيف من الإجراءات الإدارية، وكـذا التقليل من التكلفة اللوجيستية، كما أن المؤسسة تـقـوم بشراء “الخروب” ولديها 150 هكتار من أشجار الخروب منها 80 هكتار ببلدية بوحلو، و60 هكتار ببلدية زناتة إلى جانب مشتلة بها 200 ألف شجـرة خـروب.

مـساعي لتقوية للإنتاج الحلّي الوطي للتقليل من استيراد “الخروب”

مادة “الخروب” ثروة حقيقية يجب الاهتمام بها وتثمينها، لما له من مزايا ومكاسب عديدة سواء تعلق الأمر بالاستهلاك المباشر، نظراً لفوائدها الصحية الكثيرة والمتعددة، أو تحويلها صناعياً إلى مسحوق، لتدخل كمادة أساسية في إنتاج الحلويات والمرطبات المختلفة، وهذا كبديل حقيقي لمادة “الكاكاو” المستوردة بكثافة لذلك، فإن المستهلك الأجنبي اليوم على دراية تامة بمزايا وإيجابيات مادة “الخروب” صحياً واقتصادياً، وهذا ما يفسر استيراد عشرات البلدان التي نتعامل معها لشحنات معتبرة من هذا المحصول كل سنة، إلى جانب ذلك، يعتبر الخروب وبقاياه الصناعية غذاءً فريداً للمواشي والأنعام، ما يعني أنّ لا شيء يمكن رميه من هذه المادة.

ما لا يدركه الكثيرون أنّ مادة “الخروب” مادة استهلاكية صحية، تستخدم كبديل لمادة الكاكاو المستوردة بكثافة في الجزائر وببلدان العالم، في هذا الإطار، ومن أجل تغطية الجزائر احتياجاتها من هذه المادة الأساسية في إنتاج الحلويات والمرطبات وكذا الشكولاطة، وباستبدال جزء من هذا المحصول المستورد بمسحوق “الخروب” المنتج محلياً، والذي لا يختلف كثيراً عن مسحوق الكاكاو في ميزاته واستخداماته، وبتسعيرة أقل بنسبة الثلث، تكون الجزائر قد كسبت ملايين الدولارات كانت ستهدر على الاستيراد، إلى جانب أن ذلك سيدعم كذلك الإنتاج المحلي، ويخلق مزيداً من الفرص والوظائف، ويعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، كما أنّ سعر مسحوق الخروب الذي سيكون بمثابة بديل لواردات الكاكاو، يسوّق للصناعيين في الجزائر بثمن لا يتجاوز 250 دينار للكيلوغرام بينما الكاكاو تصل تسعيرته إلى 650 دينار للكلغ، دون حيازته لمواصفات الجودة والنوعية المطلوبتين.

إطلاق استثمارات جديدة في الأفـق القريب لمنتوج “الخروب”

هذا وتحوز شركة “بوبلنزة Boublenza” على منتج ” الخروب” الوحيد والفـريد، يتم تسويقه محلياً ودولياً، ويحمل العلامة التجارية (كاروما)، لكنها تسعى اليوم إلى تعزيز استثماراتها وفرض تواجدها أكثر داخل السوق الوطنية، بعدما أضحت منتجاتها مسوقة في خمس قارات، على غرار يريطانيا، كندا، الولايات المتحدة، أستراليا، فرنسا، إسبانيا، روسيا، تايلاند، فـيتنام…وعـربيا سلطنة عمان وسوريا.

وفي هذا الإطار، الشركة بصدد إطلاق استثمارات جديدة في الأفــق الــقريب، حيث سطّـرت الشركة مشروعاً للخوض في إنتاج “المنتجات الممزوجة بالحليب ومشتقاته”، وهذا لتكون مادة مسحوق الخروب الطبيعي والمغذي بديلاً عن الشكولاطة في عدة منتجات يتم صناعتها بالحليب، مع العلم حسب صاحب مؤسسة إنتاج الخروب السيد بـولـنـزة شـكـيـب، فإنّ كافة منتجات الشركة معتمدة دولياً، وتحوز على شهادات تثبت جودة ونوعية منتجاتها مقدمة سمن كبرى المعاهد والمؤسسات، مما يسهل لها عمليات التسويق داخل الجزائر وفي مختلف الأسواق العالمية، منها شهادة ISO 9001″، إيزو 22000″،  FSSC 22000″، Bio حلال، إلى جانب شهادة HACCP للصناعات الغـذائية،

التتطـلّع إلى غرس 10 ملايين شـجـرة “الخروب” في غضون العام 2035

وقـصـد تحقيق تطـلّـعاتها المستقبلية لهاته المشاريع التي تدخل في إطار تنمية الاقتصاد المحلي وتشجيع الإنتاج المحلي، وكذا تـقـوية الإنتاج الوطني من مادة “الخروب” وتعزيزه أكثر، تماشيا مع توسع قدرات الإنتاج الخاصة بالشركة وفروعها، تتطلع شركة “بوبلنزة Boublenza” في سياق توزيع نشاطها الزراعي لهذه المادة إلى غـرس 10 ملايين شجرة “الخروب” في غضون العام 2035، وهذا من أجل دعم وتشجيع الإنتاج الوطني، وكذا كبح أي ندرة محتملة من هذه المادة، وكانت البداية من خلال الاتفاقـية المبرمة مع المديرية العامة للغابات، والتي تسلّمت أكـثر من 100 ألف شجرة “الخروب” من مشتلة شركة “بوبلنزة”، بغرض إعادة غرسها في الغابات، مما سيتيح في المستقبل مضاعـفة المنتوج، إلى جانب الحـفاظ على البيئة والغطاء النباتي، إلى جانب ذلك، منحت شركة “بوبلنزة” الفلاحين والمستثمرين في الأشجار الغابية عـددا من أشجار “الخروب”، ومرافـقة مشتلة الشركة للفلاحين خلال مراحل غـرس أشجار “الخروب”، ومرافقتهم بالتكنولوجيا والتكوين والتدريب اللازم من أجل الإلمام أكثر بهذه الشعبة الفلاحية، وهذا يندرج في إطار المساعي والمبادرات الهادفة إلى تشجيع ومرافقة المنتجين لمادة “الخروب”، كما خصّصت الشركة فضاءً لبيع أشجار “الخروب” على مستوى مشتلتها، مسطرةً مبلغاً رمزياً بـ 50 دينار فقط للشجرة، وهذا من أجل التحفـيز على غـرس مثل هذه الأشجار ذات الفوائـد البيئية والاقـتصادية الكـثيرة.

الشركة تتوّج مرتين بجائزة “أفضل مصدّر جزائري” لمنتوج “الخروب”

توّجـت شركة “بوبلنزة Boublenza” للصناعات التحويلية الغذائية مرتين بجائزة “أفضل مصدّر جزائري” لمنتوج “الخروب”، وهذا بعد تحقيقها لصادرات وطنية من منتجات الخروب بقـيمة 08 مليون دولار، حيث تحتل المرتبة الثانية عالمــيا في إنتاج وتسويق مسحوق “الخروب”، والذي تمكّن من اكتساح أكثر من 45 سوقاً عالمية، بفضل مواصفات الجودة والنوعـية والسلامة الصحية التي يتمتع بها، حيث أنّ جميع الوسائل والتقنيات المستخدمة خلال مراحل التصنيع والإنتاج لمسحوق الخروب يتم إنتاجها وتطويرها محلياً، على يد كفاءات وسواعد جزائرية، منهم مهندسين وتقنيين وخريجي مختلف المعاهد والجامعات، كما تعتبر الشركة أول شركة جزائرية خاصة أنشأت مركز أبحاث وتطوير (R and D) خاص بها في مجال الصناعة الغذائية، وهذا حرصاً منا على جودة ونوعية المنتوج، والسهر كذلك على احترامه كافة الشروط والمواصفات المتعلقة بالاستهلاك التصدير، مما مكنها ذلك إبرام عـدة إتفاقـيات مع معاهد بحثية جزائرية وأجنبية، من أجل العمل دائماً على ترقية المنتوج، وتسهيل ولوجه الأسواق الخارجية، بما فيها اتفاقية مع معاهد في تلمسان، العاصمة، وأخرى مع معهد فرنسي يسيره أحد الكفاءات الجزائرية المقيمة هناك.

وبالنسبة للإنتاج، فإنّ ثلاث ولايات تستحوذ اليوم على حصة 70 في المائة من إجمالي إنتاج مادة “الخروب” المسوّق لفائدة شركة “بوبلنزة”، وهي كل من تيزي وزو، بجاية وبومرداس، هذا ما جعل الشركة تفتتح هناك مستودعات لشراء وتخزين محصول “الخروب” خلال موسم الجـني، والمتمثلة من شهر جويلية إلى نهاية شهر سبتمبر.

أمــيــر. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى