تكنولوجيا

قطاع التربية في الجزائر

متى سيتم الاستغناء عن الوثائق الورقية من خلال  التحول الرقمي؟

في الوقت الذي يشهد فيه قطاع التربية خطوات متسارعة نحو التحول الرقمي، أصبحت المنصات الإلكترونية أداة رئيسية لتسجيل التلاميذ في المدارس، ما أدى إلى تبسيط الإجراءات وتقليص الوقت والجهد المبذولين من قبل أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية. ومع ذلك، تبرز تساؤلات متكررة بين أولياء الأمور حول سبب استمرار الطلب على الوثائق الورقية كإثبات على تسجيل أبنائهم، رغم إتمام العملية بشكل كامل عبر هذه المنصات الرقمية.

على الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق رقمنة شاملة في قطاع التعليم، إلا أن الواقع يفرض بعض التحديات التي تجعل الاعتماد على الأوراق في بعض المراحل ضرورة لا يمكن تجاوزها. وهذا ما أكدته مسؤولة الرقمنة لولاية تلمسان لجريدة “البديل”، خلال الندوة الجهوية لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية الوطنية بوهران، حيث صرحت: “لا ينبغي إلغاء المرجعية الورقية بشكل كامل، فهي لا تزال تُعدّ أرشيفًا هامًا يُكمل الأرشيف الرقمي، فالرقمنة تُعد وسيلة فعّالة لتسهيل الإجراءات في قطاع التربية، لكنها لن تُلغي الدور الأساسي للوثائق الورقية.”

كما أن الوعي بالرقمنة لدى أولياء الأمور يعد من العناصر الأساسية لتحقيق نجاح التحول الرقمي في قطاع التعليم. فبمجرد أن يدرك الآباء أهمية المنصات الرقمية وكيفية استخدامها بشكل صحيح، سيصبحون قادرين على متابعة سير عملية تسجيل أبنائهم في المدارس وتقديم المستندات اللازمة دون الحاجة إلى المعاملات الورقية التقليدية. وفي هذا السياق، صرح “محمد كمال”، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية أولياء التلاميذ، قائلاً: “من أجل الوصول إلى “صفر ورقة” في عمليات التسجيل والتعاملات الإدارية، من الضروري أن يكون لدى أولياء الأمور وعي كافٍ بالمنصات الرقمية والفضاء الإلكتروني المخصص لتسجيل أبنائهمّ.

في البداية، كان العديد من أولياء الأمور يشعرون بالارتباك من هذه الفضاءات الرقمية الجديدة، ويعتقدون أن الإجراءات التقليدية مثل استخدام الأوراق والتسجيل المباشر في المدارس هي الطريقة الوحيدة. ، صرحت “قاسمي ليلى”، مسؤولة الرقمنة بقطاع التربية لولاية وهران، قائلة: “بين التحديات التي تم تسجيلها، واجه أولياء الأمور في البداية صعوبات خلال عملية تسجيل أبنائهم بسبب قلة وعيهم بالفضاء الرقمي والمنصات الإلكترونية المخصصة لذلك. غير أن هذه الصعوبات بدأت في التلاشي تدريجيًا، حيث أصبح الأولياء أكثر اعتيادًا على استخدام هذه المنصات”.

ومع مرور الوقت وتحسن الخدمات، بدأت هذه الصعوبات تتناقص، حيث أصبح أولياء الأمور أكثر دراية بكيفية استخدام المنصات الرقمية، مما ساهم في تسهيل العملية، وقد أكد وسيم الوسيط الجمهورية رياض خدام أنه تم تقليص استخدام الأوراق بشكل كبير، إلا في حالات خاصة. وأضاف قائلاً: “تهدف الحكومة إلى الوصول إلى “صفر ورقة” في المعاملات، حيث نعمل جاهدين على تبني هذا التحول الرقمي”.

مع كل هذه الجهود، يبدو أن قطاع التربية في طريقه لتحقيق تقدم ملموس نحو التحول الرقمي الكامل، مما سيعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية، ويعزز من تحسين جودة التعليم والإجراءات الإدارية ذات الصلة.

انطباعات

على هامش فعاليات الندوة الجهوية لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية الذي احتضنته ثانوية “العقيد لطفي”، بوهران يومي الأحد والإثنين الماضيين، التقت جريدة “البديل” مع بعض الفاعلين في القطاع وكانت هذه تصريحاتهم:

السيد عبد القادر أوبلعيد (مدير التربية):

“كان من الضروري القيام بعملية تقييم شاملة لهدا التحول الرقمي في قطاع التربية بهدف تحسين الأداء وتطوير الخدمة العمومية التربوية لتكون أكثر جودة وملاءمة لاحتياجات المواطن.

أحد المحاور الرئيسية التي نعوّل عليها في هذه الندوة هو محور الصعوبات والتحديات، حيث سيتم مناقشة اقتراح البدائل وآليات التحسين، بالإضافة إلى توسيع نطاق الرقمنة عبر إضافة محاور أخرى لتحقيق تكامل رقمي شامل. تهدف هذه الندوات إلى الوصول إلى نموذج رقمي متكامل لإدارة القطاع بحلول عام 2025، بما يعزز استعداد القطاع لمتطلبات المستقبل القريب، وذلك في إطار استراتيجية الدولة الشاملة للرقمنة”.

 

السيد رياض خدام (وسيط الجمهورية):

“لاحظنا نحن كهيئة وسيط الجمهورية تراجعًا ملحوظًا في عدد العرائض الموجهة إلى قطاع التربية، خاصة خلال العام الخامس، إلى جانب انخفاض الشكاوى المتعلقة بهذا القطاع.

ويعكس هذا الإنجاز نجاح التحول الرقمي في قطاع التعليم، لا سيما فيما يتعلق بتسجيل التلاميذ وتحويلهم عبر البوابات الرقمية. ونسعى لتحقيق هدفنا الطموح المتمثل في الوصول إلى “صفر ورقة” في جميع المعاملات الإدارية  لتقديم خدمات عصرية وفعالة”.

 

السيد كمال محمد (رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ لولاية وهران):

“يجب أن تنظم حملات توعوية وتحسيسية موجهة لأولياء التلاميذ بهدف تعريفهم بالمنصات الرقمية واستخداماتها. وتتوفر حاليًا 120 مدرسة ابتدائية على جمعيات أولياء التلاميذ، بالإضافة إلى 45 متوسطة و66 ثانوية.

كما تبذل الفيدرالية جهودًا حثيثة من خلال التواصل مع رؤساء المؤسسات التعليمية للتنسيق والعمل على تأسيس جمعيات أولياء التلاميذ في المؤسسات التي لا تزال تفتقر إلى هذا الإطار”.

 

السيدة قاسمي ليلى (مسؤولة الرقمنة في مديرية التربية لولاية وهران)

“واجه أولياء الأمور صعوبات في البداية عند تسجيل أبنائهم في المنصات الرقمية، ويعود ذلك إلى نقص الوعي باستخدام الفضاء الرقمي. ومع ذلك، بدأت هذه الصعوبات في الانحسار بسبب اعتياد الأولياء على هده المنصات.

تسعى هذه الندوة إلى تسليط الضوء على أبرز التحديات والمشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم والعاملون فيه، وذلك بهدف طرح حلول فعالة لها. كما سيتم إعداد تقرير شامل يتضمن هذه القضايا ورفعه إلى الوزارة للنظر فيها ومعالجتها”.

 

 مسؤولة الرقمنة لولاية تلمسان:

“نتطلع بحلول عام 2025 إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية بفضل تعزيز ثقافة الرقمنة وانتشارها بشكل أوسع.

ورغم أننا في المرحلة الأولى، فقد حققنا خطوات كبيرة نحو هذا الهدف، ومع تضافر الجهود مستقبلاً، سنتمكن من الوصول إلى نتائج مميزة تُسهم في تحسين الأداء والخدمات المقدمة في القطاع”.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى