تكنولوجيا

لماذا تحولت بعض الأعمال الخيرية إلى “عروض” على السوشيال ميديا؟ 

رمضان وفعل الخير:

لماذا تحولت بعض الأعمال الخيرية إلى “عروض” على السوشيال ميديا؟ 

رمضان هو شهر العطاء والتضامن، حيث يتضاعف فيه الشعور بالآخرين ويزداد الإقبال على فعل الخير. لكن في السنوات الأخيرة، لوحظ تحول غريب في طريقة تقديم هذه الأعمال الخيرية. بدلًا من أن تكون أفعالًا خالصة لمساعدة المحتاجين، أصبحت بعض المبادرات تقدم كـ”عروض” على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار انتقادات واسعة من قبل المستخدمين.

شاهدني وأنا أطعم الفقراء

في رمضان، تكثر المنشورات التي تظهر أشخاصا وهم يوزعون وجبات إفطار أو تبرعات على المحتاجين، مع تعليقات مثل “شاركونا بركة العطاء” أو “لحظة إفطار مع الأيتام”. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون: إذا كان الهدف الحقيقي هو مساعدة المحتاجين، فلماذا نحتاج إلى تصوير كل تفصيلة ونشرها للعالم؟

الكثير من المستخدمين لاحظوا أن هذه المنشورات تتحول أحيانًا إلى منافسة على من يقدم “أفضل” صورة أو فيديو، بدلًا من التركيز على القيمة الحقيقية للعطاء. البعض يرى أن هذه الأفعال لم تعد تهدف إلى مساعدة المحتاجين بقدر ما تهدف إلى جذب الانتباه وجمع الإعجابات.

هل نحن نساعد الفقراء أم نستغلهم؟

من أكثر الانتقادات التي يوجهها مستخدمو الإنترنت هي استغلال صور المحتاجين في هذه المنشورات. عندما يتم تصوير الفقراء وهم يتلقون المساعدة، قد يشعرون بالإهانة أو الاستغلال. فعل الخير يجب أن يحافظ على كرامة الإنسان، وليس أن يحوله إلى مجرد “ديكور” في صورة تهدف إلى جمع المتابعات.

بعض المعلقين تساءلوا:” إذا كان الهدف هو فعل الخير، فلماذا لا يتم ذلك في الخفاء؟ لماذا نحتاج إلى نشر كل شيء؟”. هذه التساؤلات تعكس شعورا عاما بأن بعض هذه الأعمال فقدت قيمتها الحقيقية وتحولت إلى مجرد وسيلة للتفاخر.

 رمضان ليس شهر الإعجابات

رمضان هو شهر الروحانيات والإخلاص، وليس شهر المنافسة على الحصول على أكبر عدد من الإعجابات. الكثير عبروا عن استيائهم من تحول بعض الأعمال الخيرية إلى “عروض” تهدف إلى تعزيز الصورة الشخصية بدلًا من مساعدة الآخرين. قال بعضهم:”رمضان فرصة لنعطي بقلوبنا، وليس بكاميراتنا”. آخرون تساءلوا: “هل نحن نطعم الفقراء لأننا نريد مساعدتهم، أم لأننا نريد أن يرى الناس أننا نطعم الفقراء؟”.

العطاء الحقيقي لا يحتاج إلى كاميرا 

في النهاية، يتفق الأغلبية على أن فعل الخير الحقيقي هو ذلك الذي يُفعل في الخفاء، دون انتظار شكر أو إعجاب. رمضان هو شهر العطاء والتضامن، وليس شهر التفاخر والاستعراض.

لذا، قبل أن تنشر صورة أو فيديو لعملك الخيري، تذكر أن العطاء الحقيقي لا يحتاج إلى كاميرا، بل يحتاج إلى قلب نقي ونية صادقة. فلنحافظ على روح رمضان الحقيقية، ولنجعل أعمالنا الخيرية خالصة لوجه الإنسانية، بعيدًا عن الأضواء والمنافسات.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى