تكنولوجيا

مشروع  الذكاء الاصطناعي “ستارغيت” 

مبادرة ضخمة بقيمة 500 مليار دولار

في خطوة تُعد بمثابة تحوّل استراتيجي هام في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن تدشين مشروع “ستارغيت”، وهو مبادرة ضخمة بقيمة 500 مليار دولار تهدف إلى تطوير بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الأربع القادمة.

هذا المشروع، الذي يشابه في طموحه برنامج “الصفقة الجديدة” الذي أطلقه الرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” في ثلاثينيات القرن الماضي، يعد ركيزة أساسية في تعزيز قدرة الولايات المتحدة على منافسة القوى الكبرى في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي. ووفقًا للمصادر، فإن المشروع يتماشى مع تعهد الرئيس “ترامب” بتعزيز قطاع التكنولوجيا ودعم الشركات التي ساهمت في حملته الانتخابية.

شراكة رائدة في قيادة المشروع

يتولى كل من “سوفت بنك” و”أوبن أيه آي” قيادة مشروع “ستارغيت”، حيث يضطلع “سوفت بنك” بالمسؤولية المالية للمبادرة، في حين تتولى “أوبن أيه آي” تنفيذ العمليات التشغيلية. ومن المنتظر أن يتولى “ماسايوشي سون”، مؤسس “سوفت بنك”، منصب رئيس المشروع.

ويمثل هذا التعاون تحالفًا قويًا يضم أسماء بارزة في عالم التكنولوجيا مثل “مايكروسوفت”، “انفيديا”، “أوراكل”، و”آرم”، ما يعكس الطموحات الضخمة التي يستهدفها المشروع، إذ يسعى إلى استقطاب أفضل الموارد والخبرات من كبرى الشركات التكنولوجية لتحقيق أهدافه. ويُعتبر هذا التعاون استمرارًا لعدد من الشراكات السابقة بين “أوبن أيه آي” وشركات كبرى مثل “انفيديا” منذ عام 2016، و”أوراكل” مؤخرًا، مما يعزز الإمكانيات التقنية للمشروع ويزيد من احتمالية نجاحه.

تأثير المشروع وأهدافه

يهدف “ستارغيت” إلى تعزيز المكانة التنافسية للولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، ويُعتبر بمثابة خطوة استراتيجية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ودعم الابتكار في هذا القطاع. وفقًا لخبراء في المجال، يعد هذا المشروع بداية تحوّل تكنولوجي كبير قد يكون الأضخم في العصر الحديث.

وتُعكف الإدارة الأمريكية على تنفيذ استثمار مبدئي قدره 100 مليار دولار لبناء شبكة من مراكز البيانات المتقدمة، على أن يتم إطلاق أولى هذه المراكز في ولاية تكساس، بينما يتم تقييم مواقع أخرى في مختلف أنحاء البلاد.

انتقادات “ايلون ماسك” تعيق تنفيذ المشروع

ورغم الأبعاد الإيجابية للمشروع، يواجه “ستارغيت” تحديات قد تعيق تنفيذه، من أبرز هذه التحديات الانتقادات التي وجهها “إيلون ماسك”، المستثمر المبكر في “أوبن أيه آي”، حيث اعتبر أن حجم التمويل المعلن عنه مبالغ فيه، وهو ما يعكس بعض المخاوف بشأن فعالية هذا الاستثمار الكبير.

إضافة إلى ذلك، قد يبرز صراع بين الطموحات العالمية لصناعة التكنولوجيا الأمريكية وبين التوجهات الوطنية التي يتبناها أنصار “ترامب”. وتزداد هذه المخاوف في ظل استمرار التوترات التجارية مع بعض الدول الكبرى مثل الصين وروسيا، حيث تفرض الولايات المتحدة قيودًا مشددة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وهو الأمر الذي بدأ في عهد إدارة الرئيس السابق “جو بايدن” وما زال مستمرًا.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى