تكنولوجيا

الاختراق الإلكتروني في العالم

من هو العقل المدبر وراء أكبر العمليات ؟

الاختراق الإلكتروني في العالم

في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، تبرز شخصية (بارك جين هيوك)، المبرمج الكوري الشمالي، كواحد من أخطر القراصنة في العالم.

يعتقد أن بارك، الذي ينتمي إلى مجموعة قرصنة تعرف باسم “لازروس”، يقف وراء بعض أكبر عمليات الاختراق الإلكتروني وسرقة العملات الرقمية على مستوى العالم.

لكن من هو هذا الرجل، وما هي العمليات التي ينسب إليه تنفيذها؟

بارك جين هيوك: العقل المدبر 

بارك جين هيوك، المولود بين عامي 1981 و1984 في كوريا الشمالية، هو مبرمج حاسوب يتقن ثلاث لغات: الكورية والإنجليزية والصينية.

وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فإن بارك عضو بارز في مجموعة “لازروس”، التي يشتبه في ارتباطها بحكومة كوريا الشمالية.

هذه المجموعة تعتبر واحدة من أخطر مجموعات القرصنة في العالم، حيث ينسب إليها تنفيذ هجمات إلكترونية كبرى طالت دولاً وشركات عالمية.

هجوم على شركة “سوني” 

في عام 2014، اتُهم بارك بالمشاركة في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شركة “سوني”. جاء الهجوم رداً على فيلم كوميدي سخر من زعيم كوريا الشمالية.

طالب القراصنة بسحب الفيلم، مما أدى إلى أزمة كبيرة للشركة. هذا الهجوم كان واحداً من أولى العمليات الكبرى التي جذبت الانتباه إلى قدرات مجموعة “لازروس”.

هجوم “واناكراي” 

في عام 2017، يعتقد أن بارك ومجموعته كانوا وراء هجوم “واناكراي”، الذي أصاب عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في 99 دولة.

استخدم الهجوم برنامجاً ضاراً لتشفير البيانات وطلب مبالغ مالية لفك التشفير. هذا الهجوم أظهر مدى قدرة المجموعة على إحداث اضطرابات كبيرة على مستوى عالمي.

سرقة بنك بنغلاديش 

في عام 2016، نسبت إلى بارك عملية سرقة 81 مليون دولار من بنك بنغلاديش. استخدم القراصنة برمجيات ضارة لاختراق شبكة البنك وتحويل الأموال، هذه العملية أظهرت تطور أساليب المجموعة في استهداف المؤسسات المالية الكبرى.

اختراق منصة “بايبت” 

في عام 2025، وقعت أكبر عملية سرقة لعملات رقمية في التاريخ، حيث سرق 1.5 مليار دولار من عملة “إيثريوم” من منصة “بايبت”.

يعتقد أن بارك ومجموعته كانوا وراء هذا الاختراق. هذه العملية أكدت مرة أخرى قدرة المجموعة على تنفيذ هجمات معقدة ومربحة.

سرقة منصة “كوين تشيك” 

في عام 2018، سرق ما يقارب 533 مليون دولار من عملة رقمية من منصة يابانية. رغم عدم القبض على الفاعلين، يشتبه في تورط مجموعة “لازروس”.

هذه العملية أظهرت أن المجموعة قادرة على استهداف منصات العملات الرقمية بفعالية كبيرة.

مجموعة “لازروس”: قوة قرصنة مدعومة من الدولة 

تعتبر مجموعة “لازروس” واحدة من أكثر مجموعات القرصنة تطوراً في العالم، ويشتبه في أنها تعمل بتوجيه من حكومة كوريا الشمالية.

تتمتع المجموعة بقدرات فائقة على تنفيذ هجمات إلكترونية معقدة، وغالباً ما تستهدف البنوك وشركات العملات الرقمية.

التحديات الأمنية والتداعيات 

رغم التقدم الكبير في مجال الأمن السيبراني، تظل مجموعة “لازروس” تهديداً كبيراً. قدراتها الفنية ودعمها الحكومي يجعلانها قادرة على تنفيذ هجمات إلكترونية واسعة النطاق.

كما أن استخدام العملات الرقمية يجعل تتبع الأموال المسروقة أمراً بالغ الصعوبة.

 من يقف وراء هذه الهجمات؟

بارك “جين هيوك” ومجموعة “لازروس” يمثلان وجهاً جديداً للحرب الإلكترونية، حيث تستخدم القرصنة كأداة لتحقيق أهداف سياسية ومالية.

في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، تظل هذه المجموعات تهديداً مستمراً يحتاج إلى تعاون دولي لمواجهته.

السؤال الأكبر يبقى: هل يمكن للعالم أن يوقف هذه المجموعات، أم أننا نشهد بداية عصر جديد من الحروب الإلكترونية؟

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى