
- بودبوز.. تمريرة حاسمة وهدفان خلال 180 دقيقة
عززت شبيبة القبائل صدارتها لبطولة الرابطة الأولى بفضل فوزها داخل قواعدها أمام ترجي مستغانم (2-1) لحساب الجولة الـ14، وانتهى الشوط الأول بتقدم أبناء تيزي وزو في النتيجة بفضل هدف اللاعب بودبوز في الدقيقة السابعة.
وخلال مجريات الشوط الثاني، أضافت شبيبة القبائل هدف الأمان بواسطة اللاعب بوعالية (د64)، قبل أن يتمكن الزوار من تقليص الفارق بأقدام بلخادم (د80). وبفضل هذا الفوز، تواصل شبيبة القبائل في الصدارة برصيد 24 نقطة، في الوقت الذي تعقدت فيه أمور ترجي مستغانم، الذي يبقى في المركز الـ 15 وما قبل الأخيرة بـ 12 نقطة.
واللافت أنه وخلال المباريات الأخيرة، عاد “بن شيخة” إلى نظام اللعب الذي بدأ به المنافسة؛ 4-2-3-1، بإقحام “بودبوز” في صناعة اللعب، “أخريب” في الرواق الأيسر و”بوعالية” في الجهة اليمنى.
وظهر لافتا التوهج التدريجي للنجم “رياض بودبوز” مع مرور الجولات، حيث تمكن من توقيع 4 أهداف خلال 9 مباريات، وقدم 04 تمريرات حاسمة، كما كانت له 8 مساهمات تهديفية في 09 مباريات بألوان الكناري (غاب في لقاءات آقبو، بسكرة وسطيف)، ويبقى الثنائي المتألق “أخريب” و”بوعالية” كلمة السر في تألق “بودبوز”. وتحسن أداء “رياض بودبوز” من الناحية البدنية رافقه تغيير محوري، ساعد النجم السابق للخضر على التحرر أكثر في ظل وجود “بوعالية” و”أخريب” إلى جانبه في أدوار جديدة.
ثنائي الشبيبة تخلى عن فكرة البقاء في خط التماس وصار يدخل أكثر في الرواق الداخلي مقابل تفريغ المساحة للظهيرين، وهي الفكرة التي تجسدت في آخر مباراتين ومنذ الشوط الثاني أمام وفاق سطيف، ما يساعد “بودبوز” على إيجاد الدعم ما بين الخطوط، بتواجد “بوعالية” و”أخريب” على مقربة منه في كل مرة. لقطة الهدف الأول أمام ترجي مستغانم كانت من صنع الثلاثي، “بوعالية”، ثم “أخريب” الذي استغل المساحة بشكل مثالي، وقدم كرة رائعة لرياض “الحاسم” أمام المرمى.
ميزة “بوعالية” و”أخريب” تتمثل أيضا في كونهما يطبقان فكرة تعزيز التواجد في منطقة المنافس كأجنحة هجومية حقيقية، تلعب دور المهاجم الثاني، مثلما فعل “أخريب” الذي تموقع خلف “بركان” في هدفه أمام البيض، و”بوعالية” الذي تمركز بشكل مثالي حين تبادل المراكز مع “بودبوز” الذي كان يمينا، فدخل “بوعالية” مباشرة إلى المحور وسجل الهدف الثاني بعد توزيعة “عمريش” الدقيقة.
تواجد الجناحين في منطقة العمليات عند امتلاك الكرة” جعل الشبيبة تهاجم بكثافة عددية موازاة مع تقدم الظهيرين بشكل أكبر، على غرار كوني الذي تحسن هجوميا وصار يبادر ويسدد ويوزع، كما أن “عمريش” كان موفقا يمينا وحاضرا بدنيا وقدم تمريرة حاسمة وعدة كرات سانحة لرفاقه في الهجوم.
الخصائص الفنية لـ “بودبوز” تجعله بحاجة إلى “أخريب” و”بوعالية” و”شكال”، وكل من يحسن الاحتفاظ بالكرة ويلعب بلمسة واحدة، ففي كرة القدم، التكامل عنصر مهم للغاية، إذ يبحث المدربون عن اللاعبين الـ 11 مع بعضهم البعض، لا عن أفضل 11 لاعب في المطلق، لهذا لا تنجح عادة فكرة جلب الأفضل في كل مركز إن لم يكن هناك تشابه وتكامل في خصائص اللعب، وبتواجد “بودبوز” وفق المنظومة الحالية إلى جانب لاعبين استوعبا جيدا طريقة اللعب التي يحبذها قائد الشبيبة، من لمسات سريعة واقترابهم من بعضهم البعض، جاءت النتيجة مبهرة من حيث الأداء مع صناعة عدة فرص بشكل مستمر في كل المباريات، بدليل تواجد خط هجوم الشبيبة في الصدارة كأحسن خط أمامي في الدوري الجزائري، رغم الغياب المؤثر لقلب الهجوم الأساسي والتر بواليا في المواجهات الأخيرة، وتواضع مستوى الحلول البديلة.
وبالنظر لمنظومة اللعب الحالية، وفي انتظار عودة الحمري وإمكانية الاعتماد على “آدم رجم” يسارا، يمكن لـ “بن شيخة” أن يعتمد على “بوعالية” في محور الهجوم، مقابل إعادة “أخريب” إلى الرواق الأيمن، خاصة أمام الفرق التي ستبادر أمام الشبيبة، فيما يحسن “بن شيخة” تسيير وضعيات مماثلة يعتمد فيها الفريق على التحولات الهجومية السريعة. هذا الثلاثي مكسب للشبيبة، في انتظار عودة المصابين، (حميدي، بواليا وسار)، ما سيجعل الفريق أقوى حتما على كافة الأصعدة بتوالي المباريات.
شريف. م