روبرتاج

البطل ابن بلدية السواحلية عزيز محمد الملقب ثوريا بـ “غريب”

جريدة "البديل" تسلط الضوء على حياة المجاهد

تستحضر “البديل” بمناسبة الأيام الخالدة والتي تحتفي بها الجزائر ألا وهو اليوم الوطني للمجاهد المصادف لـ 20 أوت وفي يوم الأحد 28 فبراير 2021 توفي المجاهد عزيز محمد بمستشفى الشهيد معلم لحسن بأولاد زيري الغزوات ووري الثرى بمقبرة الزمانين بقرية أبغاون التاريخية.

بهذا تكون بلدية السواحلية قد فقدت أحد أبنائها المجاهدين الأبطال، حيث يعد المجاهد عزيز محمد المدعو ثوريا “غريب” من أوائل الثوار الذين لبوا نداء الثورة بالمنطقة، كانت بداية مسيرته التاريخية بفرنسا إذ تم سجنه سنة 1949 ، وبعد خروجه عاد إلى أرض الوطن أين وأصل نضاله وكفاحه ضد المستعمر بالمنطقة الثانية للولاية التاريخية الخامسة، حيث شارك في عملية التحضير الثوري بالمنطقة كما شارك في عدة عمليات واشتباكات ضد المستدمر الغاشم، إلى أن انكشف أمره لدى العدو الفرنسي، حينها أمرته قيادة جيش التحرير بالالتحاق بالقاعدة الخلفية بالمغرب ويواصل نضاله الثوري إلى غاية الاستقلال.

واصل المجاهد عزيز محمد مسيرة التشييد بعد الاستقلال حيت انخرط في صفوف الدرك الوطني إلى أن أحيل على التقاعد، وبالتالي يكون المجاهد عزيز محمد قد أدى واجبه اتجاه وطنه كاملا ضاربا أرقي وأجمل نماذج التضحية في سبيل الوطن.

سيرة المجاهد

نشير أن  المجاهد عزيز محمد الذي هو من مواليد سنة 1929 بدشرة أبغاون  السواحلية، ابن أعمر ولد محمد وعزيز رحمة بنت أعمر، نشأ في عائلة بسيطة ومتواضعة، تعلم القرآن بمسجد الزمانيين بدشرة أبغاون على يد السي احمد بوتشيش والسي محمد بن اعمر والسي قدور حشماوي، درس رفقة الشهيد سايح الميسوم المدعو ثوريا الحنصالي والشهيد حدو محمد المدعو السي محمد البغاوي. هاجر إلى فرنسا سنة 1946 لكن لم يمر وقت كبير حتى ألقي عليه القبض وسجن بسجن ساندوني بفرنسا سنة 1947 لقضية سياسية، بدأ نضاله من أجل القضية الجزائرية ونشاطه السياسي مبكرا بفرنسا أين التقى بكبار المناضلين آنذاك  من بينهم مولاي مرباح، مزغنة، حسين ايت احمد ، وحضر اجتماع لمصالي الحاج رفقة مجموعة من الجزائريين المقيمين بفرنسا بإحدى المقاهي القريبة من إقامة مصالي الحاج والتي حجزت خصيصا لهذا الاجتماع مقابل مبلغ من المال تم جمعه من طرف المناضلين الجزائريين الدين حضروا هذا الاجتماع وكان آنذاك برفقته  شخصين من مدينة الغزوات لم يعد يتذكر اسمهم، حيث وجهت جماعته سؤال إلى مصالي الحاج وقيل له نريد ثورة في بلادنا ضد المستعمر الفرنسي متى يأتي هدا اليوم؟ فرد عليهم اصبروا لم يأت بعد ذاك اليوم.

من مسؤولياته بفرنسا القيام بنشاط الدعاية والتوعية رفقة مجموعة من المناضلين كانوا تحت مسؤوليته ومن بين المناضلين الذين التقى بهم بفرنسا إبن دشرته المجاهد (حدو عبد الحميد المدعو ثوريا، سي عبد الباقي، مثيلي محمد من تيانت) يقيم حاليا بعين تموشنت، وكانوا يجتمعون بمقهى هاشم حمزة بنواحي باريس، أقترح عليه أن يتولى منصب بفدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا بسان ميشال إلا انه رفض كونه لم يكن يحب المسؤولية.

رجع إلى أرض الوطن سنة 1954 وواصل نشاطه الذي كان يعتمد على التنظيم والتوعية، بحيث كان يشرف على مثل هده اللقاءات بمنطقة الريبة بدشرة ابغاون. يذكر أنه في يوم من الأيام حضر اجتماع في منزل ميراوي القندوز رفقة بوجنان احمد المدعو عباس والعربي بن مهيدي وصاحب المنزل، أين قدمت لهم وجبة بالعسل الحر،حيث سئل العربي بن مهيدي عن صاحب المنزل وأجابوه عن سؤاله وقال لهم مؤكدا الذي اعطانى العسل؟، قالو نعم فاطلق عليه اسم بوعسل ومنذ هذا اليوم أصبح المجاهد ميراوي قندوز معروف باسم بوعسل.

هذا الأخير واصل نشاطه مع المجاهد عزيز محمد لما التحقوا بالقاعدة الخلفية بالمغرب بأحفير الحدودية مع البلد المجاور، أين كانوا يشرفون على تسيير مطعم خاص بالجزائريين مدنيون وعسكريون وفي بادئ الأمر كانت تسود المطعم فوضى وغياب النظام لكن مع مرور الوقت نظمت الأمور، وأصبح على كل مواطن أن يظهر بطاقته وانقسمت المهام بين عزيز وميراوي فالأول تكلف بجلب المواد الغذائية وتسير مطعم جبهة التحرير والثاني يشرف على مطعم جيش التحرير.

بكاي عمر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى