
قد يشيب الجسد ويضعف عند الكبر وتتبدل ملامح الإنسان من الخارج لكن تبقي إرادته ودوافعه محركا له من الداخل طالما كان حيا يرزق وهو ما فعلته الحاجة بويعقوب التي تمسكت بحلمها وحفظت القرآن الكريم كاملاً رغم تجاوزها سن الثمانين حولا.
تمكنت الحاجة الحاجة بويعقوب وبشعور عمارية البالغة من العمر 83 سنة من ولاية تلمسان من تحدي كل الظروف بحفظها للقرآن الكريم في رحلة إمتدت لسنوات عديدة لتتحول بإرادتها الفلاذية من عجوز لا تكتب ولا تقرأ إلى حافظة لكتاب الله الكريم.
وقد بدأت الحاجة بويعقوب رحلتها في حفظ القرآن الكريم بالمدرسة القرآنية لمسجد صلاح الدين الأيوبي حي سيدي الطاهر بتلمسان على يد معلمتها المرشدة نجمة بلخوش وبإشراف إمام المسجد أحمد طبيب لتقضي سنوات من الحفظ الدائم للقرآن مرت من خلاله بعدة مراحل من الحفظ إلى المراجعة وهي متمسكة بالصبر والمثابرة والإرادة الفولاذية رغم أن منزلها يبعد عن المسجد كثيرا وسط تضاريس صعبة من حي العباد إلى مسجد سيدي الطاهر ومع ذلك وفقت لحفظ الكتاب وتقول الحاجة بويعقوب أنها يوم قررت حفظ كتاب الله لم يكن أحد يؤمن بفكرتها والبعض أخذها مأخذ الهزل لكن حبها للقرآن وإصرارها على هذا الهدف وبفضل المرشدة بخوش إمام المسجد نجحت في ختم كتاب الله كاملا وقد بادرت المدرسة القرآنية لمسجد صلاح الدين الأيوبي حي سيدي الطاهر بتكريم الحاجة وتسليمها وسام تقدير لانجازها الكبير الذي حققته رغم تجاوزها سن الثمانين وهي مثال حي للإرادة القوية فهي لم تترك أي عذر لمن أراد حفظ كتاب الله وتقول معلمتها أنها لم تدخر جهدًا خلال تحفيظها القرآن الكريم كاملًا حيث لمست لديها إصرارًا عجيبًا على الرغم من أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب ووجدت في عينيها بريقًا يشع تحديًا وقوة وإرادة كبيرة لا تجدها حتى في الشباب.
جرفاوي.ع