
تتميز الأجواء الرمضانية لهذا العام في ولاية تيسمسيلت بالكثير من الحركة والنشاط، وذلك من خلال
ما يتجلى في التحضير للعديد من الأطباق لأكلات متعددة على مائدة الإفطار، وكذا إعداد الحلويات
الشرقية على اختلاف أصنافها والتي يتم تناولها بالشاي أو القهوة بعد الانتهاء من الأطباق الرئيسية
المخصصة في وجبة الفطور، وفي وقت يستغرق ساعة على الأقل.
وتعد الحلويات الشرقية مكملة لهذه الأطباق التي يجد فيها الصائم كامل راحته، نظرا لما تحتويه من
فوائد صحية لجسم.
التحضيرات للأطباق الرئيسية خلال رمضان
وفيما يتعلق بالتحضيرات للأطباق الرئيسية خلال رمضان تقوم العائلات التيسمسيلتية بإعداد الأكلات
المخصصة للإفطار، وذلك بأطباق تعد بالرئيسية والتي نذكر منها أولا “طاجين الحريرة” التي لها نكهة
خاصة في الإعداد حيث تتفنن ربات البيوت بمزج العديد من التوابل، وإضافتها إلى هذا الطبق وتتجلى
التوابل المطحونة في (القرفة، الحار، حب الكحلة، الفلفل الأسود، القصبر، الكمون وحبة الحلاوة)، إضافة
إلى عقاقير أخرى لها نكهة ومذاق في الطبق المراد تحضيره كما يضاف إلى طبق الحريرة المعدنوس
ليزيد من الطبق المعد نكهة ومذاق ممتاز.
فطبق الحريرة عادة ما يتم تناولها كذلك في وقت السحور، الطبق الموالي الشوربة والثالث المعقودة
المصحوبة بالقصبر والمعدنوس، وهو طبق شهي ومفضل لدى العائلات، فيما يتجلى الطبق الآخر في
الزيتون باللحم والطبق الخامس وهو ما يعرف بالحلو سواء بإعداده بالبرقوق أو الزبيب وتقدم هذه
المأكولات في أواني متمثلة في صحون مصنوعة من الفخار وأخرى من الطين، وبخصوص الأطباق
الرئيسية على مائدة الإفطار التي تحضرها العائلات، فنفس الأجواء ونفس الإعدادات للأطباق التي
يتم تحضيرها في هذه المناسبة العظيمة.
إقبال على الحلويات الشرقية خلال رمضان
هذا، وبعد الانتهاء من مائدة الإفطار بنحو ساعة على الأقل، يتم تحضير القهوة والشاي وقليل من
الحلويات الشرقية، وهي حلويات مفضلة لدى العائلات حتى أن هناك محلات تجارية معروفة متواجدة
بوسط المدينة تيسمسيلت تشتهر بضاعتها المتفننة للحلويات الشرقية، حيث الإقبال والتوافد من
طرف المواطنين على هذه المحلات بأعداد كبيرة مشكلين بذلك طوابير لا متناهية.
خبز “المطلوع” نكهة مميزة خلال رمضان
المخابز هي الأخرى تعرف خلال هذا الشهر طوابير عديدة للمواطنين الذين يقبلون على شراء الخبز والذي هو أنواع متعددة منها الخبز العادي، خبز الشعير، “المطلوع” والخبز السوري..إلخ ، أما خبز “المطلوع” فنجد بعض البائعين يعرضونه أمام أرصفة الطرقات فهذا الخبز يجد فيه المواطنون نكهة مميزة ومذاق خاص، وعن أسعاره فتتراوح ما بين الـ 20 إلى 30 للخبزة الواحدة .
الأسعار في متناول الجميع خلال رمضان
واقع التجارة بولاية تيسمسيلت يختلف تماما عما كان عليه في السابق، فتجد في هذا الشهر أن الحياة التجارية تعرف نشاطا واسعا ومكثفا بالعديد من الأسواق المحلية عبر تراب الولاية، ونقتصر بالذكر هنا عاصمة الولاية التي يقوم تجارها ببيع الملابس المخصصة للرجال والنساء وكذلك للأطفال ومنهم من يبيع الأواني المنزلية، إلى جانب فئة أخرى من التجار الذين يبيعون مختلف المواد الغذائية التي تحتاجها العائلات لتحضير الوجبات الخاصة لمائدة رمضان، حيث تجد إقبال المواطنين على هذه المحلات بالواسع من الفترة الصباحية أي من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الخامسة زوالاً، حيث يكثر الطلب على التمر والحليب والخبز، إضافة إلى مقتنيات أخرى.
وفي حديثنا عن الأسواق والحركة التجارية، كانت وجهتنا إلى حي السبع المعروف “بالسبالة” الواقع بأعالي الدرب العتيق بعاصمة الولاية، أين تجد مختلف المعروضات من خضر وفواكه، توابل ومختلف اللحوم، وهنا لاحظنا إقبال العديد من المتسوقين وهم قادمون من بلديات الولاية، فعلى طول هذا الحي الشعبي تكثر الحركة التجارية والتي تبعها في ذلك الإزدحام الكبير للمتسوقين المقبلين على هذه الأسواق المعروفة بنشاطها المستمر، وعن الأسعار المطبقة فقد عبر لنا العديد ممن التقتهم “البديل” بعين المكان على أن الأسعار في متناولهم عكس السنوات المنصرمة، كما استحسنوا لوفرة المنتوجات على اختلافها.
إقبال كبير للمواطنين على الينابيع المائية قبيل الإفطار في رمضان
تعد الينابيع المائية العذبة بولاية تيسمسيلت قبلة لمئات المواطنين في هذا الشهر الكريم، حيث تراهم يشدون الرحال إليها لحد التفاخر فيما بينهم عن نوعية المياه وأيها أكثر عذوبة وحلاوة، فمعظم الينابيع أصبحت أمامها طوابير لا تنتهي، وصار صائدو مياه الينابيع العذبة كل يوم ينظمون رحلات للبحث عن منابع أخرى.
فلم يعد يكفي منبع “عين الصفا” 7 كلم عن عاصمة الولاية ومنبع “فورزي” و”عين لورة” و”العين البيضاء” ببلدية عماري، وغيرها من المنابع التي تشهد كل يوم إقبالا كبيرا لحد الازدحام والعراك أحيانا، حيث تحولت المنابع الطبيعية إلى قبلة للصائمين.
عبد القادر جطي