
التعاون العالمي في الذكاء الاصطناعي: على الرغم من التوترات السياسية والاقتصادية المستمرة بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، يشهد مجال الذكاء الاصطناعي” تعاونًا متزايدًا بين البلدين في مجال “البحث العلمي”.
هذا التعاون البحثي يعكس تحولًا في الديناميكيات العالمية للابتكار في الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى دول من مختلف أنحاء العالم إلى أن تكون جزءًا من هذا المجال المتطور.
تزايد الشراكات “البحث العلمي” في الذكاء الاصطناعي بين دول العالم
على مدار العقد الأخير، أصبح “البحث العلمي” في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر شمولًا وتعاونًا عبر الحدود. وقد كشف تحليل أجرته مؤسسة (Rest of World) أن دولًا خارج الدائرة الغربية، مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية، قد زادت من مشاركتها في مشاريع بحثية مشتركة حول الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت البيانات أن دولًا غير غربية قد حققت تقدمًا في نشر أوراق في “البحث العلمي” مشتركة في هذا المجال، مع تزايد التعاون بينها. الدول مثل الصين والهند واليابان قد تكون في طليعة هذه الشراكات، حيث تتعاون بشكل منتظم مع دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا وأحيانًا مع بعضها البعض لتبادل الأفكار والخبرات.
التوترات التجارية لم تمنع التعاون في “البحث العلمي”
رغم النزاعات التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، لا يزال التعاون في مجال “البحث العلمي” بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي مستمرًا. وقد أظهرت الأرقام أن الصين وأمريكا كانتا الأكثر تكرارًا في التعاون في أبحاث الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الماضية، وهو ما يعكس أهمية هذه الشراكة في تحفيز الابتكار العالمي.
كما كشفت الأبحاث أن التعاون بين الصين ودول أخرى مثل سنغافورة والسعودية في “البحث العلمي”، قد شهد نموًا ملحوظًا، مما يعكس توجهًا متزايدًا نحو تعاون بين دول آسيا والشرق الأوسط.
دور السعودية والدول الأخرى في “البحث العلمي”
بينما تظل أمريكا والصين في طليعة “البحث العلمي” في الذكاء الاصطناعي، لعبت دول مثل السعودية دورًا بارزًا في “البحث العلمي”، على سبيل المثال، كانت السعودية من بين أبرز الدول التي تعاقدت مع دول مثل باكستان والهند ومصر في مشاريع متعلقة بالذكاء الاصطناعي، يعكس هذا التعاون حرص المملكة السعودية على أن تكون جزءًا من الثورة التكنولوجية العالمية التي تشهدها هذه الفترة.
يعتبر التعاون في مجال “البحث العلمي” مثل الرؤية الحاسوبية – التي تركز على تدريب الذكاء الاصطناعي على تفسير المعلومات من الصور والفيديو – مثالًا على كيفية استخدام هذه التكنولوجيا في تطبيقات عملية مثل السيارات ذاتية القيادة أو التعرف على الوجوه.
“البحث العلمي” في الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين
من بين أبرز مشاريع “البحث العلمي” المشترك بين الصين وماليزيا في مجال الذكاء الاصطناعي، هو التعاون بين الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وجامعة مالايا وشركة Zetrix الماليزية، الذي يهدف إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لتعزيز التجارة بين الصين وماليزيا. هذا التعاون يعكس الاتجاه المتزايد نحو دمج تقنيات متقدمة لتحسين التبادل التجاري بين البلدان.
على الرغم من هذه النجاحات، يواجه “البحث العلمي” في الذكاء الاصطناعي عقبات متعددة. من بينها حاجة الدول إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوفير البيانات اللازمة لتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي بشكل فعال. إلا أن هذه التحديات لا تمنع من وجود فرص كبيرة لتعزيز التعاون بين دول مختلفة من خلال تبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال.
يعد التعاون في “البحث العلمي” في الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لمواجهة التحديات العالمية، لا سيما في مجالات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والتنقل الذكي. ولذا فإن هذا التعاون المتزايد بين الدول غير الغربية وبين القوى الكبرى مثل أميركا والصين يمثل خطوة هامة نحو مستقبل رقمي أكثر تكاملًا وتعاونًا.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله