
واصل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون زياراته هذا الأسبوع إلى بعض ولايات الوطن، تجسيدا لالتزاماته بتدشين خمس محطات لتحلية مياه البحر قبل شهر رمضان المقبل، وهو ما قطعه على نفسه في لقاء الحكومة مع الولاة سنة 2022، وها هو اليوم تجسد ويصبح حقيقة لا مراء فيها.
وبعد زيارته التاريخية يوم الخميس إلى وهران وتدشينه مصنع تحلية مياه البحر (الرأس الابيض) بوهران، قام رئيس الجمهورية، أمس السبت بفوكة، ولاية تيبازة، حيث قام تدشين مصنع تحلية مياه البحر “فوكة 2” الذي يعد بحق مفخرة أخرى للجزائر وضمن المشاريع التنموية العملاقة بوتيرة متسارعة وفي وقت قياسي وبسواعد جزائرية رفعوا التحدي.
واستمع رئيس الجمهورية إلى عرض عن هذا المصنع الذي تبلغ طاقته الانتاجية 300 ألف متر مكعب يوميا. ويأتي هذا المشروع الهام في إطار البرنامج الوطني الذي أقره رئيس الجمهورية، لإنجاز خمس محطات كبرى لتحلية مياه البحر بكل من ولايات الطارف (كدية الدراوش)، بجاية (تيغرمت-توجة)، بومرداس (كاب جنات)، تيبازة (فوكة) ووهران (الرأس الابيض)، بطاقة إنتاجية قدرها 300 ألف متر مكعب يوميا لكل محطة. وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز الأمن المائي وتأمين احتياجات المواطنين من المياه الصالحة للشرب بالكفاءات الوطنية والتكنولوجيات الحديثة.
رئيس الجمهورية يشيد بتيمن الشعب الجزائري بجيل نوفمبر ورفعه للتحدي في كل القطاعات
وفي سياق متصل، أشاد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس السبت بتيبازة بتيمن الشعب الجزائري بجيل ثورة نوفمبر 1954 المجيدة ورفعه للتحدي في جميع القطاعات، مؤكدا أن كل خطوة تخطوها الجزائر اليوم تقربها من ساحة البلدان الناشئة. وخلال كلمة ألقاها بمناسبة متابعته لعرض حول إنجاز مصنع تحلية مياه البحر “فوكة 2” بتيبازة الذي أشرف على تدشينه، توجه رئيس الجمهورية بالشكر إلى “العمال والتقنيين والمهندسين والمسيرين”، واصفا هذا الانجاز ب”العظيم والمفخرة”.
واستطرد رئيس الجمهورية قائلا بالمناسبة:” هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريين، جزائر رفع التحديات، تيمنا بمن رفع التحدي في أول نوفمبر 1954 ببنادق صيد طردوا بفضلها القوة الخامسة في العالم (الاستعمار) من أراضينا”. مضيفا في ذات الصدد:”هذا الانجاز العظيم تفتخر به الجزائر المنتصرة وأشكر كل العمال والمسيرين والاطارات وقطاعي الطاقة والري ومؤسسة سوناطراك على هذا الإنجاز الضخم, الحمد لله على ما وصلنا اليه اليوم”.
محطة فوكة 2 لتحلية مياه البحر بتيبازة:
ستسمح محطة فوكة 2 التي تتربع على مساحة تفوق 7 هكتارات، بتزويد مواطني الجهة الغربية من الجزائر العاصمة بالماء الشروب وجزء من ولاية البليدة، فيما ستسترجع ولاية تيبازة كمية المياه الاجمالية المنتجة من محطة فوكة1 (120 الف متر مكعب) التي تتقاسمها حاليا مع الجزائر العاصمة. ومن المنتظر أن يساهم المشروع في تغطية حاجيات حوالي 3 ملايين مواطن من الماء الشروب، يرتقب أن تنتهي أشغاله شهر ديسمبر 2024 على أن يشرع في الاستغلال بداية 2025.
كما أن هذا المشروع كان لا يحتمل الانتظار والتأخير بل ظل محل متابعة دورية ودقيقة من طرف رئيس الجمهورية الذي يوليه عناية خاصة كونه إستراتيجي ويعنى بتأمين تزويد ثلاث ولايات بالماء الصالح الشروب مع احترام نظام العمل بثلاثة فرق 3/ 8.
للإشارة كان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في 5 جويلية 2023 قد أشرف ببلدية فوكة، على وضع حجر الأساس لإنجاز محطة تحلية مياه البحر “فوكة 2”، خلال زيارة عمل وتفقد قام بها لولايات الجزائر وبومرداس وتيبازة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 61 لعيدي الاستقلال والشباب. وأوكل المشروع للشركة الجزائرية للطاقة AEC، فرع سوناطراك، في حين كلفت شركة (كوسيدار-القنوات) بإنجاز هذه المحطة بسواعد مائة بالمائة جزائرية.
البنية التحتية للمحطة:
تشمل المحطة عدة بنى تحتية ومعدات تتمثل في مراكز الكهرباء والمحولات والمحطة التحتية الكهربائية، إلى جانب محطات ضخ مياه البحر وطرح المياه المالحة ومياه الشرب وكذا خزانات استقبال مياه البحر ومياه التناضح العكسي ومعالجة وتحديد السوائل والمياه المعالجة. ويتعلق الأمر بـ 6 وحدات إنتاج بطاقة إنتاج 50.000 م3/يوميا لكل واحدة منها و12 خزان مزود بمصافي لمعالجة مياه البحر بتقنية التناضح العكسي, فضلا عن تزويد المحطة بمياه البحر عبر قناتين رئيسيتين تضخ المياه من على بعد 1.000 متر من اليابسة، وبإمكان كل قناة تزويد المحطة كاملة. ويندرج إنجاز هذه المحطة ضمن تنفيذ البرنامج التكميلي للمخطط الاستعجالي للسلطات العمومية الذي أقره رئيس الجمهورية والمتعلق بإنجاز 5 محطات جديدة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب يوميا لكل واحدة تستفيد منها خمس ولايات هي وهران، بومرداس، تيبازة والطارف
وسيسمح دخول هذه المحطات الخمس حيز الخدمة بتأمين تزويد الشبكة الجزائرية لتوزيع المياه الصالحة للشرب من خلال تحلية مياه البحر، بنسبة 42 بالمائة في 2024، لترتفع هذه النسبة إلى 65 بالمائة في آفاق 2030، مع تحقيق التحكم الكامل في إنجاز واستغلال مشاريع محطات تحلية مياه البحر بشركات وكفاءات جزائرية محضة.
هشام رمزي