
الجيل زد والذكاء الاصطناعي .. فرص وتحديات في بيئة العمل الحديثة
مع دخول الجيل زد (المواليد بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من الألفية) سوق العمل،
أصبحت علاقتهم بالذكاء الاصطناعي محط أنظار الخبراء وأصحاب الأعمال.
هذا الجيل، الذي نشأ في عصر التكنولوجيا الرقمية والإنترنت، يتمتع بمهارات فريدة في التعامل مع
الأدوات التكنولوجية، مما يجعله لاعبا رئيسيا في تشكيل مستقبل العمل في ظل الثورة التكنولوجية
الحالية.
وفقا لـ “كريستين كروزفيرجارا”، كبيرة مسؤولي إستراتيجيات التعليم في منصة “Handshake”، فإن
أصحاب العمل أصبحوا أكثر انفتاحا على توظيف مرشحين يمتلكون مهارات في الذكاء الاصطناعي،
حتى لو لم يكن لديهم مؤهلات تقليدية.
وأشارت إلى أن الجيل زد قد يكون الجيل الذي سيساعد بقية القوى العاملة على فهم الذكاء
الاصطناعي التوليدي (Generative AI) واستخدامه بفعالية، نظرا لانفتاحهم على التجربة والتعلم من
خلال هذه التقنيات.
وتظهر البيانات من منصة Handshake أن الإعلانات الوظيفية التي تذكر الذكاء الاصطناعي قد زادت
بأكثر من 03 أضعاف بين عامي 2023 و2024، رغم أنها ما تزال تشكل أقل من 1بالمائة من إجمالي
الإعلانات حتى أبريل 2024. وهذا يعكس اتجاها متزايدا نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي في سوق العمل.
نماذج ملهمة من الجيل زد
“أفالون فينستر”، البالغة من العمر 23 عامًا، تعد مثالًا على كيفية استفادة الجيل زد من الذكاء
الاصطناعي. فقد طورت مهاراتها في هذه التقنية بشكل ذاتي، واستخدمتها لتحقيق نجاحات في حياتها
المهنية.
كما ساعدت زملاءها الأكبر سنًا على فهم الذكاء الاصطناعي واستخدامه بفعالية. تدير أفالون الآن
منصة “Internship Girl” منصة “Internship Girl”
، التي توفر موارد مهنية لنحو 350,000 شابة من أكثر من 100 دولة، مستفيدة من الذكاء الاصطناعي
لتعزيز تكافؤ الفرص في سوق العمل.
التحديات والمخاوف
رغم الإيجابيات، فإن الجيل زد لا يخلو من المخاوف تجاه الذكاء الاصطناعي، يعبر بعض الشباب عن
قلقهم من تأثير هذه التقنية على مهارات التفكير النقدي والتفكير المستقل، بالإضافة إلى قدرات
التواصل الفعال.
كما يرى البعض أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات الإبداعية.
من جهة أخرى، هناك من يرفض استخدام الذكاء الاصطناعي لأسباب بيئية، “كاتيا دانزينجر”، طالبة
علوم الحاسوب البالغة من العمر 25 عامًا، قررت التوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي بسبب تأثيره
السلبي على البيئة.
وتشير التقارير إلى أن استهلاك الطاقة الناتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي يفوق بكثير ما يتطلبه
البحث عبر محركات البحث التقليدية مثل جوجل.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في العمل
يشعر العديد من شباب الجيل زد بالقلق أيضا من تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل. وفقًا
لاستطلاع أجراه مركز “Pew للأبحاث”، يعتقد 35بالمائة من العمال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين
18 و29 عاما، أن الذكاء الاصطناعي قد يقلل من فرص التوظيف.
ومع ذلك، ترى “كروزفيرجارا” أن هذا القلق قد يكون محفزًا لإبقاء العمال في حالة تأهب واستعداد
للتكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل.
يظهر الجيل زد موقفًا متوازنًا تجاه الذكاء الاصطناعي: فهم يرون فيه فرصة لتحقيق التميز المهني
وتعزيز تكافؤ الفرص، لكنهم في نفس الوقت يدركون التحديات والمخاطر التي قد تترتب عليه.
وفي النهاية، يبقى تعزيز الوعي الرقمي وتوفير برامج تدريبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل
مسؤول أمرًا ضروريًا لضمان استفادة الجميع من هذه التقنية دون التضحية بالقيم الإنسانية والبيئية.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله