
لازالت قضية المدرب الجزائري والحامل للجنسية السويسرية تصنع الحدث في بيت سريع غليزان التي فجرتها الفيفا منذ عدة أشهر، والتي تعود حيثياتها إلى الموسم 2022-2023 ، حين اتفقت إدارة سريع غليزان بقيادة الرئيس الأسبق “عبد الصادوق” ونائبه “عزّي” آنذاك مع المدرب “اسماعيل جليد”.
هذا الأخير تنقل من سويسرا إلى الجزائر من أجل مباشرة عمله، لكن لم يلتحق بالتدريبات، ليعود أدراجه سويسرا بعد أن مكث أكثر من ثلاثة أشهر بالجزائر حاملا معه العقد الذي أمضاه مع إدارة الفريق ليتجه إلى غرفة النزاعات لدى الفيفا، طالبا بحقوقهم ليصدر القرار بإلزام السريع دفع مبلغ 200,000 يورو (حوالي 2.8 مليار سنتيم) للمدرب السابق للحراش، ليحرم بذلك السريع من الانتدابات لثلاث فترات لغاية الموسم الماضي، حيث اتصلت إدارة السريع بقيادة الرئيس “منور صغير” مع المعني من أجل إمضاء بروتوكول تسديد الديون، وهو ما كان.
وتم الإمضاء على الوثيقة أواخر شهر أفريل الماضي، لتخرج القضية من أيدي الفريق وتبقى بين المعني والفاف، لكن من خلال الجمعية العامة العادية الأخيرة تم إعادة طرح القضية لتتوالى الأصوات أن الفريق في الطريق للزوال بسبب قضية المدرب “اسماعيل جليد”.
من جهتهم، عبّر أنصار السريع عن استيائهم لما يعيشه الفريق مؤخرا، مؤكدين أن السريع ليس بحاجة إلى مشاكل أخرى تنخر جسده الجريح. البعض أكد أن الرابيد أصبح ضحية تلاعبات بعض (الخلاطين) الذين يفضلون السباحة في المياه العكرة من أجل قضاء مصالحهم، خاصة أنه لحد كتابة هده الأسطر لم يتقدم أي مترشح لرئاسة الفريق خاصة بعد الترويج أن الفريق مدان بمبالغ مالية كبيرة من بينها ديون المدرب جليد.
في اتصال عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكد المدرب “اسماعيل جليد” أنه سوّى قضيته مع سريع غليزان وأمضى بروتوكول تسديد الديون مع مسيري الفريق في مكتب الأمين العام للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وكل طرف أخد وثيقته وانتهت القضية. ابن مدينة الحراش المقيم بسويسرا أكد أن بعض العناصر التي منعته من تدريب الفريق رغم إمضائه العقد مع الإدارة، هي التي تحاول ضرب استقرار الفريق.
إسمك متداول بكثرة في الشارع الغليزاني بسبب قضية الديون ومراسلة الفيفا للنادي لتسديد مستحقاتك المالية.
صراحة قرأت ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقيل إن الفريق لازال ممنوعا من الإستقدامات بسبب ديوني، وهي كذب في كذب لأني سويت الوضعية مع الفريق وأمضيت بروتوكول تسديد الديون مع إدارة الفريق، وكان ذلك منذ عدة أشهر وكل منا أخذ وثيقته في جيبه وحلت القضية، الآن أنتظر صب أموالي من طرف الفاف فقط والسريع بعيد كل البعد عنها.
إذن لا توجد قضية مع سريع غليزان ؟
أكيد إذا كان السريع ممنوع من الإستقدمات فهذا ليس بسبب المدرب جليد، بالنسبة لي طويت ملف الفريق منذ عدة أشهر.
بالعودة للوراء بالرغم أنكم أبرمتم العقد، ولكنكم لم تطأ أقدامكم ملعب زوقاري طاهر ولم تشرفوا على أي حصة تدريبية للفريق.
كلامكم صحيح لكن أقدمت على تلك الخطوة لأنني تعرضت إلى الإهانة و”التمسخير” من طرف مسؤولي الرابيد.
هل من توضيح ؟
سأشرح لكم القضية بالتفصيل، تلقيت في شهر مارس 2022 اتصالا هاتفيا من أحد المناجرة من الجزائر إسمه “ربيع” الذي عرض علي فكرة أخذ زمام الطاقم الفني لسريع غليزان، وللتذكير في 2015 كانت لي اتصالات متقدمة مع ذات الفريق، لكن المفاوضات توقفت، فأعطيته الموافقة المبدئية، دقائق بعد ذلك عاود الاتصال بي قائلا أنه مع نائب الرئيس “عزّي محمد” الذي يريد التحدث معي. تحدثنا لمدة أكثر من ساعة وأكد لي حاجته لخدماتي من أجل إنقاذ الفريق من السقوط، اتفقنا على موعد آخر في الجزائر، حملت حقائبي وركبت الطائرة من سويسرا إلى الجزائر.
التقيت آنذاك مع الرئيس “عبد الصادوق” وكذلك “عزي” في إحدى الفنادق بالعاصمة، في نفس اليوم اتصلوا بالسكرتير العام “جواد بو عبد الله” الذي حضّر نسخة من العقد أمضيته على الالتحاق بالفريق اليوم الموالي، لأكتشف بعدها أن الإدارة لا تستطيع مواجهة اللاعبين بسبب المشاكل المالية، وقد تم منعني أصلا من الدخول للملعب والفندق، بالرغم إنني توجهت إلى غليزان والتقيت مع “عزّي” الذي أمره بتقديمي للاعبين لكن لا شيء من هذا القبيل حدث فعدت للعاصمة، نفس الشيء بالنسبة لمباراة مولودية الجزائر ضد سريع غليزان في بولوغين، أين توجهت إلى الملعب من أجل متابعة اللقاء، لكن لم يتم إدراج اسمي في قائمة المدعوين.
بعدها حاولت مرارا وتكرار الاتصال بـ “عزي وعبد الصادوق” لكن لم يردان على اتصالاتي، مكثت بالجزائر ثلاثة أشهر محاولا إيجاد حل ودي من أجل فسخ العقد، ولكن لا أحد رد فحملت حقائبي ورجعت إلى سويسرا، رغم هذا لم أدر ظهري فحاولت مرات أخرى ربط الاتصال لكن لا حياة لمن تنادي، بل أكدوا أن عقدي غير معترف به، ولا يمكنني فعل أي شيء فما كان علي إلا تبليغ المحامي الذي اتخذ الإجراءات الإدارية وطلب بالتعويض وهو مكان له.
أنتم على علم بالوضعية الصعبة للفريق وبقرارهم هذا الفريق يتجه نحو الزوال.
ما يحز في نفسي هو عدم مبالاة المسؤولين على هذا الفريق معتبرين المدربين وحتى اللاعبين دمية بين أيديهم، للأسف السريع ضحية لجشع مسؤوليه وبعض مقربيه دون نسيان بعض الصفحات الفايسبوكية التي أرادت تشويه سمعتي، وهذا ما قلته لمسيري الفريق أثناء إمضاء البروتوكول، حيث لم تكن لدي النية بالضرر بالفريق لكن ما عشته خلال تلك الفترة حز في نفسي كثيرا. الآن بعد أن أمضيت بروتوكول تسديد الديون مع الفريق أنا مرتاح البال.