
قام الكاتب والأديب والباحث “رابح خدوسي”، بمقر جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة بعرض إصداره الجديد بعنوان” البليدة…. تاريخ وحضارة”، بحضور ثلة من المثقفين والأدباء والشعراء والمفكرين.
الكتاب يتضمن حسب العرض الذي قدمه “خدوسي” محطات وجوانب مهمة عن مدينة البليدة في فترة ما قبل الاستقلال إلى اليوم، كما يتضمن الأقطاب السياحية والثقافية التي تزخر بها البليدة، ومنها الزوايا، والمدارس القديمة وأسماؤها الجديدة، إلى جانب علماء المدينة، وكذا ما قاله الراحلة والزائرون إلى البليدة والشخصيات التي زارتها، بالإضافة إلى الزوار الأمريكيين الذين نزلوا في البليدة بعد الحرب العالمية الثانية، إلى جانب قائمة الشهداء والمجاهدين.
ودعا الكاتب “خدوسي” في كلمته إلى تسليط الضوء على كتابة التاريخ المحلي للمدن الجزائرية، وما عرفته من أحداث بارزة خلال ثورة التحرير أو قبلها، وكذا إبراز الموروث الثقافي والسياحي الذي تزخر به المدن، وقال إن كل المدن الجزائرية لها تاريخ ينبغي إبرازه وتسليط الضوء عليه، والموروث الثقافي لا يموت ويحتاج إلى من ينفض الغبار عليه، والمدن التي لا تاريخ لها هي مدن ضالة، وكتابة تاريخ المدينة هو بمثابة عقد ميلاد أو بطاقة تعريف لها، وأضاف أن عدم تدوين تاريخ المدن الجزائرية يجعل المواطن يحس بالاغتراب، وقد يكون لذلك انعكاسات سلبية على المجتمع، ويجب عدم الاهتمام بالتاريخ الدولي على حساب التاريخ المحلي، حتى لا يعيش المواطن الاغتراب في مدينته.
وأكد “خدوسي” أن كتابة التاريخ واجب وطني وديني، وليس حكرا على المؤرخين والأكاديميين، وكل من يملك المعلومة عليه أن يخرجها بأي طريقة كانت شريطة أن تكون لها مصادر ومراجع وموثقة، في حين يبقى دور الأكاديمي والمؤرخ حسبه هو الوصول إلى الاستنتاجات والتحليل أو الوصول إلى خلاصات، مشيرا إلى أن تاريخ الجزائر كتبه من لم يعرفوا مدرجات الجامعة ومنهم “مبارك الميلي”، “عبد الرحمان الجيلالي”، “علي دبوز”، “الشيخ المهدي البوعبدلي” و”توفيق المدني”، وقال إن العديد من المعارك المحلية التي وقعت إبان الفترة الاستعمارية في مناطق مختلفة بولايات الوطن غير موثقة وقد لا يعرف عنها المواطن شيئا، ودعا إلى إبرازها ونفض الغبار عنها وتدرسيها في المقررات الدراسية.
دلال. ب