الجهوي‎

الحزام النباتي تلاشى بفعل الحرث العشوائي والرعي الفوضوي

"التصحر" يقضي على مساحات شاسعة من الأراضي بسيدي بلعباس

تتخبط ولاية سيدي بلعباس في مأزق حقيقي بسبب تعرضها لزحف الرمال المتواصل وزيادة في نسبة التصحر، في ظل غياب سياسة رشيدة ومحكمة للقضاء على الظاهرة التي استفحلت بشكل ملفت للانتباه خلال العشرية الأخيرة، وتشير بعض  الأرقام أن حوالي 40 من الأراضي في الولاية، غمرتها الرمال نتيجة تلاشي الحزام النباتي بفعل الحرث العشوائي والرعي الفوضوي، وهي تتعرض يوميا إلى “التصحر

 صُنفت ولاية سيدي بلعباس من بين المناطق أو الولايات التي أصبحت مهددة بشبح “التصحر”، رغم كونها ولاية شمالية، إذ إن ما مقداره 300 ألف هكتار يعاني اليوم من هذا المشكل، لاسيما البلديات الواقعة بالجنوب مثل رأس الماء رجم دموش، وادي السبع، مرحوم وبئر الحمام، وهذا رغم ما قامت به المحافظة الجهوية لتطوير السهوب بولاية سعيدة المشرفة على هذه المناطق بسيدي بلعباس، من خلال غرس آلاف الهكتارات بالنباتات العلفية مثل “القطفة”، التي لم تلق نسبة نجاح كبيرة في مواجهة “التصحر”، وبالنظر لتهور مافيا السهوب التي راحت تنكّل أشد تنكيل بالمحميات والأراضي السهبية التي جاءت بهذه المشاريع لحمايتها من خطر أو بالأحرى شبح “التصحر”.

 

تحرير عدة محاضر ضد أشخاص تسببوا في ظاهرة “التصحر”

وفيما يتعلق بالخطر الذي يهدد عدة مناطق بولاية سيدي بلعباس بـ “التصحر” بفعل هؤلاء الأشخاص، تم تحرير عدة محاضر وإيداعها لدى الجهات القضائية، ناهيك عن حجز آلاف الرؤوس من الغنم التي كانت ترعى وسط المناطق السهبية.

هذا، كما شنت مصالح الدرك الوطني منذ سنوات رفقة السلطات المحلية حملة واسعة من أجل هدم البناءات الفوضوية التي شوّهت صورة الجهة وتمكنت من هدم المئات في بلديتي مرحوم وبئر الحمام، بعد أن استحوذ كبار الموالين على الأراضي السهبية هناك.

 

عدة عمليات للغراسة قصد مواجهة “التصحر”

كما أن محافظة الغابات هي الأخرى كانت قد برمجت عدة عمليات للغراسة قصد مواجهة “التصحر”، وتصحيح المسالك من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي ازدادت كثافة مع مرور الزمن، وفي هذا السياق يشارك دوما جميع الفاعلين والشركاء، ومختصين في المجال الذين يقدمون محاضرات شخّصت ظاهرة “التصحر” ومدى خطورتها، والسبل التي من شأنها أن تساهم في الحد من عواقبها.

 

برامج أنجزتها مصالح الغابات لمكافحة ظاهرة “التصحر”

كما كانت المناسبة محطة جديدة لعرض مختلف البرامج التي أنجزتها مصالح الغابات لمكافحة ظاهرة “التصحر”، لاسيما بالمناطق الجنوبية للولاية، التي تبقى أكبر منطقة مهددة بـ”التصحر”، على غرار بلديات بئر الحمام، وادي السبع، مرحوم، مرين، وادي تاوريرة، رجم دموش، تافاسور ومنطقة رأس الماء.

وتوزعت البرامج المنجزة على تشجير مساحات شاسعة، إذ قامت محافظة الغابات مؤخرا بالتنسيق مع مختلف الفاعلين من غرس مساحات كبيرة من الأراضي بأشجار الصنوبر الحلبي، منها 2500 شجيرة بمنطقة مولاي سليسن و2500 أخرى بتلاغ و 1000 بسيدي علي بن يوب.

لصوص الحطب في المناطق الغابية ساهموا في ظاهرة “التصحر”

كما تمكنت نفس المقاطعة بتلاغ من إجهاض محاولة سرقة كمية معتبرة من حطب الصنوبر الحلبي الميت ونقلها بدون رخصة، كانت محملة على متن شاحنة تم ترصد تحركاتها وتوقيفها، بالقرب من قرية مرسط، ليتم تحويلها إلى مقر فرقة الدرك الوطني بمزاورو لإتمام الإجراءات القضائية، بينما تمت مصادرة كمية الحطب.

مثل هذه الأعمال تدخل في نطاق المساهمة في ظاهرة “التصحر” وتجريد الأراضي من مصادرها الطبيعية.

 

حث الفلاحين المتأخرين عن عملية البذر لمواجهة “التصحر”

في طار متابعة حملة الحرث والبذور حتى لا تبقى الأراضي الفلاحية قاحلة، والتي تساهم في دورها في ظاهرة “التصحر”، وبرنامج البقول الجافة للموسم الفلاحي 2025/2024، اختتم أول أمس برنامج القافلة التحسيسية المنظمة من طرف مديرية المصالح الفلاحية لولاية سيدي بلعباس بالتنسيق مع القسم الفلاحي الفرعي لدائرة تلاغ، بمشاركة الغرفة الفلاحية، تعاونية الحبوب والبقول الجافة والمعهد التقني للزراعات الواسعة، حيث تم اللقاء مع الفلاحين ومكثري الحبوب على مستوى المستثمرة الفلاحية “عقال عت” ببلدية سيدي تيغاليمات.

وكان الهدف من اليوم التحسيسي، هو حث الفلاحين المتأخرين عن مباشرة عملية البذر وخاصة بعد كميات الأمطار المعتبرة التي تساقطت خلال الأيام الماضية، حتى لا يتركوا أراضيهم قاحلة معرضة لظاهرة “التصحر”، وأيضا لبلوغ الأهداف المسطرة لعملية البذر للموسم الجاري، إلى جانب أهمية الدخول في برنامج البقول الجافة ذات الأهمية في الدورات الزراعية، وكذا الأهمية الغذائية والاقتصادية لهاته الشعبة الإستراتجية بعد الحبوب لمحاربة كل أشكال ظاهرة “التصحر”.

 

حجز فرد من طائر “المينا” الهندي وإجراءات وقائية ضد “التصحر”

وفي إطار حملات التحسيس والتوعية حول مخاطر طائر “المينا” وعواقب انتشاره بإقليم الولاية، من باب الإجراءات الوقائية ضد ظاهرة “التصحر”، سجلت الغابات بمصطفى بن براهيم التابع لمقاطعة الغابات بسفيزف حضوره في أشغال اللقاء الذي أشرف على تنظيمه مكتب النظافة والصحة التابع لبلدية مصطفى بن ابراهيم.

وعرف حضور مصالح الأمن وأعضاء جمعية الصيد طيبي الغربي، إلى جانب عدد من الفلاحين والمواطنين، ويأتي هذا بالموازاة مع تمكن إطارات محافظة الغابات بولاية سيدي بلعباس مؤخرا بالتنسيق مع مصالح أمن الولاية، من حجز فرد واحد من فصيلة طائر “المينا” كان يعرضه صاحبه للبيع، كما تم فتح تحقيق ابتدائي لمعرفة مصدر الحصول عليه، وكانت محافظة الغابات قد نظمت خرجات ميدانية لتحسيس المواطنين بخطورة هذا الطائر “مينا” وتأثيره السلبي على البيئة والمحاصيل الفلاحية ومساهمته في ظاهرة “التصحر” ولو بنسبة ضئيلة جدا.

كما قامت بتوعية المواطنين عن طريق مختلف وسائل الإعلام لاسيما الإذاعة المحلية، وكذا عن طريق الصفحة الرسمية للمحافظة، بضرورة التبليغ في حال رصد هذا النوع من الطيور بإقليم الولاية، لأجل اتخاذ التدابير المستعجلة اللازمة. يذكر أن طائر “المينا”، كانت الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية قد حذرت من ظهوره  شمال الوطن ويعتبر طائر “المينا” ضمن أخطر 3 طيور إضرارا بالنظام البيئي، كما أنه سريع التكاثر ومدمر للنظام البيئي والمحاصيل بشكل غريب جدا ومساهمة ولو بشكل غير مباشر في ظاهرة “التصحر”، زيادة على ذلك فطائر المينا له القدرة على التكيف مع كل البيئات.

 

مربو الأبقار يطالبون بالتراخيص لحفر الآبار ومواجهة “التصحر”

يعاني مربو الأبقار في ولاية سيدي بلعباس من نقص في المياه بسبب استفحال ظاهرة “التصحر”، وجفاف الآبار التي يعتمدون عليها في سقي أبقارهم، الأمر الذي أثار استياءهم وتذمرهم الشديدين، وحسب تصريحاتهم فهم يكابدون معاناة كبيرة جراء هذا الجفاف الذي أخذ شكلا من أشكال “التصحر” والذي ضرب بأطنابه في الجهة قاطبة، لأن تربية الأبقار الحلوب تحتاج إلى وفرة الكلأ والأعلاف وتوفير مياه كافية لمواصلة هذا النشاط، خاصة وأنهم يمولون مصانع الحليب بمادة الحليب، زد على ذلك فهذه المهنة يعتمدون عليها لتلبية احتياجاتهم اليومية وتعتبر بمثابة الدخل الأساسي والوحيد ومصدر رزق لهم منذ سنوات.

كما تعتبر ممارسة نشاط تربية الأبقار الحلوب، بالإضافة إلى الفلاحة التي منتوجها الزراعي مخصص لتغذية الأبقار صيفا وشتاء، مصدر رزق للعائلات، خاصة وأنها توفر مادة الحليب منذ سنة 1997 إلى يومنا هذا، إلا أنه وخلال السنوات الأخيرة ضرب الجفاف وظاهرة “التصحر” المنطقة بسبب نقص منسوب المياه في الآبار الخاصة بهم، مما أدى إلى موت العديد من هذه الثروة الحيوانية، مما اضطر المربين إلى بيع الأبقار الخاصة بهم من أجل التكفل بمصاريف الأبقار التي بقيت لهم وشراء أعلافها.

 

غلق أسواق الماشية بتراب الولاية بسبب تفشي الحمى القلاعية

قررت السلطات الولائية بولاية سيدي بلعباس باقتراح من مديرية المصالح الفلاحية غلق جميع أسواق الماشية، تجنبا لتفشي الحمى القلاعية، حيث تقرر في هذا السياق توقيف كل عمليات التلقيح الاصطناعي على مستوى الولاية وتكليف مصالح البيطرة باتخاذ كافة الإجراءات الاستعجالية اللازمة للحد من انتشار المرض، منها التكثيف من المراقبة البيطرية على مستوى المذابح والتبليغ عن أي حالة مشكوك فيها وعزل البؤر وتلقيح الحيوانات المتواجدة حول البؤر وتحسيس المربين وإشراك جميع الشركاء، ناهيك عن منع تنقل الحيوانات الحساسة من وباء الحمى القلاعية من أبقار وأغنام وماعز عبر الطرقات.

الصولي.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى