
أعلنت الشرطة الإسبانية عن إلقاء القبض على شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، يُشتبه في تورطه بتنفيذ سلسلة هجمات إلكترونية معقدة استهدفت مؤسسات حكومية ومنظمات دولية، بما في ذلك الناتو والجيش الأميركي.
وتمت عملية التوقيف في بلدة كالبي بمنطقة كوستا بلانكا، إثر تحقيق مشترك بين الشرطة الوطنية الإسبانية (Policia Nacional) والحرس المدني (Guardia Civil)، وبالتنسيق مع جهات أمنية دولية، من بينها اليوروبول والمركز الوطني الإسباني للتشفير (CCN) ووكالة تحقيقات الأمن الداخلي الأميركية (HSI).
وخلال مداهمة منزله، عثرت السلطات على معدات إلكترونية متطورة وأكثر من 50 حسابًا للعملات المشفرة، ما يشير إلى تعامله مع بيانات مسروقة وبيعها عبر الإنترنت. وأوضحت التحقيقات أن المشتبه به استخدم أسماء مستعارة على منصات إلكترونية مظلمة، وسرّب أو باع معلومات حساسة تتعلق بمؤسسات حكومية، من بينها الحرس المدني الإسباني، ووزارة الدفاع، ودار سك العملة الملكية، ووزارة التعليم، وجامعات مختلفة.
وانطلقت التحقيقات عقب تلقي الشرطة شكوى من مؤسسة تجارية في مدريد تفيد بتسريب بيانات سرية عبر منتدى إلكتروني معروف باسم BreachForums. وتمكن المحققون من تتبع المشتبه به رغم استخدامه وسائل تقنية متقدمة لإخفاء هويته، مثل تطبيقات التصفح المجهول والتشفير المعقد.
ويواجه المتهم اتهامات تتعلق بالاختراق غير القانوني للأنظمة المعلوماتية، وانتهاك سرية البيانات، وإتلاف البنية التحتية الرقمية، إضافة إلى غسيل الأموال. وتأتي هذه القضية بعد عام من توقيف شاب آخر بنفس العمر، تورط في اختراق وكالة الضرائب والمجلس الوطني للقضاء الإسباني، وسرقة بيانات لأكثر من نصف مليون شخص.
وتؤكد هذه الحادثة تصاعد التهديدات السيبرانية في أوروبا، ما يدفع الحكومات إلى تعزيز تدابير الأمن الرقمي لمكافحة الجرائم الإلكترونية المتزايدة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله